“الداخلية اللي محدش أكبر منها في البلد ولا نيابة ولا قضاء.. ممكن حد يرد عليا ويبرر لنا ليه بيحصل كدة مع إسلام؟”.. كانت هذه رسالة استغاثة من شيماء عبدالعزيز، خطيبة المحامي الحقوقي إسلام سلامة، المختفي منذ 13 يومًا، رغم قرار إخلاء سبيله، لتعيش أسرته وخطيبته في حالة خوف وقلق في انتظار انتهاء “الكابوس”.

اقرأ أيضًا.. اعرف حقك| “الحرية الشخصية وحرمة المنازل”.. صانهما الدستور وانتهكتهما السلطة

إسلام سلامة مختفي

القبض على المحامي الحقوقي، حدث مايو الماضي، ووضع حينها على ذمة القضية 1375 لعام 2018 أمن دولة، ووجهت له اتهامات نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية، حتى إخلاء سبيله في أكتوبر الماضي.

وأثناء تواجده في قسم زفتى لتنفيذ قرار الإخلاء، اختفى ليعاد تدويره على ذمة القضية رقم 7869 لـ2020 إداري زفتى وظل محبوسًا احتياطيًا على ذمتها إلى أن صدر قرار محكمة جنايات المحلة بتاريخ 16 يناير 2021 بإخلاء سبيله بكفالة 2000 جنيه.

اقرأ أيضًا.. عام عمالي ثقيل.. إضرابات واعتصامات في مواجهة سياسات التشريد والتصفية

وفقًا للمحامي محمد فرحات، أحد المحامين بهيئة الدفاع عن إسلام، تم سداد الكفالة بالفعل، ولكن أسرته فوجئت باختفائه ثانية وإنكار وجوده في القسم وانقطاع التواصل معه نهائيًا.

كما قدمت أسرته عدة بلاغات للمطالبة بتنفيذ قرار المحمة وإخلاء سبيله، والكشف عن مكانه. وجاءت أرقام التلغرافات كالتالي: “250988196 لوزير الداخلية، 97 للنائب العام، 98 المحامي العام، 99 رئيس النيابة العامة بزفتى، والتلغراف رقم 200 لنقيب المحامين”.

مخاوف من تدوير إسلام

“مخاوف التدوير” تراود المحامي المختفي وخطيته”شيماء”، خاصة أن إسلام تعرض لذلك فعلًا في المرة السابقة. كما قالت خطيبته: “في المرة الأولى إسلام فضل مختفي أكتر من شهر وبعدين اتدور، وفترة الاختفاء دي بتكون فترة بنموت فيها حرفيًا، مش عارفين حاجة عنه، القلق والخوف بيموتنا، وإحنا مش بنطالب إلا بتنفيذ قرار إخلاء السبيل، يعني تنفيذ قرار صدر بالفعل”.

اقرأ أيضًا.. على شفا التشريد والتصفية.. قصة 16 يومًا من اعتصام عمال “الدلتا للأسمدة”

شيماء تقول: “إحنا كأسرته ومحاميه قررنا نكتب ونبعت استغاثات ورسائل لكل الجهات المعنية علشان يظهر. يعني لو مقرر له إنه يتحط عليه قضية جديدة يبقى يظهر وبلاش مرمطة ليه ولينا، ولو متقرر له إنه يخرج بالسلامة يبقى يطلع وكلنا نرتاح من الكابوس ده اللي عايشين فيه من كتير أووي من غير سبب”.

ترى “شيماء” خطيبها رجلًا ناجحًا بحكم علاقتهما، وهو الأمر نفسه الذي يتفق عليه أصدقاؤه، فهو محامي حسن السمعة، لا يمتهن مهنة سوى المحاماة، وله مكتب يباشر من خلاله عمله، هكذا يقولون عنه.

حملة تدوين

أصدقاء وأسرة “إسلام” قرروا تدشين حملة للتدوين عنه، تحمل في شقيها مطالبة نقيب المحامين رجائي عطية بالتدخل لحماية أحد أعضاء نقابتهم والكشف عن مكانه، وكتابة منشورات تطالب بسرعة الإفراج الفوري عن إسلام وتنفيذ قرار المحكمة، تحت عنوان “الحرية لإسلام سلامة”.

اقرأ أيضًا.. “استكتروا عليها الورد”.. والدة سلافة مجدي تفشل في إرسال هدية إلى ابنتها

كتبت خطيبته على صفحتها الشخصية: “مرتين إخلاء سبيل وحضراتهم مش محترمين أي قرار. ولا عندكوا رحمة بحد لا اللي في السجن ولا بأهله. أنا نفسي حد عاقل من حضراتكوا يخرج يبررلنا اللي بيحصل ده ويدينا سبب مقنع واحد للي بيحصل مع إسلام وليه لحد دلوقتي مخرجش بعد مرتين من إخلاء سبيل”.

فين خطيبي؟

خطيبة إسلام قالت: “طبعًا مفروض إننا بنثق في النيابة والقضاء وكلمتهم اللي اتقالت مرتين. يا بهوات أنا بطلب من حد عاقل في الدولة دي يخرج يقولي فين خطيبي وليه مخرجش لحد دلوقتي. والأيام دي من عمره من هيحاسب عليها يا بهوات عمرنا اللي بيضيع ده من غير أي سبب مين هيرجع يوم واحد فيه. ياريت يبقي عندكوا شجاعة وتخرجوا وتكلموا شوية العيال المجانين اللي أسهل حاجه عندكوا ترموهم في السجون بالسنين علشان صوتهم وكلمتهم. بس ياريت يا دولة العدل والقانون تردوا علي أي كلمة من الكلام اللي بيتوجه ليكوا ويبقي عندكوا شجاعة حقيقه تردوا ولو لمرة واحدة، أنا مش طالبة غير حقي في خطيبي إنه يكون معايا بعد إخلاء سبيله”.

اقرأ أيضًا.. 49 يومًا على إضراب “موكا” عن الطعام.. ومطالبات بالإفراج الصحي عنه

ووجهت شيماء رسالة لنقيب المحامين: “بطلب من نقيب المحامين المحترم إنه يتدخل بأي شكل من الأشكال لحفظ ماء وجهه، ويشوف بيحصل كده ليه مع عضو من أعضاء نقابة المحامين ومشهود له دايمًا بالنزاهة في عمله. حد يرد عليا بحاجه منطقية أو نفذوا القانون يا دولة القانون”.

رسالة إلى نقيب المحامين

المحامية هالة دومة كتبت: “الأستاذ محمد رجائي عطية، نقيب محامين مصر.. لا تحية ولا سلام بيننا ما دمت مصرّا أن تظل بمنأى عن مشاكلنا وأوجاعنا. الزميل إسلام سلامة هو محامي مهني يمارس المحاماة منذ سنوات، ومشهود له بالشرف والأمانة التي أقسمنا جميعًا عليها، ورغم ذلك، وللمرة الثانية لم يتم تنفيذ قرار المحكمة بإخلاء سبيله. مازال زميلنا محتجزًا دون سند من القانون بمكان غير معلوم حتى الآن. السيد رجائي، إذا كان مازال لديك القليل من الرغبة في الحفاظ على ماء وجهك، فعليك التدخل فورًا وبشكل رسمي لحل مشكلة الأستاذ إسلام”.

عدد من المحامين من أصدقاء سلامة قالوا إن نقيب المحامين لم يتدخل في الأزمة، ولم يرد على التلغرافات التي أرسلت له لمساعدتهم في الكشف عن مكان زميلهم، مطالبين بتنفيذ قرار إخلاء سبيله.