بشكل مُتتابع، ترحَل عن الجزائر شخصيات ثورية وسياسية وعسكرية وأسماء لقادة بارزين في الأجهزة الأمنية، دون أن تترك خلفها أي شهادة على التاريخ الذي عاصرته والأحداث التي شاركت في رسمها. وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة، أهمها: لماذا لا يكتب هؤلاء مذكراتهم حول تلك الأحداث؟ وهل هناك تقييد من توضيح الرؤية التاريخية لمرحلة ما؟ أو بتعبير آخر: هل هناك حدود للسرد بموجبها يتم تناول فصول أحداث دون أخرى؟
شخص مثل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (1999-2019)، عاصر رؤساء في الجزائر من أمثال أحمد بن بلة والرئيس هواري بومدين(محمد بوخروبة). والتقى وعايش كبار الشخصيات في العالم في القرن الماضي، من رؤساء وكبار المسؤولين مثل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة. والملك المغربي الحسن الثاني. والرئيس الليبي معمر القذافي. والرئيس المصري جمال عبد الناصر، والشيخ زايد آل نهيان. وأيضًا الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، ورئيس إندونيسيا أحمد سوكارنو وغيرهم كثير. ومع ذلك لم يكتب شيئًا على الرغم من أنه اتيحت له فرصة زمنية مهمة للكتابة ما بين 1979 الى 1999. وهي الفترة التي كان فيها خارج السلطة.
ليس بوتفليقة وحده بل الرئيس أحمد بن بلة وشخصيات مهمة لم تكتب وغابت عن المشهد دون أن تترك شهادات أو أثر على أحداث عاشتها أو صنعتها.
المذكرات.. مجال مُسيّج صعب الاختراق
تجربة مليئة بالخفايا، شهدتها حِقبة الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد، أبرزتها فصول الجزء الأول من مذكرات: “الشاذلي بن جديد”. وهو الزعيم الذي شهدت الجزائر فترة حكمه (1979-1992) -عقب وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين- عدّة تغيّرات على الساحة السياسية، بداية من قرار إلغاء الدّور الثّاني من الانتخابات التّشريعية بعد فوز حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المنحلّة). ثم استقالته من حكم البلاد في الـ11 يناير 1992، وتأسيس المجلِس الأعلى للدولة الذي حلّ محلّ الرئيس ومارس سلطاته في 14 يناير 1992 وحتى إعلان حالة الطوارئ في 9 فبراير 1992.
يعتبِر الكاتب الجزائري عبد العزيز بوباكير، وهو الذي دوّن وأخرج مذكّرات الرئيس الأسبق بن جديد، أن هذا النوع من الكتابات “مسيّج بالحقائق التي لا يريد لها البعض أن ترى النور”. ويلفت إلى أن مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي” محفوفة بالكثير من نقاط الظل التي لم تكشف بعد.
مذكرات بن جديد.. مشهد أول كاشف وثان غُيب
مثال على ذلك ما ذكره كاتب المذكّرات حول الرئيس بن جديد: “لم يندم يومًا على الاستقالة.. رضي بنتائج الاستحقاقات البرلمانية في دورها الأول، ولم يعبر عن خشيته في حالة فوز جبهة الإنقاذ في الدور الثاني. بل أكثر من ذلك لقد كان بين مسارين، إما احترام خيار الشعب الجزائري وقبول نتائج الدور الأول والذهاب إلى الدور الثاني الذي كان يرجح الكفة للجبهة الإسلامية أو يقرر إلغاء الدور الأول. وهو خيار يتنافى مع الخيار الديمقراطي الذي كرسه في تعديلات الدستور الجزائري 1989. قبل أن يقرر جناح في الجهاز العسكري الجزائري رفض الأمر والإلغاء. وهو ما دفع الرئيس لرفض هذا القرار وفضّل الاستقالة، وإرضاء ضميره”.
للأسف، لم ير الجزء الثاني من مذكرات “بن جديد” النور إلى اليوم. حيث يتطلّع عموم الجزائريين للاطلاع على فترة حكم بن جديد وخياره في التعدّدية السياسية والإعلامية التي شهدتها الجزائر نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وكيف كانت الأحداث المتسارعة خلال السّاعات التي جرت فيها الانتخابات البرلمانية، التي أفرزت فوز الإسلاميين في الشوط الأول منها. وكثير من التفاصيل الغائبة في علاقته بالجيش. وحتى عقب تنحّيه من المشهد السياسي عامة بعد تنحّيه من كرسي الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل أخرى أهمها علاقته بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وكيف التقى الرجلان عقب غياب الأخير عن الجزائر لفترة 20 سنة رغم أنه كان الخليفة للرئيس الراحل بومدين.
