تحول مصطفى محمد، نجم هجوم الزمالك ومنتخب مصر، من الفتى الذهي الأول للفريق والفرخة التي ستبيض ذهبا إلى خائن ومتمرد في أعين لاعبي الأبيض وجماهيره على منصات التواصل الاجتماعي، لإصراره على خوض تجربة الاحتراف في فترة الانتقالات الشتوية. في وقت تتمسك الإدارة البيضاء بخروج اللاعب في الصيف المقبل لغياب البديل الجاهز.

 هنا نستعرض رحلته من التألق وكونه المهاجم الأوحد من وجهة نظر جماهير الزمالك الذين وصفوه بـ “أناكوندا” إلى لقب “خائن وعميل” مثلما حدث في الفيلم الكوميدي المصري “السفارة في العمارة”، وذلك في ظرف زمني لا يتخطى الشهرً الواحدً.

مصطفى محمد يرغب في الاحتراف وعروض رسمية

طلب مصطفى خوض تجربة الاحتراف بكل قوة وتصميم من الإدارة الجديدة خلال انتقالات يناير المقبلة، وتنفيذ وعد الإدارة السابقة بقيادة مرتضى منصور له والسماح له بالرحيل، لاسيما مع وصول عدة عروض جادة لشرائه.

حيث دخل نادي رايو فايكانو الإسباني، الذي ينشط بدوري الدرجة الثانية هناك ضمن الأندية الأوروبية المهتمة بالحصول على خدمات المهاجم الدولي، إلى جانب ناديا جالاتا سراي التركي وسانت إيتيان الفرنسي، والتي تعد أبرز الأندية المهتمة أيضًا بضم المهاجم الدولي الشاب البالغ من العمر 23 عامًا وقدمت عروضًا رسمية بالفعل لضمه.

ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية فإن فريق رايو فايكانو يراقب المهاجم المصري. وأشار التقرير إلى أن الزمالك يطلب 4.5 مليون يورو من أجل التخلي عن مهاجمه، بينما لن يقترب رايو فاييكانو من الرقم المطلوب من جانب نادي الزمالك لكنه سيبدأ محاولة ضم اللؤلؤة المصرية، لكي تؤتي ثمارها، وأن المبلغ الذي من شأنه أن يعرضه رايو سوف يكون أقل عن المبلغ المطلوب من النادي المصري.

وأشار التقرير الإسباني إلى أن المشكلة الوحيدة فيما يخص مصطفى محمد التكيف الضعيف المحتمل مع كرة القدم الأوروبية، إذ لم يلعب المهاجم المصري الشاب أبدًا خارج بلاده، بالإضافة إلى اختلاف عوامل اللغة والثقافة وطرق اللعب، وعلى الرغم من ذلك هناك عدة فرق من القارة العجوز خلفه، مثل جالطا سراي أو فنربخشة.

فيما تقدم نادي سانت إتيان بالفعل عرضًا بـ4 ملايين دولار لضم اللاعب حسب تقارير خارجة من نادي الزمالك، إلا أن الإدارة تمسكت بما يعادل 5 ملايين يورو للموافقة على رحيله، مثلما حصل مع زميله بالمنتخب الأوليمبي رمضان صبحي عام 2016 عندما احترف من الاهلي إلى ستوك سيتي الإنجليزي بنفس الرقم، ما جعل الصفقة تتوقف وانسحب النادي الفرنسي من المفاوضات عند آخر رقم قدمه.

https://www.youtube.com/watch?v=NJZ4TMq6CGs

تمرد وعصيان من الأناكوندا

بعد رفض الإدارة تمامًا رحيل مصطفى وتعجيز المفاوضات مع الأندية التي طلبته بالفعل وقدمت مبالغ جيدة لشرائه، قرر اللاعب التمرد والعصيان وغاب عن التدريبات بدون إذن لمدة 3 أيام متتالية للتعبير عن غضبه وإجبر الإدارة على بيعه، لتتخذ الإدارة ضده قرارات تأديبية صارمة عن طريق الغرامة المادية الكبيرة والمتصاعدة.

حيث كانت أولى القرارات من جانب الزمالك باستبعاد اللاعب من مباراة سموحة مساء الإثنين الماضي، بالإضافة لعقوبات مالية مغلظة، ما دفع اللاعب في النهاية إلى العودة للتدريبات لمنع تفاقم الأزمة خاصة مع هجوم الجماهير البيضاء عليه جراء ما فعله وتمسكه الشديد بالرحيل بطريقة غير لائقة في وقت حرج ويحتاجه فيه الفريق في ظل غياب البديل المناسب.

