أزمة جديدة أشعلتها مواقع التواصل الاجتماعي، بينما طرحت مجددًا السؤال المكرر حول معايير القيم المجتمعية، التي قد يزج بحكم أعرافها مواطنون تسلب حرياتهم لارتكابهم فعل لا محدد حقيقي لكونه يستحق العقاب. إذ أثارت مؤخرًا صورًا متداولة لحفل عيد ميلاد خاص داخل نادي الجزيرة في العاصمة المصرية القاهرة جدلاًً كبيرًا. ذلك على وقع احتفال المشاركات فيه بقطع حلوى على شكل ألعاب جنسية. الأمر الذي فتح باب انتقاد البعض لهذا التصرف على اعتباره خادشًا للحياء والقيم المصرية. في وقت انتقد حقوقيون الاتجاه لتوجيه أي اتهام لهؤلاء السيدات. إذ كان الحفل خاصًا، بينما يبقى السؤال حول مرتكب الجرم الحقيقي، وهو من اقتحم خصوصية هؤلاء العضوات بنشر صور احتفالهم.
حفل الحلوى الجنسية.. الأزمة داخل نادي الجزيرة
داخل نادي الجزيرة قامت الدنيا ولم تقعد بين مطالبات للإدارة بالتدخل ودعوات لمحاسبة المشاركات في الحفل قضائيًا. ذلك أيضًا بدعوى أن تصرفهم يخرج عن القيم والتقاليد المتعارف عليها.
وزارة الشباب والرياضية -من جانبها- أصدرت بيانًا صحفيًا جهلّت فيه اسم النادي. بينما أكدت أنه تقرر تشكيل لجنة قانونية للتحقيق واتخاذ القرارات المناسبة حيال الواقعة.
وقد كشفت مصادر داخل النادي تفاصيل الحفل، الذي بدأ بفكرة نفذتها إحدى العضوات على جروب خاص يجمعهن على تطبيق “واتس آب”.
العضوة طرحت فكرة الاحتفال -الذي أقيم في 10 يناير الماضي- بطريقة مختلفة. وبعد إقامة الحفل مباشرة وُضعت الصور على مجموعة عبر موقع “فيسبوك”. هذه المجموعة تضم عددًا من أعضاء النادي. ما ساعد في انتشار الصور بين باقي الأعضاء، الذين طلب بعضهم التحقيق مع المشاركات بحفل عيد الميلاد.
لم يستمر المنشور طويلاً حتى حُذفت الصور بناءً على طلب من أحد أقارب إحدى المشاركات في الحفل. لكن الصور نفسها سُربت عبر عديد من مواقع ومنها إلى المواقع الإخبارية.
دعابة الحلوى الجنسية.. رواية أخرى
رواية أخرى كشفتها “س. ا”، عضوة بنادي الجزيرة. أكدت السيدة أن الأمر لم يخرج عن كونه دعابة. وأن العضوات تفاجأن عند استلامهن علب الحلوى. بينما أوضحت أنهن عرفن فيما بعد أن علب الحلوى التي وصلت لهن كانت عن طريق الخطأ. حيث كان من المقرر أن تكون هذه العلبة في حفل “حنة”.
أعربت المشاركات في الحفل -وفق هذه الرواية- عن صدمتهن من محتوى علب الحلوى. ما دفعهن إلى التصوير وهن يضحكن. بينما تفاجأن من نشر صورهن على السوشيال ميديا لاحقًا.
الشباب والرياضة تحقق في واقعة الحلوى الجنسية
بشكل مفاجئ، زارت لجنة من وزارة الشباب والرياضة النادي. ذلك للتحقيق في هذه الحادثة وما تم تداوله بشأنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت اللجنة في إجراء تحقيقات موسعة شملت كافة الملابسات الخاصة بالواقعة. بينما أكد أعضاء اللجنة أن الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ينتظر التقرير النهائي لتقرير رد الفعل المناسب.
إيقاف العضوات وإحالتهن للتحقيق
مساء الإثنين، علق المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة الدكتور محمد فوزي، على الأزمة.
قال فوزي -في مداخلة هاتفية لبرنامج “حديث القاهرة” المذاع عبر فضائية “القاهرة والناس”: “سيتم توقيع أقصى عقوبة على المخطئ في الواقعة، وأن لجنة التحقيق سترد يوم 20 يناير الجاري”. فيما أوضح أنه تم استخدام عيد الميلاد بشكل سيء. وأضاف أن هذه الصور مرفوضة من قبل المجتمع. وبناءً عليه تمت مخاطبة مجلس الإدارة وإيقاف العضوة وإحالتها للتحقيق.
تتجه النية داخل مجلس إدارة نادي الجزيرة إلى شطب عضوات النادي المشتركات في أزمة حفل عيد الميلاد. بعد أن قررت عرضهن للتحقيق أمام الشؤون القانونية، بحسب مصدر داخل النادي.
القبض على مُصنعة الحلوى
مساء أمس، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على السيدة المسؤولة عن تصنيع حلوى عيد الميلاد”. بينما أفادت مصادر بمديرية أمن القاهرة، بأن الأجهزة الأمنية فحصت واقعة تداول صور الحلوى. وحددت هوية المشاركات بالحفل. وذلك تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
أمام نيابة قصر النيل، قالت مصنعة الحلوى إنها صنعتها بناءً على طلب عضوات النادي اللاتي طلبن منها تشكيلها بهذه الكيفية. وإنهم أرسلن لها صورًا على تطبيق واتساب، لتصنيع أشكالاً شبيهة. بينما قررت النيابة إخلاء سبيلها بكفالة مالية قدرها 5 آلاف جنيه.
حقوقيون يدافعون عن سيدات الجزيرة
من جانبه، أبدى نجاد البرعي المحامي الحقوقي وآخرون استيائهم من إحالة سيدة الحلوى إلى النيابة وتوجيه اتهامات لها بخدش الحياء. وقال البرعي إنه يستغرب بشدة من المفاهيم المغلوطة لدى بعض المواطنين. وأوضح أن المكان الخاص ليس معناه مكان عام. إذ يمكن أن تقيم جلسة نقاشية داخل مكان عام وبذلك تحوله إلى مكان خاص.
وأضاف البرعي أنه على العكس فإن من يجب توجيه الاتهام إليه هو من عمد إلى تصوير جلسة السيدات وتسريب صورهن. ذلك لاقتحامه خصوصية مواطنين.
وأوضح البرعي، في تصريح لـ”مصر 360″، أنه لا يجوز التلصص على مجموعة من النساء وتسريب الصور لافتعال أزمة. وأكد أنه يجب النظر إلى هذه الحادثة بالسؤال عن: هل أدت إلى فعل فاضح في مكان عام؟ وأجاب: “هن مجموعة من السيدات يحتفلن بعيد ميلاد بحلوى على شكل أعضاء تناسلية. هذه دائرة خاصة بهم. كما أنه لم يتم نشر الصور من قبل إحدى السيدات. فأين إذن نشر الفعل الفاضح والدعوة للفجور الموجهة لهم؟”.
يرى البرعي أن “الحادثة بشكل عام مفتعلة من قبل الحكومة”. وذلك في محاولة لشغل الرأي العام بعيدًا عن الاحتفال بثورة 25 يناير، على حد قوله. وأعلن المحامي الحقوقي استعداده للدفاع عن السيدة مصنعة الحلويات دون مقابل وبشكل تطوعي. ذلك لإيمانه بحق السيدات في الاحتفال كيفما شئن. واصفًا ما يحدث بـ”العبث”.
كتب – محمود السنهوري: