يتعدى فندق “سانت ريجيس” بكورنيش النيل الذي حضر وزير المالية القطري لمصر خصيصًا أبعادا تتعدى كونه مجرد منشأة سياحية بعدما تم ربطه بسياقات سياسية طوال الست سنوات الماضية تتعلق بالعلاقات بين القاهرة والدوحة.
كان الفندق دافعًا لوزير المالية القطري للحضور للقاهرة ليصبح أول مسئول يستقل طائرة قطرية تعبر الأجواء السعودية والمصرية بشكل مباشر من الدوحة منذ أزمة مقاطعة الدول العربية الأربعة لقطر في أواخر 2016.
وما إن أعلن عن توقيع مصر على المصالحة العربية مع قطر في قمة العلا، سارع الوزير القطري لإنجاز المشروع المتوقف منذ سنوات طويلة.
المصالحة الخليجية: مشي حذر على أطراف الأصابع في حقل ألغام
الفندق..مشروع الديار القطرية
يعتبر المشروع واحدًا من أهم مشاريع الديار القطرية الكبيرة بمصر، ويتكون من ناطحتي سحاب وساحة مخصصة للمحال التجارية بجوار برجي البنك الأهلي المصري الشهيرين. يضم غرفا وشققا فندقية وسكنية بإجمالي 515 وحدة على مساحة 2339 متر مربع، ومن بينها قاعة رئيسية بمساحة 963 قاعة متر مربع.
تعطل المشروع، الذي يبلغ إجمالي استثماراته نحو 1.3 مليار دولار، لنحو ست سنوات عن الافتتاح بسبب التراخيص واشتراطات الحماية المدنية التي تم إنهاؤها أخيرًا، لكن البعض حملها تأويلات سياسية.
لكن مصادر بوزارة السياحة تؤكد أن مشكلات الفندق تعود لشركة “الديار” التي غيرت نشاطها من إدارية وسكنية إلى أنشطة فندقية، ما دفع الحكومة لتغريمها بنحو 300 مليون دولار، بسبب تغيير النشاط.
صمم البرجين مايكل جريفس المعمارى الأمريكي الشهير ليصبح المشروع السابع له بمصر بعد عدة مشاريع سياحية بالجونة وطابا لعديد من الفنادق العالمية، وجاء ضمن مشروعات عقارية للشركة بمصر تتضمن مشروع نيوجيزا على مساحة 1500 فدان بالسادس من أكتوبر ، و”سيتي جيت” بجنوب شرق القاهرة.
تستهدف الشركة ايضًا مشروع إقامة منتجع سياحي بمدينة شرم الشيخ على مساحة 437 ألف متر مربع ويشمل فندقا خمسة نجوم وشاليهات ووحدات سكنية باستثمارات نصف مليار دولار “حوالي 2.9 مليار جنيه”ويقع في قلب مركز المنتزه أمام جزيرة تيران.
استثمارات قطر في مصر
وتحتل قطر المركز التاسع بين الدول المستثمرة في مصر بنحو 229 شركة باستثمارات تقدر بـ 138 مليون دولار، وتتركز الاستثمارات القطرية في قطاع الخدمات التي تستحوذ على نحو 80 % تليها الصناعة، ثم الزراعة.
وحاولت عائلة ساويرس تقديم عرض لشراء فندق سانت ريجس الذي يجاور برجيه الشاهقين على النيل بجانب فندقه “فيرمونت النيل”، لكن الديار رفضت ومنحت إدارة مشروعها لصالح مجموعة ماريوت العالمية.