تشهد أروقة البرلمان تحركات كبيرة من جانب عدد من الأحزاب المعارصة والموالية لتشكيل ائتلاف برلماني معارض على غرار تكتل “25 – 30″، ليواجه تكتل الأغلبية الجاري تكوينه بزعامة حزب “مستقبل وطن”، وسط تأكيدات من مصادر برلمانية بأن الائتلاف البرلماني المعارض سيمثل المعارضة السياسية الموضوعية التي تعمل من أجل صالح الوطن والمواطن، إذ يوجد توجه سياسي بإجراء توانات تسمح بوجود معارضة لا تعتمد على الصوت العالي.

تحالف مستقبل وطن

حزب مستقبل وطن صاحب الأغلبية البرلمانية، بدأ الإعداد لتحالف برلماني يضم إلى جانبه حزبي الشعب الجمهوري، ومصر الحديثة، لتكوين ائتلاف برلماني، وسط توقعات بأن يضم ائتلاف الموالاة أحزاب أخرى، وعدد من المستقلين في مقدمتهم النائب محمد أبو العينين كي يجتمع أصحاب ثلثي مقاعد البرلمان في ائتلاف واحد.

ولحزب مستقبل وطن 316 مقعدًا في المجلس، يأتي بعده حزب الشعب الجمهورى بـ50 مقعدًا، الوفد 26 مقعدًا، وحماة الوطن بـ23 مقعدًا، وحزب مصر الحديثة 11 مقعدًا، والإصلاح والتنمية على 9 مقاعد.

أما أحزاب المصرى الديمقراطى، والنور والمؤتمر والحرية فحصل كل منهم على 7 مقاعد، والتجمع 6 مقاعد والعدل مقعدين وأخيرًا إرادة جيل بمقعد واحد، كما استطاع المستقلون الحصول على 95 مقعدًا.

اقرا أيضًا: 7 قوانين “ضرورية وشائكة” على أجندة الحسم في البرلمان الجديد

الوفد زعيمًا لـ”المعارضة الموضوعية”

وكيل مجلس النواب سليمان وهدان، تحدث في وقت سابق مؤكدًا أن حزبه من الممكن أن يتبنى المعارضة تحت قبة المجلس الجديد، مشيرا إلى أنه سيتم التشاور مع بعض الأحزاب بالإضافة إلى بعض النواب المستقلين من أجل تشكيل تكتل معارض بمجلس النواب.

وبين وهدان في تصريحات صحفية، أن حزبه يستهدف صنع تكتل قوي يقوده داخل مجلس النواب الجديد، يعبر من خلال عن المعارضة الوطنية الحقيقة، منوها بأنه سيكون مرشح حزب الوفد لوكالة المجلس وسيكون هناك تنسيق مع الأحزاب لوجود وكيل معارض في هيئة المكتب.

تصريحات وهدان، تتوافق مع التصريحات التي أطلقها رئيس حزب الوفد المستشار بهاء الدين أبو شقة، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة بأن حزبه يمثل المعارضة الوطنية في القائمة الوطنية من أجل مصر.

من جانبه أكد السكرتير العام لحزب الوفد النائب فؤاد بدراوي، في حديثه مع “مصر 360” أن “الوفد” طوال تاريخه يقود المعارضة داخل أروقة مجلس الشعب، وأن الحزب يمثل المعارضة السياسية الموضوعية التي تعمل من أجل صالح الوطن والمواطن، وليست معارضة الصوت العالي.

وأوضح بداروي أن حزب الوفد دخل في مناقشات مع بعض الأحزاب من أجل تكوين ائتلاف معارض في مجلس النواب الجديد، منوها بأنه مع بدء عمل مجلس النواب المقبل، ستكون هناك اجتماعات مع أحزاب “المصري الديمقراطي، والإصلاح والتنمية، والتجمع والعدل”، وغيرهم من أجل تكوين ائتلاف معارض “قوي” داخل البرلمان، كما يحدث في جميع برلمانات العالم.

