“إسرائيل بطلة العالم في تطعيم مواطنيها ضد كورونا”. هكذا احتفل أوفير غندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بجهود بلاده في تلقيح شعبها، مستعينا برسم توضيحي يكشف وضع دولة إسرائيل بين دول العالم التي بدأ مواطنوها تلقي لقاح كورونا.

وبحسب إحصائيات عالمية فإن إسرائيل والتي بدأت جولات التطعيم باستخدام لقاح “فايزر” في 20 ديسمبر الماضي تحتل المركز الأول على مستوى العالم في عدد المواطنين الذين حصلوا على اللقاح.

تتصدر السباق العالمي

ووفقًا للقناة 12 للتلفزيون الاسرائيلي، قد تكون إسرائيل أول دولة في العالم تنجز عملية التطعيم على مستوى الدولة لجميع مواطنيها المعرضين للخطر.

ويرجع بعض المتخصصين ذلك إلى أن عدد سكان إسرائيل قليل (9 مليون نسمة)، ما يعني أن الدولة المحتلة تحتاج فقط 18 مليون جرعة لتطعيم شعبها حيث يحصل المواطن على اللقاح مرتين.

وبحسب وزير الصحة الإسرائيلي يولي إيدلشتاين، تلقى حوالي ما يقرب من مليون ونصف مواطن إسرائيلي حتى الآن الجرعة الأولى من لقاح بيونتيك- فايزر، مع مراعاة أن أول من تلقى التطعيم هم الطواقم الطبية والعاملين في قطاع الصحة، بحسب الترتيب التالي؛ الطاقم الطبي في المستشفيات، وصناديق المرضى، والعيادات الخاصة، وعيادات الأسنان، ومستشفيات الشيخوخة والطب النفسي، وطلاب التمريض والطب الذين يجرون جولات سريرية، وكذلك الأشخاص من الفئة العمرية 60 عاما فما فوق.

وبلغ المعدل في إسرائيل 11.55 جرعة لقاح لكل 100 شخص، تليها البحرين بمعدل 3.49 جرعة والمملكة المتحدة بمعدل 1.47 جرعة، بحسب موقع تعقب عالمي على الانترنت مرتبط بجامعة أكسفورد.

وقد جُمعت الأرقام المقارنة حول اللقاح من قبل “أور وورلد إن داتا” (عالمنا في بيانات)، وهو مشروع تعاون بين جامعة أكسفورد ومنظمة خيرية تعليمية تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها.

معدلات مرتفعة للإصابة بكورونا

بحسب بيانات رسمية تحدث بشكل يومي، فإن عدد الإصابات في إسرائيل يقترب من نصف مليون مواطن منذ بداية انتشار الوباء كما أن الدولة المحتلة تسجل ما يقرب من 8000 حالة يومية ويصل عدد من يحتاجون للعناية المركزة من 200 إلى 300 حالة بشكل يومي إضافة إلى وفيات من 40 إلى 50 كمتوسط يومي، وهي نسب عالية جدًا وتثير الرعب لدى الحكومة الإسرائيلية فإجمالي حالات الوفاة يقترب من 3500 حالة.

ومع زيادة معدلات الإصابة قررت الحكومة فرض الإغلاق الكامل اعتبارًا من منتصف ليل الخميس (بين الخميس والجمعة) لمدة أسبوعين على الأقل، على رأسها إغلاق جميع المحلات وأماكن العمل غير الضرورية، وحظر التجمع لأكثر من خمسة أشخاص في المبنى وأكثر من عشرة في الخارج، ولن يُسمح لأي شخص بالبقاء في منزل شخص آخر.

وخلال تلك الفترة تعمل الحكومة الإسرائيلية على تشجيع وحشد مواطنيها لتلقي اللقاح وسط رغبة شعبية أيضًا في تلقي اللقاح والتخلص من شبح فيروس كورونا الذي بات يهدد الجميع، وهو ما يفسر لماذا ترتفع معدلات تلقي اللقاح في إسرائيل حيث يقل عدد العازفين عن تلقي اللقاح في إسرائيل مقارنة بأي بلد أخرى.

