“استكتروا عليكي الورد”.. بهذه العبارة بدأت والدة الصحفية “سلافة مجدي” المحتجزة في سجن القناطر، كلماتها لتصف زيارتها الأخيرة لابنتها.

الأم التي كانت ترغب في إهداء “هدية بسيطة” في السجن، لابنتها التي ستكمل عامها الـ34 بعيدًا عن أسرتها وطفلها وزوجها الصحفي “حسام الصياد” المحتجز أيضًا قالت: “جيالك وجيبالك ورد علشان عيد ميلادك.. وما رضيوش يديهولك”.

(سلافة مجدي وحسام الصياد).. زوجان محتجزان

ألقي القبض على “سلافة” وزوجها من مقهى بالدقي، في 26 نوفمبر 2019، ووجهت لهما تهم مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.

“تغريد زهران” والدة “سلافة” قالت في تدوينه لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنها قامت بزيارة بابنتها والتي أوضحت لها أنها تعاني من مشكلات جسدية: “اتوجعت أوي لما شوفتك تعبانة مش مستوعبة بيحصل معاكي أيه”.

سلافة مجدي وحسام الصياد

تكمل الأم كلمتها لتصف قلة حيلتها على ترك ابنتها بعيدًا عقب انتهاء مدة الزيارة المقررة: “وجعتيني عليكي أوي يا حبيبتي.. سيبتك وأنا خايفة ومرعوبة عليكي”.

من هي سلافة؟

سلافة” صحفية مستقلة، عملت في عدد من المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، من بينها “تي آر تي” العالمية، و”بي بي سي مصر”، و”مدى مصر”. إذ تخصصت في صحافة الهاتف المحمول.

الصحفية الشابة أسست مدرسة (كل يوم صورة)، لتدريب الصحفيات الشابات والباحثات على إعداد التقارير الصحفية بالهاتف المحمول، بالإضافة إلى كونها أحد راصدي انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ونشر الوعي بها، خاصة حقوق المرأة والأقليات وطالبي اللجوء.

سلافة وخالد وحسام

في 20 مايو الماضي، أعلنت مؤسسة الإعلام النسائية الدولية فوز “سلافة” مع 3 صحفيات من الصين وفنلندا وسوريا، بجائزة “الشجاعة الصحفية السنوية” في عامها الثلاثين.

فيديو وهدية لا تصل

“كل سنة وأنت طيبة يا ماما”.. هي رسالة “خالد” ذو الـ8 سنوات، لوالدته “سلافة” قبل عيد ميلادها في 31 يناير المقبل، والتي أذاعها عبر مقطع فيديو مصور.

“خالد” ظهر في رسالته المصورة، حاملًا دمية لشخصية كرتونية تفضلها والدته “سلافة”، وفقًا للطفل.

اقرأ أيضًا.. آخرهما “ودنان” و”الأعصر”.. “تدوير القضايا” يحرم السجناء من رؤية النور

الطفل قال في الفيديو:” كل سنة وانتي طيبة، وأنا أنهاردة عايز أوريكي هدية عيد ميلادك اللي جاي قريب، وعايز أقدملك الهدية اللي هبعتهالك يوم عيد ميلادك، لعبتك اللي كنتي بتحبيها وبتلعبي بيها وأنتي صغيرة”.

“خالد حسام الصياد”

“عيد ميلادك يوم الأحد وأنا هصورلك فيديو تاني”.. يعد خالد الأيام التي تفصله عن يوم عيد ميلاد والدته.

“تغريد” حملت رسالة من ابنتها لحفيدها، عبارة عن مقطع أغنية كانت تعتاد على غنائها معه: “خالد فاكر كل تفصيلة بينك وبينه يا حبيبتي جيت وغنتهاله رد عليا وقالي ماما كانت بتغنيهالي”.

كذلك اختتمت الأم كلماتها: “أنت أم وزوجة عظيمة يا سلافة.. وأنا فخورة انك بنتي”.

خالد

الورود ليست ممنوعة

إدارة سجن القناطر منعت دخول الورود التي كانت تحملها الأم “تغريد” لابنتها المحتجزة، لكن المحامي خالد علي قال إنه لا يوجد في القانون ما يمنع دخول الورود إلى سجين، مضيفًا: “إلا إذا كان يحمل شيئا ممنوعًا كالمخدرات وما شابهها”.

اقرأ أيضًا.. الصحفي “إسلام الكلحي” ينضم لمحامي وصحفيي القضية 855 أمن دولة

علي أضاف لـ”مصر 360″ أن كل شيء يتم تفتيشه قبل دخول الزيارة حتى الطعام، وبالبطبع الورود التي من السهل تفتيشها، مؤكدًا: “الورد في حد ذاته ليس ممنوعًا في النهاية”.

طلب للنيابة العامة

المحامي نبيه الجندي، تقدم بطلب للنيابة العامة لإطلاق سراح الصحفيين حسام الصياد وزوجته سلافة مجدي أو أحدهما من أجل رعاية طفلهما الصغير، لكن حتى الآن لم يتم الرد على الطلب، ومازال الأب والأم محبوسين احتياطيًا.

اقرأ أيضًا.. “حقوق الإنسان في مصر”.. قراءة في توصيات الاستعراض الأخير

المحامي الحقوقي أشار إلى أنه استند في طلبه إلى مواد قانون الطفل خاصة الفقرة (أ) من المادة الـ3: “حق الطفل في الحياة والبقاء والنمو في كنف أسرة متماسكة ومتضامنة وفي التمتع بمختلف التدابير الوقائية”

كما نصت على: “حماية الطفل من كافة أشكال العنف والضرر أو الإساءة البدنية أو المعنوية أو الإهمال أو التقصير أو غير ذلك من أشكال إساءة المعاملة أو الاستغلال”.

اقرأ أيضًا.. حقوق الإنسان: مصر.. خطوة للأمام وعشرة للخلف

بينما أكدت المادة الأولى من القانون نفسه ضرورة أن تكفل الدولة حماية الطفولة والأمومة لتنشئة الأطفال تنشئة صحيحة من كافة النواحي “في إطار من الحرية والكرامة الإنسانية”.