“ليه أعرض نفسي لخطورة أو أثار جانبية مش معروف نتايجها؟ وممكن اللقاح نفسه مالوش تأثير على الفيروس؟” هكذا طرحت “نهى عبدالسلام”، صيدلانية بمستشفى مركزي بالقليوبية مخاوفها ورفضها الحصول على اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا. يأتي رفض نهى رغم وضعها ضمن الفئات الأولى بالحصول عليه، بسبب تخوفها من مأمونيته.

“نهى” واحدة من 65 ألف صيدلي يعملون في المستشفيات الجامعية والحكومية التابعة لوزارة الصحة، الذين أثار لقاح الصين مخاوفهم لأسباب مختلفة. فمازالت الصورة الذهنية عن المنتجات الصينية أهم تلك المخاوف بالإضافة إلى التشكيك في فاعلية اللقاح وعدم إجراء دراسات كافية بشأنه.

أثار لقاح الصين الجانبية

“نهى” أعربت عن مخاوفها من أثار اللقاح “ما زال في مرحلة التجارب ولا أحد يعرف أثاره الجانبية، لذلك لا يمكن فرضه على العاملين بالمستشفيات الحكومية. اللي هياخده هيكون على مسئوليته الشخصية”.

كما تتشكك نهى في فاعلية اللقاح. “الفيروسات متحورة حتى الإنفلونزا العادية، ومن الممكن أن يكون اللقاح بلا فاعلية”، مضيفة: “حينما سمعنا أن اللقاح سيكون إجباري في المستشفى خوفنا لأننا لا نعلم نتائجه”.

طبيب آخر بمستشفى منشية البكري التي تحولت مؤخرًا لمستشفى للعزل يتفق مع “نهى” في مخاوفها بشأن أثار لقاح الصين.

يرى الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن خطر الإصابة بكورونا قد يكون أقل وطأة من أثار اللقاح المجهول. إذ أنه يفضل اتباع الإجراءات الاحترازية حتى وإن كانت لا تكفي لحمايته بنسبة 100%.

مصر تتسلم اللقاح الصيني

المخاوف من”أثار اللقاح”.. الدفعة الثانية تصل مصر

وزيرة الصحة، هالة زايد قالت إن التطعيم سيبدأ عند وصول الدفعة الثانية، والتي ستشمل 50 ألف جرعة إضافية، بين الأسبوع الثاني والأسبوع الثالث من يناير الحالي. كما أعلنت أن مصر تعاقدت على 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا عبر شركات مختلفة.

وقالت وزيرة الصحة إن اللقاحات التي جرى التعاقد عليها تضم 40 مليون جرعة من لقاح “سينوفارم” الصيني، و20 مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا”، بالإضافة إلى 40 مليون من تحالف “جافي”.

لكن الوزيرة أوضحت أن الكمية ستكفي 50 مليون مصري وهو ما يعادل نصف عدد السكان تقريبًا. بينما أكدت أن الاعتمادات المالية لشراء اللقاحات متوافرة.

زايد قالت أيضًا إن هيئة الدواء المصرية وافقت على الترخيص للقاح الصيني بالاستخدام الطارئ. كذلك وقعت مع السفير الصيني بالقاهرة عقدًا لتوريد 40 مليون جرعة من اللقاح فضلًا عن تصنيعه عبر “فاكسيرا”.

اقرأ أيضًا.. أطباء “كورونا” ووزيرة الصحة.. اتهامات وتبرير ومطالبات بالإقالة

الموافقة المستنيرة” تقضي على أثار اللقاح

كانت وزيرة الصحة قالت في تصريحات سابقة، إن هناك تحديات تواجّه التطعيم باللقاحات ليس فقط في مصر ولكن في العالم كله. كما أعلنت أن الدولة حددت الأماكن التي سيتم من خلالها توزيع اللقاحات في 27 محافظة.

من ناحية أخرى قال مصدر مطلع بوزارة الصحة، إن أحد أهم معوقات توزيع اللقاح على أعضاء الفريق الطبي هو مخاوفهم من اللقاح في الأساس.

المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أضاف أن بعض أعضاء الفريق الطبي في مستشفيات العزل، هددوا بترك عملهم حال فرض اللقاح عليهم.

الطبيب قال لـ”مصر 360″ إن الوزارة تراجعت عن فرض اللقاح إجباريًا، ليكون الحصول على اللقاح بالموافقة المستنيرة. مضيفًا أن اللقاح سيُعطى على جرعتين، بينهما 21 يومًا، وبعد تلقي الأولى يتسلم الشخص كارت المتابعة الصحية وموعد الجرعة الثانية.

الموافقة المستنيرة هي الحصول على إذن قبل إجراء تدخل الرعاية الصحية على شخص ما، أو للكشف عن المعلومات الشخصية.

وقد يطلب مقدم الرعاية الصحية من المريض الموافقة على تلقي العلاج قبل تقديمه، أو يطلب الباحث السريري مشاركًا في البحث قبل التسجيل في تجربة سريرية.

يأتي هذا بعد أن أطلقت وزارة الصحة موقعًا لتسجيل طلبات الراغبين في الحصول على اللقاح.

ويمكن للتسجيل الدخول على الموقع: HTTPS://EGCOVAC.MOHP.GOV.EG/#/HOME كأولى خطوات حصول المواطنين على اللقاح.

الحجر الصحي في مصر

اللقاح الصيني في مصر

وصلت الشحنة الأولى من اللقاح الصيني إلى مطار القاهرة، الخميس 10 ديسمبر الماضي من الإمارات. الأخيرة قررت اعتماده بعد سلسلة اختبارات كواحدة من بين 10 دول تختبر فيها “سينوفارم” لقاحيها.

