“لجأت إلى (مي وي) لأنني سئمت التصنت إلى تسجيلاتي الصوتية ورسائلي ومعرفة تحركاتي وتحولي إلى سلعة تباع إلى الشركات من أجل زيادة أرباح مارك زوكريبرج“.. يقول عادل حسن، أحد الزاحفين الجدد إلى عالم “مي وي” الجديد.

تحت عنوان “حياتك الخاصة ليست للبيع” انطلق تطبيق “Me We” للتواصل الاجتماعي منافسًا للعملاق “فيسبوك“.

“مي وي” بديل فيسبوك

شبكة “مي وي” موقع للتواصل الاجتماعي، يشهد حاليًا زيادة في عدد المستخدمين الجدد من مختلف أنحاء العالم بعدما أبدى الملايين استيائهم من انتهاك “فيسبوك” لخصوصياتهم.

 

 

لم يجد عادل سبيلًا سوى أن يبحث عن تغيير جديد، يحافظ على خصوصيته إذ بات الأمر جنوني: “قبل أيام كنت أتحدث مع زوجتي عبر رسائل الفيسبوك، وأخبرتها برغبتي بطلب طعام من الخارج، فور أن أنهيت حديثي وجدت عشرات الاقتراحات من فيسبوك لعدد من المطاعم القريبة من منزلي.. شعرت بالذعر، كيف وصل الأمر إليهم”.

مي وي.. ملاذ آمن

يرى البعض في شبكة مي وي الجديدة ملاذًا آمنًا. إذ وضعت قائمة بسياسة المنصة في جملة واضحة “لا إعلانات، ولا استهداف، ولا تحيز سياسي، ولا تلاعب في موجز الأخبار”.

“عادل” لم يغلق حسابه في فيسبوك حتى الآن، والسبب أن أصدقائه ومعارفه مازالوا يستخدمونه، لذا فهو يحتفظ بحسابه ويلقي عليه نظرة بين حين وآخر. يقول: “تطبيق مي وي ما زال حديث العهد في مصر، إلا أنه آخذًا في التصاعد، وبدأت أتحدث مع أصدقائي وأدفعهم إلى تجربته”.

إيموجي ومنشورات صور وتعليقات

يقدم “مي وي” نفسه بأنه شبكة التواصل الاجتماعي البديلة لـ”فيسبوك”، وهو ما يفسره وجه الشبه بينهما، إذ يمنح المستخدمين كافة مميزات الموقع الأزرق. ويمكنهم استخدام الإيموجي، ومشاركة المنشورات. علاوة على وضع التعريف الشخصي وتحديث الصور الشخصية باستمرار، مع الحفاظ التام على الخصوصية.

“مازن محمد” يختلف في موقفه تجاه “فيسبوك” إذ قرر الخروج منه نهائيًا: “قررت الخروج نهائيًا من فيسبوك بلا عودة وأبدأ رحلة جديدة في مي وي”.

فيسبوك خطر على الجميع

يرى “مازن”  أن ما يحدث من قبل فيسبوك خطرًا محيطًا بالجميع في كل الأوقات ويجب على الجميع عدم الاستسلام والتمرد على التطبيق الأشبه ببرامج التجسس: “أسبابي للابتعاد شعوري أني مراقب طيلة الوقت، لا يمكن أن أفعل شيئًا دون أن يعلم عنه فيسبوك، أماكن تواجدي، من أقابل، وعن ماذا تحدثنا، لم يبق من خصوصيتي شيئًا”.

“مازن” بدأ في حث عائلته على هجرة فيسبوك وتحميل التطبيق الجديد “مي وي”. إذ يقول: “بدأت في تكوين مجموعات على التطبيق الجديد وأدعوا كل من ضجوا من تجسس فيسبوك عليهم وحولهم إلى سلعة تباع وتشترى أن يزحفوا إلى الشبكة البديلة”.

انتشار “مي وي” له دوافع سياسية، إذ زحف إليه أنصار ترامب بعد مقاطعة تويتر وفيسبوك على خلفية حجب الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته، وهو ما اعتبره البعض توحش وتبادل أدوار بين الحكومات وسلطة فيسبوك.

اقرأ أيضًا.. “ترامب وتويتر” .. صراع السيطرة على “التواصل الاجتماعي”

ثورة الخصوصية

تأسس “مي وي” على يد رجل الأعمال مارك وينشتاين، الذي لا يخفي أسبابه لإنشاء الموقع الجديد بأنه بديلًا لفيسبوك والجيل الثاني من شبكات التواصل الاجتماعي.

كما أن “MeWe” متاحًا عبر أنظمة “أندرويد” و”آي أو إس” فضلًا عن الويب، ويتضمن نحو 19 لغة، من ضمنها اللغة العربية.

وخلال عدد من اللقاءات التلفزيونية قال “وينشتاين” إنه يهدف بتطبيقه الجديد للحفاظ على خصوصية المستخدمين، متهمًا فيسبوك و”انستجرام“، و”واتس آب” ببيع بيانات المستخدمين إلى الشركات التجارية.

اقرأ أيضًا..

ومنذ أن تم إنشاء الشركة في عام 2015 والتي تتخذ من أمريكا مقرًا لها، دشن 9 ملايين شخص حسابات خاصة عليه، ومع المخاوف من تحديث “واتس آب” فبراير المقبل، زاد عدد مستخدمي “مي وي” إلى 16 مليون مستخدم.

ماذا عن الأرباح؟

يبقى التساؤل القائم، كيف تربح الشبكة البديلة من مستخدميها.  بحسب وينشتاين تمتلك الشبكة نموذج إيرادات خاص يمنح المستخدمين تجربة التواصل الاجتماعي الأساسية مجانًا، وفي الوقت ذاته يقدم مميزات اختيارية بمقابل مادي غير مبالغ فيه.

اقرأ أيضًا.. الإرهاب الرقمي.. عندما تصبح تقنيات التواصل الاجتماعي «منصات للدماء»

كما عمدت الشبكة إلى تطوير منصة مدفوعة تحت اسم “مي وي برو MeWe Pro”، للشركات والمؤسسات. إذ توفر تواصلًا آمنًا، سواء عن طريق الدردشة Secure Chat أو التعاون collaboration وهو ما يضمن خصوصية كاملة في بيئة عاملة مناسبة.

مجلة “فاست كومباني”، اختارت “مي وي” لتكون المنصة الأكثر ابتكارًا في 2020. كما اختارت مجلة “إنتربرينتر” “مي وي” كأفضل شركة ريادية في 2019 داخل أمريكا.