رفض إداري وجماهيري وخوف من سيناريو كهربا

الإدارة الكروية المكلفة بنادي الزمالك بإدارة شؤون فريق الكرة، ترفض تمامًا رحيل مصطفى حاليًا لسببين أولهما لعدم وجود بديل مناسب له في الفريق وهو ما يعرضه لأزمة فنية مضاعفة عندما يرحل، ثانيًا لعدم وصول أي عرض خارجي للقيمة التي حددتها الإدارة فتوقف أكبر عرض وصل للاعب عند حد الـ4 ملايين دولار، في حين تتمسك الإدارة بمبلغ 6 ملايين دولار للموافقة على بيعه ليتمكنوا من ضم بديل له والاستفادة بباقي القيمة لحل باقي أزمات النجوم الآخرين بالفريق.

كما أن الخوف من سيناريو رحيل كهربا لنادي برتغالي ثم العودة على الأهلي، يلوح في الأفق خشية من رحيل مصطفى للنادي الفرنسي “كوبري” ليعود بعدها على نادي بيراميدز بقيمة مالية خيالية مثل التي تقاضاها زميله بالمنتخب الأوليمبي رمضان صبحي براتب سنوي بلغ 30 مليون جنيه في الموسم الواحد.

فيما بلغ الغضب الجماهيري ذروته من اللاعب، رفضًا لرحيله وعدم تقديره للنادي في وقته الصعب والتفكير فقط في مصلحته الشخصية، رغم أن ما وصل له من مستوى ونجومية جاء من لعبه للنادي وهو صاحب الفضل الأول فيما وصل له من مستوى وأداء ونجومية في الوقت الحالي، حتى وصل الأمر بالهجوم عليه وسبه والسخرية منه على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لإصراره على الرحيل بشدة هذا الشتاء.

مصطفى محمد
مصطفى محمد

مواقف مشابه لنجوم مصرية

على مدار تاريخ الكرة المصرية شهدت حالات كثيرة من تمرد النجوم على أنديتها بأشكال مختلفة للرحيل، سواء كان ذلك انتقال محلي لأندية القمة مثل الأهلي والزمالك وتحديدًا في نادي الإسماعيلي وأندية الشركات مثل إنبي وبتروجت، أو للاحتراف الخارجي لنجوم القطبين الأهلي والزمالك والأمثلة عديدة لعل أبرزها، إبراهيم سعيد في عام 2001 عندما هرب عن النادي بعد خلافات مع مدير الكرة الراحل ثابت البطل، حول قيمة عقده السنوي، وغادر اللاعب سرًا إلى بلجيكا ليحترف في جنت. حينها لجأ الأهلي إلى “الفيفا” ليرفض بعدها النادي البلجيكي المغامرة في نزاع قانوني مع الأهلي، ليعود اللاعب للنادي الذي استبعده بعد ذلك نهائيا في عام 2003 وذهب لنادي إيفرتون في تجربة قصيرة لم تكن ناجحة كذلك.

وفي عام 2008، استيقظت جماهير الأهلي على خبر صاعق، بهروب حارس المرمى الدولي عصام الحضري إلى سيون السويسري للاحتراف بين صفوفه دون موافقة ناديه، الذي حصل بعد ذلك على حكم من لجنة المنازعات في الاتحاد الدولي بإيقاف الحارس لمدة أربعة أشهر وتغريمه 900 ألف يورو، مع حرمان نادي سيون من تسجيل لاعبين خلال فترتي القيد المقبلتين، وتمرد الحضري ورفض العودة في البداية ثم ندم على تلك الفعلة طوال مسيرته الكروية بعد ذلك.

الأمر تكرر ثانية مع رمضان صبحي لاعب الأهلي مرتين الأولى عندما ادعى الإصابة للتفاوض مع ستوك سيتي للرحيل إليه عام 2016 فترة المدرب الهولندي مارتن يول، واضطر النادي الأحمر للموافقة على رحيله عندما علم بنيته في الرحيل وقت مجلس محمود طاهر مقابل قيمة قياسية حينها 5 ملايين يورو.

ثم عاد صبحي لمراوغة الأهلي من جديد لتمديد تعاقده معه وبعد جانب طويل وشاق من المفاوضات، طعن الأهلي بخنجر مسموم، بعد أن توصل الأحمر إلى اتفاق رسمي مع نظيرهم في هدرسفيلد تاون الإنجليزي، لشراء بطاقة اللاعب مقابل 3.250 مليون جنيه إسترليني، حيث فاجئ صبحي الجميع برغبته في الانتقال إلى بيراميدز في صفقة مالية كبيرة، هي الأغلى للاعب مصري، بعد أن حصل على 120 مليون جنيه بخلاف ما سيتقاضاه ناديه الإنجليزي في عقد لمدة 5 سنوات، واتهم بالخائن كذلك من قبل جماهير الأهلي العريضة.