أخيرا، وبعد طول انتظار، بدأت اليوم وزارة الصحة المراحل الأولى من استخدام لقاح مواجهة فيروس كورونا، بتطعيم الأطقم الطبية المتواجدة بمستشفى عزل أبو خليفة بالإسماعيلية، باعتبارها ثاني مستشفى تم تخصيصها للعزل لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد.
وخلال مؤتمر صحفي عقد بمستشفى أبو خليفة، قالت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، إن مصر أول دولة في أفريقيا حصلت على اللقاح وبدأت حملة التطعيمات، مشيرة إلى أن اللقاح وصل منذ فترة لكن الحكومة لم تطرحه بسبب استقبال باقي الشحنات الأخرى لبدء التطعيم بشكل متواصل.
وأوضحت زايد أن المواطن فوق سن الـ 65 له الأولوية بعد الأطقم الطبية في تلقي اللقاح، وذلك بعد التسجيل على الموقع الإلكتروني الذي سيتم إعلانه للتطعيم أو بالتوجه لأقرب مستشفى بالحي أو المركز، وهم سيتولون التسجيل، مشيرة إلى أن نظام التسجيل يسمح بإرفاق 3 تقارير طبية للمواطن للتعرف على الأمراض المزمنة لديه.
مجانية اللقاح
وعن مدى مجانية اللقاح، أوضحت زايد أن التطعيم متاح للأطقم الطبية مجانا، وكذلك للمواطنين غير القادرين، مشيرة إلى أن نظام التسجيل على الموقع الألكتروني مرتبط بنظام تكافل وكرامة، لمعرفة الظروف الاجتماعية للمواطن، وفي حالة عدم مجانية اللقاح للمواطنين ستكون برسوم بسيطة، على أن يتم تطعيم الأطقم الطبية بالمستشفيات بينما يتلقى المواطنون الجرعات في مراكز موزعة على 27 محافظة.
اقرأ أيضًا: حذر وعدم ثقة بين الأطقم الطبية.. ماذا نعرف على لقاح كورونا الصيني في مصر؟
زايد واصلت حديثها: “لا نعلم مدى الاستدامة المالية هل سنحتاج للقاح كل 6 أشهر أو سنة أو سيتم التطعيم مرة واحدة فقط”.
ولم تعلن الوزيرة عن مواعيد لتلقى اللقاح للمواطنين، قائلة: “الدول المتقدمة اعتذرت عن عدم وفائها بالمواعيد التي أبرمتها من قبل، فشركات المنتجة للقاح محدودة”.
100 مليون جرعة
وأشارت زايد إلى أن مصر مسجلة لدى الاتحاد الدولي للقاحات والأمصال، ولدى منظمة الصحة العالمية، وتلقت مخاطبات رسمية تفيد بأن مزيد من الأطقم الطبية ستتلقى جرعات من “جافي” خلال الربع الأول من هذا العام، مشيرة أن “جافي” أنها إحدى الشركات العالمية التي طورت اللقاحات، وستوفر 40 مليون جرعة.
وكشفت أنه خلال أيام سيتم تسجيل ثلاثة لقاحات صيني وروسي وإنجليزي، ومصر في انتظار شحنات تصل إلى 100 مليون جرعة قائلة: “لدينا سلسلة تبريد تسمح بالاحتفاظ بتلك الشحنات وكذلك توصيلها إلى المراكز حتى أسوان والوادي الجديد”
فاعلية اللقاح في الوقاية من كورونا
وعن مدى جاهزية وأمان اللقاح، أوضحت وزيرة الصحة والسكان أنه يتم إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من فعالية أي لقاح، لافتة إلى أنها كانت أحد المشاركين في التجارب السريرية للقاح الذي يتم استخدامه اليوم.
وشددت وزيرة الصحة على أن أي لقاح يدخل مصر يجب التأكد من فاعليته من خلال جهات الدولة المتمثلة في وزارة الصحة وهيئة الدواء، مشددة على أن اللقاح المسجل بمصر مؤمن بشكل تام.
وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة الصحة خالد مجاهد، فإن فعالية اللقاح في الوقاية من فيروس كورونا المستجد 86%، و99% في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس، و100% في الوقاية من الوصول للحالات المتوسطة والشديدة.
