“أنا بس عايز اتكلم عن العضو اللي بيتكلم عن القطرات اللي بتدخل في بعض، لازم كمان نتكلم على القطرات على الإيجابيات، من كام يوم في قطر خرج من الجيزة وصل العياط سليم ومحصلش أي حاجة” جملة شهرية لأحد مشاهد الفنان عادل إمام من فيلم “مرجان أحمد مرجان” والذي قدم خلاله “الزعيم” دور رجل أعمال يشتري كل شيء بما في ذلك عضوية مجلس النواب، فطوال تاريخا قدمت شاشة السينما وجوه عديدة لنائب البرلمان، ما بين فاسد ومرتشي ومحارب للفساد.

لم تكن تلك المرة الأولى التي تقدم السينما دور النائب البرلماني، حيث ناقشته عدد من الأفلام ما بين “العضو” الفاسد والباحث عن الحقيقة ومحارب الفساد أو من يدخل المجلس لحماية مصالحة ويشتري العضوية بالأموال.

الزعيم أشهر نائب برلماني على الشاشة

يعد الفنان عادل إمام أكثر من قدم دور النائب البرلماني على الشاشة، وبأشكال مختلفة بدأها في فيلم “حتى لا يطير الدخان”، الذي تحول خلاله “فهمي”، الناقم على مجتمع الأغنياء إلى واحد منهم من خلال تجارة المخدرات، ليصبح عضوًا بمجلس الشعب.

وعاد إمام لتقديم دور النائب البرلماني في “الجردل والكنكة”، وهذه المرة ناقش العملية الانتخابية بصورة كوميدية، منذ بدايتها وكيف يقوم الراغبين في الحصول على عضوية البرلمان بالتلاعب بفقر الشعب للوصول لما يريده.

اقرأ أيضًا: “المعارضة الموضوعية” و”المعارضة العاقلة”.. تحالفات محتملة ضد مستقبل وطن في البرلمان

وعاد إمام لتقديم نفس الدور في “الواد محروس بتاع الوزير”، والذي تم إنتاجه عام 1999، وقدم به دور لرجل البسيط الذي قادته الظروف إلى أن يصبح مدير مكتب الوزير الفاسد، ويدخل في موكب الفساد، ويترشح لعضوية مجلس النواب والفوز بها.

نور الشريف الظالم والمظلوم

قدم الفنان الراحل نور الشريف دور نائب البرلمان في فيلمين الأول “الهروب إلى القمة”، وناقش خلاله قصة التحول من شخص مظلوم على يد أحد ضباط الشرطة، وهو “سيد الهوا”، إلى رجل الأعمال وجدي الزيني، الذي أصبح عضوًا لمجلس النواب بتزوير هويته وشخصيته ككل.

وكانت المرة الثانية في عمارة يعقوبان وجسد شخصية محمد عزام، منظف الأحذية الذي تحول إلى رجل أعمال من تجارة المخدرات، ليقوم بشراء العضوية من الحكومة، مُسقطًا ذلك بالطبع على الفساد السياسي الذي نال من البلاد في الفترة من 2005، وحتى قيام ثورة يناير عام  2001.

اقرأ أيضًا: إجرام وقهر واحترام للقانون.. دوافع القائم على التعذيب من ذاكرة السينما

الجماعات الإسلامية في رحاب السلطة 

ومع صعود تيار الإسلام السياسي وخاصة الإخوان في الثمانينيات والتسعينات كان من الطبيعي أن تسلط السينما الضوء على وجود “الإسلاميين” في البرلمان فالفساد لم يكن مقتصرًا على السلطة فقط.

وأشهر الأعمال السينمائية التي ناقشت ذلك كان فيلم “طيور الظلام”، الذي قدم من خلاله الراحل وحيد حامد ميزان الفساد من ناحية النظام الذي يمثله الوزير ونائب مجلس الشعب جميل راتب والذي وصل إلى الكرسي، بالتلاعب والحيل والفساد التي ساعده بها “فتحي نوفل” الذي أدى دوره عادل إمام، وجماعة الإخوان المسلمين والذي أدى رياض الخولي دور أحد أعضائها البارزين.

ومن الأفلام التي حاولت أيضًا توضيح الاستغلال السياسي للجماعات المتلاعبة باسم الدين هو فيلم “هي فوضى”، الذي قدم صورة لأبناء هذا التيار الراغبين في العبور على آلام الناس للوصول إلى البرلمان واستغلالهم للفرص للزج بالمواطنين لانتخابهم مع وعدهم بأمور لن تتحقق.

المرأة في البرلمان

المرة الوحيدة التي تم تمثيل المرأة بها كنائبة للبرلمان على شاشة السينما كانت بطولة الفنانة إلهام شاهين في فيلم “موعد مع الرئيس”، بعد أن حلت محل الفنانة فاتن حمامه في العمل، لتقدم دور نائبة في البرلمان من المفترض أن تلتقى مع رئيس الجمهورية، لحل بعض قضايا الفساد.

هذا العمل كان صورة آخري من صور نواب مجلس الشعب والتي جسدته سيدة، ليُظهر أن الأمر لا يحتوي على الفاسدين فقط ولكن أيضًا هناك من هو شريف يحاول الوصول إلى الحقيقة، وكان الفيلم من تأليف أحمد الخطيب وإخراج محمد راضي.

تقول الناقدة الفنية، ماجدة خيرالله: “السينما المصرية ناقشت قضايا الفساد بشكل سريح سواء كانت لها علاقة بنواب البرلمان أم غيرهم، بالإضافة لتسليط الضوء على الفساد في المناصب السياسية والرؤى الدينية ومحاولات الإسلاميين استمالة النائب بشعارات زائفة”.

اقرأ أيضًا: السينما والنظام.. الواقعية تغضب عبدالناصر والنقد سلاح السادات ضد الثورة

وأضافت خيرالله لـ”مصر 360″ :”بالرغم من مناقشة هذا الفساد في أفلام عديدة منها “طيور الظلام” و”عمارة يعقوبيان” وغيرهم، إلا أن هذا الأعمال لم تفقد حبكتها الدرامية أو خطها الفني الممتع الذي جعل الجمهور يزهده بل على العكس تمامًا كانت ذات جماهيرية عالية، وهذا يدل على مهارة صناع تلك الأعمال في الموازنة بين الخط السياسي والفني”.

ومن جانبه قال الناقد الفني محمود قاسم، إن الفنان عادل إمام أكثر من جسد أدوار السياسين الفاسدين على الشاشة، وكان أمر انتقاد الأمور السياسية في البداية عبارة عن تلميحات لا تتميز جميعها بالجرأة، ولكنها وصلت إلى حريتها في عهد الرئيس مبارك، الذي سمح بهذا الانتقاد باستثناء التعرض لشخص الرئيس.