موجة جديدة
اللافت أنه بعد دخول الجزائر مرحلة سياسية جديدة بإقرار التعددية في الممارسة الحزبية في التسعينيات (أي منذ إقرار دستور جديد في العام 1989) شهدت البلاد ظاهرة جديدة لم تكن معروفة من قبل. ذلك بسبب النّظام أُحادي الفِكر وسياسات النّشر. وهي موجة من المذكّرات لعدد من الشخصيات السياسية والثورية عن الماضي والتّاريخ. من أهمها: مذكرات المناضل السياسي محمد حربي: حياة تحدّ وصمود مذكرات سياسية (1945-1962)، وكتاب “شاهد على اغتيال الثورة” للمجاهد والمناضل في صفوف جبهة القوى الاشتراكية لخضر بورقعة، الصادر في العام 2014. علاوة على مذكرات وزير الإعلام الأسبق في فترة حكم الرئيس بومدين الكاتب محي الدين عميمور الموسومة “أيام مع الرئيس هواري بومدين وذكريات أخرى”.
لاحقًا ظهرت موجة أخرى من المذكرات لشخصيات سياسية مؤثّرة في الحقل السياسي، مثل مذكرات رئيس الدولة علي كافي التي حملت عنوان: “الرئيس علي كافي من المناضل السياسي إلى القائد العسكري: 1946-1962”. أيضًا مذكرات أول رئيس أركان الجيش الجزائري عقب الاستقلال محمد الطاهر الزبيري “مذكرات آخر قادة الاوراس التاريخيين (1929-1962)”. وهذه المذكرات أزاحت الستار عن الكثير من الحقائق التاريخية في فترة مهمة من استعمار الجزائر. إضافة إلى مذكرات وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي “مذكرات جزائري أحلام ومحن”. ومذكرات الجنرال المتعاقد خالد نزار “مذكرات اللواء خاد نزار”. ومذكرات المجاهد والمناضل التاريخي والرئيس الأسبق لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد “كتاب روح الاستقلال، مذكرات مكافح: 1942-1952”. فضلاً عن مذكرات وزير الداخلية الأسبق والمناضل التاريخي دحو ولد قابلية “بوالصوف والمالغ: الوجه الخفي للثورة”.
المثير للجدل أن هذه المذكرات على قلّتها، صنعت جدلاً كبيرًا في الجزائر يتعلق بنقاط ظلّ في مسار الثورة التحريرية. وهي التي لا تزال في خانة المسكوت عنها من طرف الفاعلين التاريخيين ليومنا هذا.
الأمني الغائب الأكبر
تتباين مسالك المذكرات في الجزائر، غير أن أكثر الشهادات التاريخية الغائبة عن الرّفوف والمكتبات الجزائرية، هي للشّخصيات ذات الطابع الأمني، الجزائر مقارنة مع دول أخرى مثل مصر التي كتب فيها عدد كبير من رجالات الأمن والمخابرات مذكراتهم لم يكتب أي من القيادات الأمنية التي عملت في جهاز المخابرات مذكرات، وظلت بذلك أغلب القصص والمحطات المرتبطة بالتاريخ السياسي والأمني للجزائر مغيّبة ودفنت مع أصحابها.
ومن بين الشخصيات الأمنية قادة جهاز المخابرات الجزائرية الذين لم يكتبوا من مثل لكحل عياط وقاصدي مرباح ونور الدين يزيد زرهوني وغيرهم ممن مازالوا على قيد الحياة.
لماذا لا تكتب الشخصيات الجزائرية مذكرات؟
المذكرات على العموم نوع من الكتابة التاريخية التي ترتبط أساس بالسيرة الذاتية، تسجل منجزات صاحبها وشهاداته على الأحداث، كما قال الباحث في الأرشيف التاريخي للجزائر عبد الله جفال. ويلفت في تصريح لـ”مصر 360″ أن المذكرات تنفرد بعزف خارج النص الآني للأحداث. ذلك باعتبارها تصف الأحداث وتقدّم تفاصيل دقيقة عن بعضها بهدوء، وتبرّر الأحداث أيضًا وتفسّرها. خصوصًا إن كان صاحب المذكرات قد لعب دورا فيها أو في صناعتها، على حد قوله.
ورغم النّزر القليل من المذكرات والشهادات، يرجّح البعض دوافع عدم ترك المذكرات لشخصيات سياسية وأمنية لدوافع كثيرة أهمها:
طبيعة نظام السياسي في الجزائر نشأ على طبيعة مغلقة منذ الستينيات، كما أشار الباحث جفال، حيث تتشكّل لدى شخصيات التي تشتغل في دواليب الدولة حالة من التحفّظ، وتزرع فيهم ثقافة الدّولة المغلقة بشكل مضخّم. هذا كله إلى جانب فوبيا من تتركه المذكرات في حالة الكشف عن الحقائق.
