كاهن معبد الحب، أفضل من كتب عن المرأة، الروائي الأجرأ في طرح القضايا الاجتماعية، ألقاب وتوصيفات عرف بها الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ31، إذ رحل فى 12 يناير عام 1990، عن عمر ناهز 71 عاما.

لم يكن في عالم عبد القدوس امرأة ضعيفة، أو أخرى لم تستطع الحصول على حقوقها، بعد أن واجهت المجتمع على اختلاف طبقته، أو على اختلاف المشكلة التي تتعرض لها، فوجدنا المرأة التي تخرج من تسلط زوجها وغيرته وتنتصر في تقوميه بفيلم “العذاب فوق شفاه تبتسم”.

عبد القدوس من أبناء ثورة يوليو عام 1952، وبما أنه كان من المطالبين الدائمين بتحرير المرأة، فكان لابد أن يكون لهذه المرأة بُعد سياسي في المجتمع الذي تتغير كافة أضلعه بعد الثورة.

ومن بين أبرز أعمال تلك المرحلة كان فيلم “أنا حرة” بطولة لبنى عبد العزيز، وقدمت خلاله شخصية الفتاة المتمردة على كل القيود التي فرضتها أهلها وشاركت في الحياة السياسية

وشاركها في هذا العمل شكري سرحان وحسين رياض و زوزو نبيل و كمال ياسين و محمد عبد القدوس ومن إخراج صلاح أبوسيف، وتم إنتاج هذا الفيلم عام 1959.

اقرأ أيضًا: طقوس وحيد حامد.. الفلاح البسيط الذي لا يكتب إلا تحت سماء مفتوحة

وفي عام 1961، طرح فيلمان بالسينما من تأليف الراحل، كان أولهما “لا تطفئ الشمس”، والذي أظهر البطلات باحثات عن حريتهن كل واحدة منهن بطريقتها الخاصة. وفي فيلم “في بيتنا رجل” كانت البطلة زبيدة ثروت هي المنقذة لعمر الشريف الفدائي الذي يكافح ضد الاحتلال الإنجليزي، في إشارة لدور المرأة الوطني.

الإبحار في نفسية المرأة

عالم إحسان أيضًا كان مميزًا في التعبير عما يدور داخل المرأة وشعورها الداخلي وحالة الغضب التي تعيشها ونفسيتها من المجتمع والعائلة والضغوط التي تتعرض لها، ففي فيلم “بئر الحرمان” بطولة سعاد حسني، كشف خلاله عبد القدوس عن معاناة الفتاة التي تعاني من مرض نفسي.

فالبطلة تعرضت لصدمة نفسية بسبب رؤيتها لوالدتها تخون والدها، ويتسبب ذلك في انفصام شخصية، يدفعها للعب دور امرأة لعوب في المساء وفي الصباح بشخصيتها الطبيعية الهادئة الوديعة.

اقرأ أيضًا: الساحر محمود عبدالعزيز.. عندما يدرك الفنان أنه أكثر من مجرد وسيم

وفي فيلم “أين عقلي”، يجسد عقدة نفسية للبطل “محمود ياسين”، والتي كان يرجع أصلها إلى زوجته وشقيقته وتقاليد المجتمع المصري، الذي رفض خطأ  شقيقته التي فقدت عذريتها ليقتلها والدها، ويحاول هو تخطي الأمر بالزواج وتقبل زوجته التي تفقد عذريتها أيضًا مع حبيبها الذي توفى، ولكنه يقع في صراع نفسي بسبب عدم قدرته على التخلص من عادات المجتمع وتماشيها مع معتقداته.

في هذا الفيلم كان “عبد القدوس”، مواجهًا للمجتمع بشكل قوي، ومحاولًا أن يكشف الصراعات التي يعيشها الرجال بسبب العادات والتقاليد التي أدت إلى وفاة الكثير من الفتيات على أعتاب بوابات الشرف.

نبيلة عبيد الفنانة الأولى في كتابات عبد القدوس

قدمت الفنانة نبيلة عبيد 6 أعمال، من روايات الراحل إحسان عبد القدوس، استطاعت خلالهم تقديم صورة المرأة بأشكال مختلفة، ومن هذه الأعمال “الراقصة والطبال”، و”ولا يزال التحقيق مستمرًا”، فيلم “أرجوك أعطني هذا الدواء” أما فيلم “الراقصة والسياسي”، فكان في مساحة فنية مختلفة تمامًا، جمع به إحسان عبد القدوس بقلم وحيد حامد في السيناريو والحوار ونقل عالم السياسة والراقصات الذين يمتلكون الكثير من زمام الأمور، فالسياسة تنهار تحت أقدام الراقصات العارية طوال الليل.

عالم إحسان عبد القدوس السينمائي

من جانبه، قال الناقد الفني محمود عبد الشكور، إن الراحل إحسان عبد القدوس يعد من أكثر الكتّاب الواقعيين في عالم الروايات السينما، على عكس ما يُقال عنه بأنه كان يكتب لطبقة معينة.

بالنسبة لعبد الشكور، عالم عبد القدوس يختلف عن عالم نجيب محفوظ مثلًا بحسب عصر كل واحد منهم، كما أن كتابات عبد القدوس أيضًا صالحة حتى يومنا ويمكن تقديمها من جديد وستناسب العصر.

وتابع عبد الشكور في تصريحات خاصة أن عالم المرأة في أفلام عبد القدوس كان الهدف منه البحث عن حق المرأة، وكان لديه براعة كبيرة في الكتابة عن النساء والتفاصيل الخاصة بحياتهم.