لم يكد يمر ساعات على واقعة الإهمال الطبي الذي تسبب في وفاة 4 مصابين بفيروس كورونا في مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، والذي حملته وزيرة الصحة هالة زايد لأنصار جماعة الإخوان، باعتبارهم يروجون الأكاذيب عن مصر، حتى ظهرت الوزيرة في أحد قاعات الأفراح، لا يلتزم المتواجدون فيها بارتداء الكمامات في ظل ذورة الموجة الثانية لفيروس كورونا.
تلقفت السوشيال ميديا صورة الوزيرة، لتبدأ في طرح سيل من التساؤلات خاصة أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، في نهاية ديسمبر الماضي، أعلن عن إغلاق كامل لكافة قاعات الأفراح وسرادقات العزاء والمآتم ومنع تواجد التجمعات في الساحات كإجراء احترازي لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السلالات الجديدة التي ظهرت مؤخرا في عدد من البلدان أشد فتكا وتأثيرا من نظيرتها الأولى التي تجاوزها العالم بخسائر فادحة في الأرواح.
سخرية وهجوم
قوبل الأمر بنوبات من الغضب والاستياء والسخرية في الآن ذاته، فالمصريون الذي منعوا من إقامة الأفراح ونصب الاحتفالات يفاجئون بوزيرتهم تحضر حفل زفاف لا يلتزم بإجراءات الوقاية التي حددتها الدولة.
لم تكن تلك هي “السَقطة” الأولى لهالة زايد منذ توليها حقيبة الصحة والسكان في الرابع عشر من يونيو في عام 2018 لتكون ثاني وزيرة تتولى مهام وزارة الصحة بعد الدكتورة مها الرباط، إذ صعدت الوزيرة إلى منصة التريند كثيرا بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل أحيانا، وتصرفاتها غير المسؤولة في أحيان أخرى.
“الأكسجين وراه الإخوان”
ظهرت الوزيرة في أعقاب أزمة مستشفى الحسينينة التي راح ضحيتها 4 حالات، موجهة أصابع الاتهام إلى جماعة الاخوان، كونها السبب وراء ترويج الشائعات ونشر حالة من عدم الاستقرار واستغلال الأزمات من أجل الهجوم على الدولة المصرية.
ونفت أن ما حدث داخل غرف العناية المركزة في مستشفى الحسينية استغل من قبل جماعة الاخوان الارهابية، مؤكدة أن الترويج لمقطع الفيديو غرضه الهجوم على الدولة ومؤسساتها.
في المقابل أعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تصريحات الوزيرة، إذ اعتبره البعض محاولة للالتفاف حول الازمة والسعي إلى طمس الحقائق وعدم محاسبة المسئولين عن ما حدث داخل مستشفى زفتى العام.
“الصيادلة بيكلفوني فوق طاقتي”
في مطلع شهر فبراير من عام 2019، وبينما كانت وزيرة الصحة حاضرة في لجنة الصحة بالبرلمان المصري، انتقدت زيادة عدد خرdجي كلية الصيدلة كل عام من الجامعات المصرية المختلفة، وقالت حينها : “بيلزموني أكلف كل الصيادلة”، فرد عليها أحد النواب قائلا: “خلاص متكلفيش يا دكتورة”، لترد عليه حينها قائلة : “فيقفوا في الشارع؟ أنا عايزة 3000 صيدلي فقط وليس 16 ألف صيدلي”.
بدا وفقًا لما قاله عضو مجلس نقابة الصيادلة في أحد تصريحاته الصحفية آنذاك إن الوزيرة منذ تكليفها وهي ترى الصيادلة حملًا على الدولة وعلى الوزارة.
واستشهد بذلك ما وقع في مدينة بور سعيد حينما هددت هالة زايد بالاستغناء عن الصيادلة في بورسعيد، فقبل هذه الواقعة بعدة أشهر وأثناء تكليف بعض أطباء المدينة، طالبتهم أن يظلوا في الشارع حتى انتهائه وتم رفع شكوى ضدها في نقابة الصيادلة وطالب عدد من الأعضاء عزلها من منصبها.