ويوضح جفال أن ثقافة الدّولة تترك لهم الاعتقاد أن هذه المعلومات والوثائق والحقائق هي ملك للدولة وليس للرأي العام حق معرفتها، حتى لو مرت عليها فترة طويلة.
أما الفاعل الثالث في هذا الأمر، فهو متعلق أساس بطبيعة التنشئة السياسية والتكوين السياسي للكادر السياسي والعسكري والأمني في الجزائر. وأيضًأ اتخاذ ثقافة الصمت كمسلك أساسي، وعدم الكشف عن أية معلومات.
من جهة أخرى، فإن الطابع الأمني يمنع هذه الشخصيات كتابة المذكرات، إن تعلقت بأحداث وقضايا أمنية. لكن الثابت أن نقص المذكرات في هذا الجانب، يترك معضلة تاريخية. بل ويترك الضبابية الكبيرة على محطات كثيرة في تاريخ الجزائر، وحالة من الغموض تهيمن على الكثير من الأحداث، إذ لا يوفر للباحثين وثائق متينة وحقائق متاحة يمكن أن تسهم في كتابة تاريخ الجزائر.
محطّات غامضة
حينما تدقّ ساعة الرحيل، تبقى بعض الحقائق غائبة عن الجزائريين. خاصة فيما تعلق بحقبة ثورية لقرن وثلاثة عقود من الزمن، تحتاج التمحيص والتحري والتأليف أيضًا، وجمع شهادات للفاعلين السياسيين والتاريخيين في تلك الأحداث. غير أن الذي يؤلم المؤرخون هو ما استخلصه المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله من تجربته البحثية العميقة بالقول: “نحن نصنع التاريخ لكننا لا نحسِن كتابته”، كما ذهب البعض أكثر مما ذهب إليه سعد الله بالقول:” هناك من صنع التاريخ ولم يدوّنه، فهو حق جمعي”.
إن لسان حال بعض الباحثين في التاريخ، يعتبر أن المذكّرات الشخصية من مصادر الكتابة التي لا يمكن الاستغناء عنها، كما قال الباحث محمد غربي. ويشدد على أنها طريق يسلكه الباحثون والمؤرخون “لفهم تشكّل الوعي الجمعي الجزائري، ومصدرًا مهمّا للوقائع التي يوثقها رجال الأدب والسياسة، والمؤرخين، والإعلاميين، والمجاهدين، والعسكريين، الذين اقتربوا أو عاصروا أو شاركوا في خضم الحدث، ليصف كل واحد منهم بأسلوبه الخاص مشاعره وملحوظاته ومشاهداته حيال التجارب والمواقف الإنسانية التي عايشها ورآها ومَرَّ بها”.
ويصف الباحث الجزائري الأستاذ غربي أن المذكرات باعتبارها من مصادر المؤرخين في تدوين بعض الحقائق يضفي عليها تنوعا في الكتابة وتبقى منفردة لأنها حسبه “من بين الكتابات المتعددة حول قضايا محددة في زمانها وفي مكانها”.
من هذا المنطلق، يرى الباحث في تاريخ الجزائر المعاصر الأستاذ سليم أوفة أن كتابة المذكرات الشخصية، تبقى قليلة جدا ومحدودة في الجزائر، لافتا ف تصريح لـ”مصر 360″ أنها ثقافة غير متوارثة عكس المشارقة، وحتى وإن وجدت بعض الكتابات
ويضيف الأستاذ أوفة أن جزء من التأريخ للأحداث، وهي مادة أولية لا يمكن الاستغناء عنها إلا أنها وإن وجدت لعلها عدة مآخذ وعيوب منها تكتب كردود أفعال ويغلب عليها الذاتية أو يكتبها صاحبها في سن متأخرة فيغلب عليها الخرف والمغالطات كما لا تتجرد من الأيديولوجيات.
ليست جزائرية فقط.. هي حالة مغاربية أيضًا
لا يقتصر إغفال الشخصيات المهمة عن نشر مذكراتهم على الجزائر. بل يتعدى ذلك إلى كون الظاهرة تتعدى الجغرافيا الجزائرية، إلى تونس والمغرب. ففي تونس، يذكر الباحث الكاتب الحبيب الدريدي أن تونس احتفت بكتابة المذكرات السياسية المتعلقة أساسًا بشخصيات معروفة، أهمها مذكرات الطاهر بلخوجة المنشورة في العام 1998 التي وسمت بعنوان “عشريات بورقيبة الثلاث”. علاوة على مذكرات الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي كتب أيضًا في العام 2009 عن الراحل بورقيبة في كتاب بعنوان “الحبيب بورقيبة: المهم والأهم”.