الشحنة قدمتها الإمارات لمصر كهدية، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام محلية، وضمت 50 ألف جرعة من “سينوفارم” المملوكة للحكومة الصينية.

اسم اللقاح اختصارًا للمجموعة الوطنية الصينية للأدوية، وهي عدة شركات ومختبرات، وتعتبر سادس أكبر منتج للقاحات في العالم.

وزيرة الصحة اعتبرت أن مصر تشهد يومًا تاريخيًا باستقبال أولى شحنات اللقاح، وحددت مجموعة من الفئات كأولوية للحصول عليه وهم للفئات الطبية الموجودة في الصفوف الأولى لمكفاحة الوباء. بالإضافة إلى مرضى الفشل الكلوي والأورام وأصحاب الأمراض المزمنة الصعبة.

اقرأ أيضًا.. حوار| منى مينا: اللقاح الصيني قد يكون حل مصر الوحيد لمواجهة كورونا.. و”معاش شهيد” لن يكلف الدولة الكثير

كيف يعمل اللقاح الصيني؟

اعتمدت الصين لقاحها الجديد ليخرج من المرحلة التجريبية ويصبح ضمن اللقاحات الأساسية. لكن السؤال الأهم الآن كيف يعمل اللقاح وكيف يتصدى للفيروس القاتل؟

في أوائل عام 2020، بدأ معهد بكين للمنتجات البيولوجية العمل على لقاح لفيروس كورونا باسم “BBIBP-CorV”، ووضع في وقت لاحق في التجارب السريرية من قبل “سينوفارم”.

لقاح “سينوفارم” يعمل عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة للفيروس والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسية. كما ما يسمى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.

ولإنتاج اللقاح أحضر الباحثون في معهد بكين 3 أنواع من فيروس كورونا، بالإضافة إلى فيروس متحور يستطيع التكاثر. وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

اللقاح الصيني

ليس بالمجان للجميع

رغم تصريح وزيرة الصحة أن اللقاح سيكون مجانًا للجميع، إلا أنها تراجعت عن تصريحاتها منذ أيام. الوزيرة أضافت أن صندوق تحيا مصر سيوجّه دعمًا لتوفير اللقاح للفئات المستحقة ذات الأولوية تحت مظلة برامج الحماية الاجتماعية. وتابعت: “مش لازم يكون مجانًا للجميع، والقادرون على شراء اللقاح سيدفعون ثمنه طالما توافرت لهم القدرة على شرائه”.

اقرأ أيضًا.. ازي الحال؟| 1800 عامل بوضع خطر.. ووزيرة الصحة توجه بزيادة مستشفيات العزل

نسب مختلفة

لكن هناك الكثير من التساؤلات حول اللقاحات الصينية ونتائج التجارب السريرية المرتبطة بها. ورغم أن أغلب التصريحات في مصر تشير إلى أن اللقاح الصيني فعّال بنسبة 86%، لكنه لم يصل لمستوى لقاح شركتي فايزر (أمريكية) وبايونتيك (ألمانية)، الذي بلغت فعاليته 95%.

ويتطلب إصدار تصريح الاستخدام الطارئ للقاح في مصر، حصول هيئة الدواء على عبوات عشوائية من اللقاح لتحليلها قبل الإفراج الجمركي عن الشحنة كاملة.

وزيرة الصحة أشارت سابقًا إلى أن اختيار اللقاح الصيني تم بواسطة ممثلين من الخدمات الطبية في القوات المسلحة ووزارة التعليم العالي وهيئة الدواء والصحة العالمية.

ومنذ أيام، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية أن النتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة للقاح سينوفارم الصيني أظهرت فعاليته بنسبة 86%.

الوزارة أشارت إلى أن البيانات أظهرت عدم وجود مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح على جميع متلقيه، وسجلت الإمارات اللقاح رسميًا.

ولم يتم الكشف عن أي بيانات مفصلة عن فعالية اللقاح، لكن معهد المنتجات الحيوية في بكين الذي طور اللقاح، وهو وحدة تابعة لمجموعة بيوتك الوطنية الصينية (سي.إن.بي.جي) التابعة لسينوفارم قال الأربعاء الماضي إن اللقاح فعال بنسبة 79.34%.

اللقاح وزع على مليون صيني بموجب برنامج للطوارئ. وشهدت الصين التي ظهر بها الفيروس نهاية 2019، اختبارًا لحوالي 15 لقاحًا بحسب “الصحة العالمية”. وتعد مجموعة “سينوفارم” العملاقة هي أول شركة صينية تعلن أرقامًا تتعلق بفاعلية لقاح يجري إعداده. وهي تطور حاليًا لقاحين آخريين.

الشيخ محمد بن راشد يتلقى اللقاح

دول طلبت الحصول على اللقاحات الصينية

ديسمبر 2020 وصلت أول شحنة من لقاحات سينوفاك الصيني إلى إندونيسيا تمهيدًا للتلقيح الجماعي، كما ينتظر وصول 1.8 مليون جرعة جديدة في يناير الجاري.

بعدها بأيام صادقت الإمارات على اللقاح الصيني “سينوفارم”. وقالت الإمارات إنها سجلت اللقاح بعد تحليل مؤقت أظهر فعاليته بنسبة 86% في المرحلة الثالثة من التجارب التي بدأت في يوليو.

البحرين أيضًا وافقت على استخدام “سينوفارم”، وقالت إن الأشخاص البالغين يمكنهم التسجيل إلكترونيًا للحصول عليه بالمجان. أما سنغافورة قالت إنها وقعت عقود شراء مسبقة مع الشركات المصنعة للقاحات هي “سينوفاك” و”موديرنا” و”فايزر- بينوتيك”. تركيا والبرازيل وتشيلي وقعن أيضًا عقودًا للحصول على لقاح “سينوفاك”.