لا يحمل وصف شركات الأدوية بالسوق المصرية بـ”الرابح الأول” من أزمة كورونا أي مبالغة، بعدما ارتفعت مبيعاتها في الموجة الثانية من الفيروس بنسبة 80%، في ظل استمرار تخزين الأدوية خوفًا من تناقصها.
هيئة الدواء المصرية دشنت خطًا ساخنًا خاص بها أخيرًا “15301”، لتلقي شكاوى واستفسارات المواطنين الخاصة بوجود النواقص وأماكن توفرها كمرحلة أولى مع توقعات بتسبب السلوك الشرائي في تناقص أنواع معينة منها.
استهلاك الدواء ارتفع 80%
علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية كشف زيادة كبيرة في الإقبال على الصيدليات مع ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا. إذ شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا بالاستهلاك وصل إلى 80% مقارنة بالفترة التي شهدت استقرارًا في معدل الإصابات بين أغسطس ونوفمبر.
ورغم امتلاك مصر 155 مصنعًا لإنتاج الدواء و40 أخرى تحت الإنشاء، لكن البلاد تعاني من أزمات تتكرر في توفير أدوية بعينها، إما لسلوك المواطنين أو مشكلات في توفير المادة الخام من الخارج في أوقات الأزمات.
اقرأ أيضًا.. الصيادلة واتهامات التربح من “كوورنا”.. ملاذ المصابين الأخير يئن من الشكوى
عوف يقول لـ”مصر 360″، إن المواطنين لجأوا لتخزين الفيتامينات وخافضات الحرارة وأدوية السعال. كما تهافتوا على شراء أدوية بروتوكول علاج كورونا لمجرد الاشتباه. كما أن بعض الأطباء يشخصون أدوار الإنفلونزا العادية على أنها إصابة بكورونا.
وأمام تزايد معدلات التخزين في موجتي كورونا الأولى والثانية، يطالب الأطباء بوقف صرف الأدوية بدون “روشتة” طبيب. إذ أن سحب الدواء من الصيدليات بطريقة عشوائية يؤدي في النهاية لنقصها عن المحتاجين الحقيقيين لها، رغم وجود فائض كبير في الإنتاج.
خطة مبكرة
من ناحية أخرى تؤكد شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن المصانع المصرية وضعت خطة لاستيراد كميات كبيرة من المواد الخام من الهند والصين تحسبًا لتكرار أزمات الإغلاق في الموجة لأولى. كما أن لديها احتياطي دواء يكفي لنهاية 2021.
وأوضحت أن مصر تستورد مواد خام وتعبئة خاصة بصناعة الأدوية سنويًا بقيمة تزيد عن 1.5 مليار دولار معظمها من الصين.
هيئة الدواء المصرية اضطرت في الموجة الأولى للبحث عن بدائل لتوفير المواد الخام من دول أخرى غير الصين التي أوقفت حينها التصدير لأولوية الصوق المحلية.
تحول الشركات من الخسائر إلى الأرباح
نتائج الأعمال تشير إلى الأرباح التي حققتها الشركات في الربع الأول من العام المالي بوضوح. إذ حققت 13 شركة مقيدة في البورصة 7.3 مليار جنيه إيرادات، مقابل 6.1 مليار جنيه في الفترة المقارنة من 2019.
على سبيل المثال تحولت شركة “ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية” من الخسارة إلى الأرباح قبل الضرائب في أول 5 أشهر من العام المالي الجاري (يوليو ــ نوفمبر 2020) بنسبة 550%. كذلك ارتفعت أرباح “سبأ للأدوية” بنحو %27.
اقرأ أيضًا.. على جناح كورونا.. فيروس العنصرية يواصل انتشاره عبر العالم
لكن أرباح الشركات ستقفز بصورة قياسية في النصف الثاني مع بدء إنتاج عقارين جديدين لعلاج فيروس كورونا بعد الحصول على الموافقات النهائية من هيئة الرقابة على الدواء.
بالإضافة إلى طرح ثلاثة مستحضرات جديدة للمناعة، والموافقة المبدئية لإنتاج عقار “فافيبرافيل” الذي تبلغ الجرعة الواحدة منه ما بين 1000 و1200 جنيه.
كذلك حققت “الإسكندرية للأدوية” إيرادات بقيمة 799.48 مليون جنيه، و”العربية للأدوية” بـ413.57 مليون جنيه، و”القاهرة للأدوية” مبيعات بلغت 773.32 مليون جنيه، و”النيل” بإيرادات 671.99 مليون جنيه.
أرباح ضخمة
وفقًا لبنك الاستثمار “النعيم القابضة” فإن الربع الثالث من العام المالي شهد تحركات قوية لقطاع الأدوية نتيجة الحركة الإيجابية التي شهدها قطاع الرعاية الصحية. كما تراجعت المخاوف من فيروس كورونا، ما يتوقع معه تحسن نتائج الشركات عن هذه الفترة.
وحققت شركة “العبوات الطبية” إيرادات فصلية بلغت 9.56 مليون جنيه. بينما وصلت إيرادات “ابن سينا فارما” التي تمتلك شبكة ضخمة من الفروع وسيارات التوزيع، إلى 50.27 مليون جنيه صافي أرباح خلال 3 أشهر فقط.
ويقول محللون بسوق المال إن القطاع الدوائي استفاد من الطلب الكبير على المسكنات، وأدوية الحمى، بسبب تزايد حالات كورونا أو رغبة في تقوية مناعة الجسد في مواجهتها.
الأدوية الأكثر طلبًا
وبحسب ما قالوا، خلقت كورونا طلبًا متزايدًا على 4 منتجات رئيسية هي الفيتامينات وأدوية تعزيز المناعة، وخافضات الحرارة، والمطهرات وتلك المنتجات حاضرة في خطوط إنتاج غالبية الشركات العاملة بالسوق المصرية في الوقت الحالي.
نادي عزام، المحلل المالي قال إن المشكلة التي تواجّه قطاع الدواء تتمثل في استيراد 100% من المادة الفعّالة لجميع خطوط الإنتاج من الخارج. وبالتالي يظل إنتاجها مرهون بما تملكه من كمية خامات والقدرة على استيرادها بحسب ما أضاف.
اقرأ أيضًا.. “منحة كورونا”.. الصين على بعد خطوة من إزاحة أمريكا عن قمة اقتصاد العالم
عزام أشار إلى استفادة شركة “ابن سينا” التي تنتج أصنافًا عديدة تتعلق بالمناعة، إذ ارتفعت مبيعاتها بصورة ملحوظة إلى 9.1 مليار جنيه خلال النصف الأول من 2020، مقارنة بـ7.7 مليار جنيه خلال نفس الفترة من 2019.