ولخص الباحث الدريدي أن المذكرات السياسية في تونس، تتميز في كونها “تنطلق من ذاكرة تغتني من تاريخ السلطة للوصول إلى سلطة تمارسها الذاكرة على التاريخ”.
عقب عشر سنوات من ثورة “الياسمين”، وفكّ الحصار على الكتابات وحرية تناول العديد من القضايا السياسية في تونس، وانهيار حكم الراحل الرئيس زين العابدين بن علي، ازدهرت المكتبات التونسية بتأريخ بعض الأحداث، سواء في كتابات أكاديمية أو في مؤلفات –مذكرات على غرار مذكرات المناضل السياسي ورئيس الحكومة التونسية بعد الاستقلال “مذكرات الباهي الأدغم: الزعامة الهادئة” ومؤلّف الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي:” الرحلة. مذكرات آدمي”، إذ باتت تونس اليوم أمام الاحتفاء بالعودة إلى الماضي، ونشر الحقائق وإخراجها من أدراج الساسة.
أما في المملكة المغربية، تتوفر المكتبات على عديد المذكرات التي تؤرخ لفترات تاريخية مهمة، من بينها: مذكرات محمد الرايس وهو أحد المعتقلين السياسيين في معتقل تازمامارت، أطلق عليها:” من الصخيرات إلى تازمامارت” وغيرها من المذكرات التي ألفها الساسة من بينها مذكرات الزعيم الاشتراكي، عبد الرحمن اليوسفي، التي حملت عنوان: “أحاديث فيما جرى” التي توثق للعديد من المحطات التاريخية والسياسية في المغرب.
انتظار الدور المتجدد يؤجل خروج الحقيقة
وتتفق التصريحات على أن الكتابة الذاتية أو ما يعرف بالمذكرات شحيحة في المكتبات المغاربية عمومًا. ومن أسباب هذا التغافل عن توثيق اللحظات التاريخية المفعم بالأحداث من جانب هذه الشخصيات، يقول الباحث عبد الكريم الساسي من جامعة قسنطينة لـ”مصر 360″ إنها تتصل بداية بعدم الرغبة في التدوين من قِبل الفاعلين أنفسهم، المتصلة بعدم القدرة على إعادة خطّ تلك الأحداث في حقبة ما. ويلفت إلى أن الكتابة التاريخية تمر عبر سيرورة تاريخية في الزمن وتبقى محفوظة وهذا من الصعب بمكان على الكثيرين تقديمه للمكتبات سواء في الجزائر أو خارجها.
في بعض الفترات تعيش الشخصية السياسي في حالة انتظار لعب دور متجدد في الساحة، كما قال الأستاذ الساسي. ويلفت إلى أن هذه الشخصيات لازالت تطمح لتربع عرش وظيفة في دواليب الدولة وهو ما يجعله ينفر من الكتابة عن أحداث سابقة، وهو سبب مرتبط بالشخص في حدّ ذاته المرتبط عضويا بالمؤسسات، مضيفا أن هناك سبب آخر يتعلق بالركون للهامش والابتعاد عن الانتقادات، لأن مثل هذه المذكرات السياسية على وجه خاص تتعلق بمنظومة كمجموعة وليس بالشخص – الفرد الواحد، وبالتالي هناك شراكة سياسية في حدث ما تنمي في الفاعل السياسي والعسكري على حدّ سواء التزام الصمت والابتعاد عن إعادة الحديث عن أحداث وقعت في الماضي قد تدخلهم إلى متاهة الانتقاد والتكذيب.
وأضاف الأستاذ الساسي أن ” المذكرات ترتبط بالبيئة السياسية وفضاء الحريات المتاحة فيها، وهي التي تكفل الحق في الكتابة دون المتابعة. وهنا بالتحديد يطفو على السطح عامل الخوف في فضاء لا يوفر الحرية في تناول الأحداث من مختلف زواياها”، كما قال.
نقف اليوم أمام الكثير من الحلقات المعتّمة من تاريخ بلداننا العربية، والمذكرات التاريخية ما هي إلا إضاءات لهذه العتمة تُسَلّط على حقبة من التاريخ. كما أنها مع مرور الزمن تصبح مصدرًا موثوقًا لشخصيات بارزة من صناّع السياسة وتصحيح أخطاء الماضي وتأسيس للفعل السياسي أمام تنامي مطالب الحريات وتوسع دائرة الفضاء التعبيري عبر مواقع التواصل التي باتت اليوم تنافس في تأريخ اللحظة.