إنتاج لقاح محلي
ولفتت وزيرة الصحة والسكان، خلال المؤتمر الصحفي، إن الوزارة لديها خطة عمل لتصنيع لقاح فيروس كورونا محليًا، مشيرة إلى إنه في سبتمبر الماضي أرسلت منظمة الصحة العالمية خبراء دوليين من جنيف وفرنسا لتقييم خط إنتاج 60 في شركة “فاكسيرا” للأمصال واللقاحات التابعة لوزارة الصحة، وأكدوا أن مصر قادرة على تصنيع تطعيم فيروس كورونا المستجد.
وأكدت زايد أنه خلال أسابيع سيتم توقيع عقد مشترك مع إحدى الشركات العالمية، لتصنيع لقاح كورونا في مصر، وأشارت بعض تلك الشركات والخبراء المبعوثين من منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر قادرة على تصنيع اللقاح للاستخدام المحلي وإفريقيا بأكملها.
اقرأ أيضًا: هجرة الأطباء.. هروب من أوضاع سيئة لا من مواجهة الجائحة
أول ممرض وطبيب يحصلون على اللقاح
وافق 87 فردا فقط من الأطقم الطبية من أصل 200 بـمستشفى أبو خليفة على التطعيم بلقاح كورونا “سينوفارم”، ذلك استجابة لاختيارية التطعيم، متنوعين بين أطباء وتمريض وعمال وفرق إدارية، باعتبارهم خط الدفاع الأول والأكثر عرضه للإصابة.
وكانت الصحة قد كشفت على أن الموافقين على تلقى اللقاح قاموا بالتوقيع على استمارات للموافقة بتلقي التطعيم.
وجاء أول من تلقى التطعيم مشرف التمريض، أحمد حمدان زايد، داخل مستشفى الحجر الصحي، وذلك بحضور وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.
كما تلقى الدكتور عبد المنعم محمد أخصائي الباطنة بالمستشفى، اللقاح ليكون بذلك أول طبيب جرى تطعيمه بلقاح فيروس كورونا المستجد بين الأطقم الطبية على مستوى الجمهورية.
وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، خلال مدخلة هاتفية بأحد البرامج الحوارية، إلى أن كل شخص من الفرق الطبية قبل تلقي اللقاح سيوقع على إقرار موافقة مستنيرة، تفيد بموافقته على تلقي اللقاح، وبعدها فورا يبدأ تلقيحه.
وأوضح مجاهد أن التلقيح يتم على جرعتين يفصل بينهما 21 يوم.
“مصر لم تتأخر في تطعيمات كورونا”
ولفت الباحث فايد عطية، أستاذ مساعد بقسم الفيروسات والمناعة بكلية الطب جامعة شانتو بالصين، أن الموعد الحالي لتلقي التطعيم لا يعتبر متأخرا، نظرا لإجراءات التعاقد والشحن حيث ثم إنشاء الأماكن التي سيتم بها تلقي التطعيم وكذلك تخصيص وحدة متابعة بعد التطعيم والفحوصات التي تسبقه أيضا.
وأشار فايد إلى أن الإجراء المتبع في تحديد الأولويات هي إجراءات عالمية، فمن الطبيعي أن يتم تطعيم الأطقم الطبية من هم في مستشفيات العزل والصدر والحميات ثم الأطباء أصحاب الأمراض المزمنة يليهم المواطنين من كبار السن، ثم تبدأ مرحلة تطعيم المراحل العمرية المختلفة وهذا طبقا للشحنات المتواجدة والتسجيلات.
وعن الاعتراضات الموجهة للقاح سيوفارم الصيني، أوضح فايد أن اللقاح الصيني تم تجربته على أكثر من المليون ونصف مواطن، ومر بتجارب واختبارات سريرية أولى وثانية وثالثة داخل الصين وخارجها وأثبت كفائه وأمان، مشيرا إلى أنه اللقاح سيحميني من الوباء 60% وباقي الحماية تتمثل في الكمامة والإجراءات الاحترازية.
وعن قرب الانتهاء من السيطرة على الفيروس، أشار فايد إلى إنه لن يتم السيطرة على الأمر خلال شهرين أو أكثر أو حتى خلال عام 2021 ، فالأمر يتوقف على الشحنات والألويات وتطبيق الإجراءات الوقائية حتى يحصل كل مواطن على اللقاح.
لا يوجد علاج ليس له آثار جانبية، هذا ما خلص إليه الباحث، مؤكدا أنه تم رصد بعض الآثار الجانبية لكافة اللقاحات المطروحة والتي تم الانتهاء منها في وقت قصير، منها إحمرار في مكان الحقن، وبعض الحساسية، وتورم بسيط، أو صداع ودوران وارتفاع بسيط في درجات الحرار.