أكثر من 24 ساعة قضايا الشاب أحمد ممدوح، مصور فيديو مستشفى الحسينية، في نيابة الحسينية بمحافظة الشرقية، للاستماع إلى أقوله، في واقعة وفاة 4 حالات من مصابي كورونا بالعناية المركزة بالمستشفى نتيجة تدهور حالاتهم.
ونفت الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة، وفاة المرضى بسبب نقص الأكسجين في مسشتفى الحسينية، إنما لتدهور حالاتهم لكونهم من أصحاب الأمراض المزمنة، لكن الشهادات الواردة من أقارب المرضى تثبت عكس ذلك، خصوصا أن الواقعة تكررت قبلها بيومين في مستشفى زفتى العام.
هذه الواقعة لم تكن ستخرج إلى النور، بدون الفيديو الذي صوره الشاب أحمد ممدوح الذي دخل إلى المسشتفى مرافقا لعمته التي كانت تعانى من انخفاض الأكسجين بجسمها.
لجنة الصحة وبيان المحافظ.. هذا ما نعرفه عن وفيات كورونا بمستشفى الحسينية والممرضة المصدومة
شاهد وليس متهم
توجه أحمد إلى مركز الحسينية بعد استدعائه بشكل ودي، وقضى بالمركز ليلة حتى تم تحويله على النيابة صباحا، التي استمعت لأقواله في الواقعة التي أثارت جدلا واسعا في الأيام الأخيرة، ما تسبب في فتح تحقيق مع المسؤولين عن المستشفى.
وقال أحمد ممدوح في تصريحات لـ” مصر 360″، بعدما أخلى سبيله مساء الأثنين، “تم الاستماع إلى أقوالي التي ذكرتها في الفيديو كشاهد وليس كمتهم، التحقيقات مازالت مستمرة وننظر نتائج التحقيقات التي ستأتي بحق الأشخاص الذين توفوا بالعناية المركزة”.
تنقسم مستشفى الحسينية المركزي إلى مستشفى عام وآخر للعزل. ممدوح كان مرافقا لحالة شقيقة والده وبالتالي كان مسموحا له بالدخول إلى منطقة العزل للاطمئنان على تطورات حالتها، والتي كانت تتحسن قبل حدوث الواقعة.
ماقام به ممدوح من تصوير للفيديو كان بهدف توثيق ما وقع مع الحالات ولرجوع حق هؤلاء المتوفيين، والتي جاءت بدون ترتيب “ربنا يريد أن يظهر الحق”، وفقا لممدوح. يشير إلى أن الفيديو كان الهدف منه هو إظهار أن المسؤولين القائمين على المستشفى ليسوا في حجم المسؤولية الموكله إليهم.
يضيف:” الناس ماتت عمد ومن أهمال مدير ونائب المستشفى الذين طالبناهم بتوفير الأكسجين كثيرا، ولكن التحقيقات والنيابة ستظهر ذلك”.
انتهى أحمد من استخراج تصريح الدفن الذي لم يظهر سبب الوفاة، وقام باحضار شقيقة والده إلى المنزل لاستعداد لتغسيلها ودفنها، ليفاجئ بعد ذلك باستدعائه بطريقة وديه لمركز الحسينية للاستماع إلى أقواله.
وعن الوضع العام للمستشفى، أوضح ممدوح أن المستشفى يفتقر للكثير من المستلزمات الطبية وكذلك الكوادر الجيدة من الأطباء والتمريض، وتحتاج إلى اهتمام كبير.
جولة داخل مستشفى الحسينية
روى أحمد الذي فقد عمته في تلك الواقعة بالتحقيقات التي جرت معه تفاصيل الواقعة والتي جاءت على لسانه في مقطع فيديو مفصل من قبل، فقال: “عانت عمتي منذ فجر الجمعة من انخفاض بالأكسجين فتوجهت وآخرين إلى محبس الأكسجين حيث وجدنا أن محبس واحد فقط هو الذي يعمل. وكان قوة الضغط الخاصة به 5%، وحينها كان الخزان يحتوي على 1800 لتر “.
أضاف أحمد أنه بحث عن الموظف المسؤول لفتح باقي محابس الخزان. فيما بدأ يتابع مع أحد أقاربه نسبة الأكسجين في العدادات حتى ظهر السبت، حينما أشار المؤشر إلى وصول نسبة الأكسجين إلى 400 لتر.
هنا، تواصل أحمد مع الموظف ومدير المستشفى -وفق ما أشار في مقطع الفيديو- وطلب مساعدة آخرين في إحضار أنبوب أكسجين احتياطي لحين وصول السيارة المحملة بالأسطوانات، القادمة من الصالحية التي تبعد عن الحسينية مسافة 30 كيلومترًا. والتي وصلت للمستشفى في الساعة 10 و7 دقائق مساءً، وفقًا لرواية أحمد.
لجنة للفحص
كما استمعت النيابة لأقوال أسر وأهلية المتوفين عن مدي معرفتهم بملابسات واقعة وفاة ذويهم وهل توجد ثمة اتهام للفريق الطبي القائم على رعايتهم أم لا.
وقرر النيابة توسيع دائرة الاستماع لكافة المعنيين بالمستشفي من أطباء وتمريض ومسئولي الصيانة وشبكة الأوكسجين للوقوف على حقيقة الفيديو الذي تم تداوله ومدى صحة الاتهامات التي وجهت عبر مقطع الفيديو، للتعرف على أسباب الوفيات الأربعة وتوقيتاتها، ومدى توافر الأكسجين داخل الشبكة الرئيسية للمستشفى، وجاهزية الشبكة الاحتياطية وقت الاحتياج إليها، لتحديد سبب الوفاة والمتسبب إذا كان هناك نقص أو إهمال.
وقررت النيابة تشكيل لجنة لفحص أجهزة التنفس بمستشفى الحسينية المركزى بعد واقعة وفاة 4 مرضى مصابين بفيروس كورونا فى توقيت واحد.