ومع صيادلة بورسعيد وقع حادث مشابه في شهر يونيو من العام ذاته، فخلال اجتماع عقدتهم مع أعضاء نقابة الصيادلة في المحافظة، ووفقا لما نقله عضو نقابة الصيادلة حينها “أحمد عليوة” لأحد المواقع الصحفية، إنه في أثناء اجتماعها بهم راحت تقول :”غياب الصيادلة لن يؤثر على منظومة التأمين الصحي، ويمكن أن يتم الاعتماد على الصديلية الإكلينيكية”. كما شككت في أهمية إجراء دراسات عليا أو تكميلية لهذه الفئة الأمر الذي اعتبره الصيادلة نقد مستمر ومتواصل للصيادلة في مصر. خاصة بعدما قالت في زيارتها لمسستشفى بورسعيد “إن غياب 100 صيدلي لا يشعرني بأزمة ولكن غياب ممرضة واحدة مؤثر بالنسبة لي”.
وبعد الاجتماع جاء بيان وزارة الصحة ينص على :”أنه لا وجود للصيدلية بشكلها التقليدي في منظومة التأمين الصحي الجديدة التي تم تنفيذها على أرض الواقع نوفمبر 2020، موجهةً بتطبيق ما يعرف بالصيدلية “الإكلينيكية”.
اقرأ أيضا:
خطايا الوزيرة .. هالة زايد في مرمى سهام الانتقادات
“أغلب العاملات في التمريض يعانين من السمنة”
في نهاية شهر يوليو من العام 2019، سادت حالة من الغضب الشديد بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وأعضاء هيئة الأطباء والتمريض في مصر، بعد انتشار تصريح لزايد وزيرة عند افتتاح مستشفى بورسعيد للتأمين الصحي الشامل، مفاده “أغلب العاملات في سلك التمريض يعانين من السمنة!” ، كما أشارت إلى أنه كل من يرغب الانضمام إلى قطاع التمريض أن ينقص وزنه وأمامه 3 أشهر فقط.
ولم تتوقف سقطتها عند هذا فحسب، حيث تطرقت إلى لباس العاملات في التمريض أيضا ولم تتوقف عند وصف أجسادهم بالممتلئة فقط، فقد طالبت عدد من الممرضات العاملات في قطاع الصحة بعدم ارتداء النقاب أو الحجاب الطويل قائلة: “الطرحة لازم تكون قصيرة مش طويلة”.
حديث الوزيرة سرعان ما اهتزت له وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك وتم تفعيل هاشتاج إقالة وزيرة الصحة”، بينما راح البعض يسخر قائلا :”أي حد عايز يشتغل في التمريض يطلع الأولى على الميزان يشوف وزنه أكثر من 70 كيلو ولا لا!”.
الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة خرج في تصريح صحفي في نفس اليوم الذي ارتفع هاشتاج إقالة الوزيرة إلى أرقام خرافية، مؤكدا على أن حديث هالة زايد تم اقتطاعه، وخلال مداخلة هاتفية أجراها مع برنامج “الحكاية” الذماع على فضائية ام بي سي مصر تقديم الإعلامي عمرو أديب على احترام وزيرة الصحة للجميع صيادلة وممرضين وأن حديثها عن السمنة كان ضمن توجيهات الرئاسة بمكافحة ظاهرة السمنة وصرف الملايين على حملات التوعية بأضرارها.
كما أكد أن الوزيرة كانت تقصد بضرورة ارتداء الحجاب القصير، هو رغبتها في تقليل نقل العدوى، مشيرا إلى “وجود زي تم الاتفاق عليه داخل منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة”.
وزيرة بلا كمامة
حضورها حفل الزفاف الأخير لم يكن الموقف الوحيد الذي نال من رصيد الوزيرة، إذ بدأت تعاطيها مع الجائحة بكثير من الإهمال، حينما التقت وزير الخارجية الإيطالي، لتسليم بلاده شحنة من المستلزمات الطبية، بدون ارتداء كمامة، كان ذلك في إبريل الماضي، في زيارة رسمية بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك للمساهمة “في تخفيف العبء عنها في محنتها الحالية”.
وأثارت زيارة زايد موجة من الانتقاد والسخرية من قبل المصريين، وأول ما لفت انتباه المغردين كان عدم ارتداء زايد لكمامة واقية، على عكس وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، الذي استقبلها مرتديا الكمامة.