هناك أيضًا سبب آخر وهو تنظيم العمل حول هذا الشأن، فإسرائيل بحسب وزير الصحة يولي إدلشتاين، من أوائل الدول التي تعاقدت على منح اللقاح ومن أوائل الدول التي بدأت بالفعل إعطائه لمواطنيها.

فمنذ 19 ديسمبر الماضي تًعطي جرعات اللقاح لحوالي 150,000 شخص في اليوم، وهو رقم كبير وفي وقت قصير قد يحصل كل الإسرائيليين على اللقاح، أضف إلى ذلك الطبيعة العسكرية لدى شعب دولة الاحتلال وهو ما يدفعه للتعامل مع الحملات الحكومية على أنها واجب وطني مقدس وهو ما يسهل على الدولة إقناع مواطنيها بقبول اللقاح.

وما يسهل على وزارة الصحة الإسرائيلية هو تطبيق النظام الصحي الرقمي منذ عام 1995 ومن خلاله باتت كل بيانات المواطنين الصحية معروفة ومتصلة بالنظام الصحي ويجب أن يكون كل مواطن في إسرائيل مسجلاً في إحدى شركات التأمين الصحي الأربع التي تدير عيادات شاملة بنفسها، ويتم تنفيذ حملة التطعيم من خلالها وهو ما يساعدها أيضًا.

 

نتنياهو ينعي ولده ويصلح الساعات

“أوروبا تريد الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في تطعيم مواطنيها من فيروس كورونا:المستشار النمساوي ورئيسة الوزراء الدنماركية والرئيس القبرصي وزعماء آخرون اتصلوا بي وهنأوني على حملة التطعيمات الناجحة التي تجريها إسرائيل وطلبوا التعلم من تجربتنا والتعاون معنا في هذا المجال”

كتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه التدوينة عبر حسابة الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وبالتأكيد لن يفوت “نتنياهو” النجاح الذي تحققه إسرائيل في منح اللقاح لمواطنيها رغم أن الفضل في ذلك يرجع للنظام الصحي المتبع، منذ زمن بعيد لكنه أطلق حملة واسعة في محاولة لاستغلال ذلك.

وعلى الرغم من أن إدارة نتنياهو للأزمة لم يكن أفضل حال إلا أنه يستغل “اللقاح” حاليًا لكسب معركته الانتخابية وحتى يحين موعد الانتخابات في 23 مارس القادم فقد تكون إسرائيل شبه خالية من فيروس كورونا مع اقترابها من منح اللقاء لمواطنيها بالكامل، لكن يبقى السؤال هل تمنح إسرائيل اللقاح للفلسطينيين خاصة وأن تفشي فيروس كورونا هناك قد يكون خطرًا على الدولة المحتلة؟

هل تمنح إسرائيل اللقاح للفلسطينيين؟

تعتمد السلطة الفلسطينية بشكل أساسي على مشاركتها في برنامج خاص لمنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI)، ما يعني أنها ستأخذ وقت أطول للحصول على اللقاح بالمقارنة بإسرائيل المحتلة ومع تفاقم انتشار فيروس كورونا وتأثيره ستكون الحكومة الإسرائيلية في حيرة من أمرها.

اقرأ أيضًا: إسرائيل.. عنصرية الدولة والعرب أبرز الضحايا

وبحسب صحيفة الـ “أوبزرفر” البريطانية فإن مسؤولين الإسرائيليين ألمحوا إلى أنهم قد يقدمون اللقاحات الفائضة للفلسطينيين قائلين إنهم ليسوا مسؤولين عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وأشاروا في هذا الصدد إلى اتفاقيات تعود لحقبة التسعينيات، والتي ألزمت السلطة بمراعاة معايير التطعيم الدولية.