وأشار إلى أن الحزب سيحمل على عاتقه التعبير عن كل ما يهم المواطن المصري داخل المجلس الجديد، وأن الهيئة البرلمانية للحزب تجهز حاليا مجموعة من التشريعات المهمة والضرورية لتقديمها ومناقشتها خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضًا: حصاد البرلمان.. الحصانة تهزم القانون وتنتصر للخلافات السياسية

تحالف الأحزاب الأربعة.. “المعارضة العاقلة”

رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، قال إن أحزاب المعارضة “الإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي والتجمع والعدل”، يجهزون في الوقت الحالي تكوين ائتلاف معارض داخل البرلمان، يضم إلى جانبهم مجموعة من النواب المستقلين الذين أبدوا رغبة للانضمام إلى الائتلاف، وتتماشى أفكارهم مع الأحزب المعارضة.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ”مصر 360″، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إعلان الائتلاف بشكل رسمي، بعد الانتهاء من المفاوضات والمباحثات الجارية، مشيرا إلى أن الائتلاف لن يكون مقتصرا على مجلس النواب فقط، لكنه سيمتد إلى مجلس الشيوخ أيضا ليكون صوت المعارضة في المجلسين.

وأضاف السادات، أن الائتلاف المعارض الجديد سيسع إلى طرح وجهات نظر وأفكار مختلفة، وأن يكون صوتًا للمعارضة فى البرلمان، مشددا على أن قلة عدد أعضاء التحالف لن تمثل مشكلة لأن العبرة بالأداء البرلمانى والقضايا التى سيطرحها.

واستبعد النائب السابق، انضمام حزب الوفد إلى تكتل المعارضة الجاري تكوينه، قائلا: “الأمور بالنسبة لحزب الوفد (مبهمة)، بعيدا عن بعض الأسماء والشخصيات الكبيرة والتي لها كل تقدير، لكن الأمور داخل الحزب تشير إلى وجود أزمات، ولا اعتقد أنه سيكون ضمن تكتل المعارضة المقبل”.

وشدد السادات على أن ائتلاف المعارضة المقبل سيسعى إلى أن يكون “معارضة عاقلة”، ليس فقط المعارضة التي تطلق التصريحات وترفض، ولكنها ستقدم بدائل، وحلول، مؤكدا أن قوى المعارضة في مجلس النواب المقبل سيكون لها مواقف محل تقدير واستحسان من الجميع خلال السنوات الخمس المقبلة.

واختتم رئيس حزب الإصلاح والتنمية تصريحات بالتأكيد على أن مجلسي النواب والشيوخ سيشهدان حوارات ومواقف “محترمة” بعد فوز بعض الرموز “المحترمة” في الانتخابات، سواء من أحزاب المعارضة أو الموالاة.

اقرأ أيضًا: البرلمان في 5 سنوات.. غابت الرقابة وانتصر التشريع

 

وعن ائتلاف المعارضة الجديد، أكد عضو مجلس النواب الجديد عن الحزب المصري الديمقراطي إيهاب منصور، أن الائتلاف الجديد منفتح على جميع الأحزاب والأسماء التي ترغب في الانضمام إليه، وأنه يجرى حاليا التنسيق والتشاور مع الجميع للوصول إلى الشكل النهائي.

وبين منصور في تصريحات لـ”مصر 360″، أن أزمة انتشار فيروس كورونا، وإصابة العديد من النواب بالفيروس خلال الفترة الماضية عطلت المباحثات الجارية حاليا، مع الأحزاب غير الموجودة في ائتلاف حزب مستقبل وطن، والذي يضم أحزاب الشعب الجمهوري ومصر الحديثة حتى الآن، متوقعا أن يضم مجلس النواب المقبل “تحالفين” على غرار “دعم مصر” و25 / 30″، وأن تنضم بعض الأحزاب خارج ائتلاف الموالاة إلى ائتلاف المعارضة.

وتابع: “الأحزاب التي لن تنضم إلى أيا من الائتلافين ترى أن يكون تصويتها وعملها داخل المجلس قائم على المواقف السياسية في التشريعات”، منوها بأنه عقب الجلسة العامة لمجلس النواب في 10 يناير المقبل ستتضح الصورة النهائية لشكل التكتلات البرلمانية الجديدة.

ولفت إلى أن الائتلاف سيسعى إلى تقديم رؤى وطنية من أجل تحسين الأوضاع التشريعية والرقابية المنوط بها نواب الشعب، متابعا: “ائتلاف المعارضة الجديد لن يقتصر دوره على إبداء الرأي فقط، ولكنه سيطرح طرح الحلول لبعض الأزمات كما حدث في المجلس السابق، إذ تم الاستجابة لمطالبنا في العديد من التشريعات، منها قانون الخدمة المدنية”.