أعلن عدد من أحزاب اليسار في مصر إطلاق “الحملة الشعبية لحماية الحديد والصلب والصناعات الوطنية” دفاعًا عن ما أسموه التنمية المستقلة والأمن القومي، واحتجاجًا على قرار تصفية شركة الحديد والصلب.

حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أطلق دعوة لبناء الجبهة الشعبية لمقاومة الخصخصة وتصفية الشركات، تحت عنوان “لنبني معًا جبهة شعبية لمقاومة الخصخصة وتصفية الشركات”.

اقرأ أيضًا.. خالد علي يكتب: هل تعلم أن شركة الحديد والصلب المصرية…..؟

بعد الحديد والصلب.. جبهة لمقاومة الخصخصة والتصفية

التحالف دعا القوى السياسية والنقابات وفئات المجتمع المصري بالوقوف في وجه الخصخصة وبيع أملاك الدولة، لما له من تأثير على الصناعة الوطنية المملوكة للشعب.

ولم تمر أيام حتى استجابت القوى السياسية للحملة، وعقد اجتماع الخميس الماضي في مقر حزب الكرامة لوضع آلية للتحرك السريع لدعم العمال، ووقف تصفية شركات حفاظًا على الاقتصاد الوطني.

مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قال إن الاجتماع جاء استجابة للحملة التي تستهدف إحياء دور الأحزاب في الدفاع عن القطاع العام ضد التصفية والتضامن مع العمال أو مع المصانع بصفتها منتجة لصناعات استراتيجية كبرى ذات أهمية.

“توجّه وزاري للتصفية”.. البداية بالحديد والصلب

الزاهد أضاف لـ”مصر 360″، أنه يبدو جليًا أن هناك توجه لتصفية مصانع وشركات القطاع العام، خاصة بعد تلويح وزير قطاع الأعمال أكثر من مرة بأن هناك مصانع تخسر وتتسبب خسائر كبيرة.

“نسعى من خلال الحملة أن نكون قوى ضغط على الحكومة لوقف التصفية الظالمة للمصانع والعمال، وسنتحرك على المستوى القانوني من خلال رفع دعوى قضائية لوقف قرار الوزير مدعمًا برؤية لوضع حلول واقتراحات لإعادة المصنع إلى سابق عهده.

كما أن الحملة تستهدف تعريف الرأي العام بخطورة تصفية الشركات والتي تصل إلى 8 شركات، إذ سنعمل على رصد شركات القطاع العام ووضع رؤى وحلول للنهوض بها” يضيف الزاهد.

اجتماع تدشين الحملة حضره أحمد الطنطاوى رئيس حزب الكرامة، ومدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وعلاء الخيام رئيس حزب الدستور، وهيثم الحريري عضو حزب التحالف الشعبي، وأكرم إسماعيل عن حزب العيش والحرية تحت التأسيس، وكمال أبو عيطة القيادي بحزب الكرامة.

الطنطاوي: 3 مسارات للخروج من الأزمة

وفي السياق ذاته، قال أحمد الطنطاوي إن الاجتماع الذي ضم عددًا من الأحزاب وممثلي النقابات والقيادات العمالية اتفق على ضرورة الوقوف في وجه الحملة التي يقودها وزير قطاع الأعمال لتصفية شركات الدولة.

الطنطاوي كشف لـ”مصر 360″، أنه تم وضع آلية لمواجهة شبح الخصخصة أو التصفية، من خلال 3 مسارات يجب التعامل معها في وقت واحد.

(المسار الأول هو الشق القانوني من خلال تشكيل هيئة دفاع عن الشركات والمصانع والعمال، والتصدي لذلك من خلال دعاوى قضائية مدعومة بمستندات وأراء فقهية تؤكد وجهة نظر الحملة” يقول الطنطاوي.

رئيس حزب الكرامة أضاف أن المسار الثاني يتمثل في الشق الإعلامي من خلال إطلاق حملات للتوعية وتوضيح الأزمة في نقاط محددة وإيصال المعلومات الكاملة إلى الرأي العام.

وزير قطاع الأعمال: تصفية شركة حديد جديدة

على سبيل المثال، مصنع الحديد والصلب يعمل منذ فترة كبيرة بقوة 20% فقط من إجمالي العمال، فضلًا عن تعطيل عدد من الأفران ما أثر على الطاقة الإنتاجية للمصنع وما ترتب عليه من خسارة.

“المسار الثالث فهو المسار العلمي، بمعنى البحث عن اقتراحات وحلول ورؤى علمية لإعادة هيكلة وتنظيم المصانع والشركات” يوضح الطنطاوي.

من ناحية أخرى، قال هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، إن قناعته لم تتغير بشأن تصفية شركة الحديد والصلب بعد جلسة البرلمان، مُشيرًا إلى أن إعادة الشركة للعمل في ظروفها الحالية لا يُقدم عليه إلا “أرعن”.

تصفية شركة حديد جديدة

توفيق قال في تصريحات تلفزيونية إن كلمات النواب خلال الجلسة التي حضرها في البرلمان غلب عليها الجانب العاطفي دون معلومات عن الشركة.

الوزير أوضح أن الحديد والصلب حققت خسائر وصلت إلى 10 أضعاف رأسمالها: “لو كان فيها أمل كان رجال الأعمال قالوا نستثمر فيها”، وقال في تصريحات إعلامية إنه يتم حاليًا بحث تصفية شركة أخرى من شركات الحديد والصلب.

جاء ذلك عقب جلسة عاصفة في مجلس النواب شهدت إلقاء الوزير بيانه حول أداء وزارته خلال الفترة من 2018-2020، وقابله عدد كبير من النواب بهجوم واسع.