فراغ كبير تركه مهاجم الزمالك الصريح مصطفى محمد، الذي رحل للاحتراف بالدوري التركي من بوابة جالاطا سراي، بعقد إعارة لمدة موسم ونصف مقابل 3 ملايين دولار مع بند الشراء النهائي بقيمة 4 ملايين جنيه، وهو ما دفع القلعة البيضاء لإنهاء إجراءات ضم الثنائي مروان حمدي مهاجم مصر المقاصة وسيف الدين الجزيري مهاجم المقاولون العرب ضمن صفقة الانتقالات الشتوية الحالية.

وتعاقد النادي الأبيض مع حمدي المقاصة مقابل 13 مليون جنيه لمدة 4 مواسم ونصف مساء السبت، ليكون أول الصفقات الداعمة لهجوم الفريق هذا الشتاء. قبل أن يلحق الصفقة إعلان آخر بضم التونسي سيف الدين الجزيري من المقاولون العرب لنهاية الموسم، بـ5 ملايين جنيه، مع بند نية البيع الصيف المقبل بقيمة سيتفق عليها الناديين حينها.

خطوتان سعى بهما صاحب ميت عقبة إلى تعزيز مركز المهاجم الصريح وسد النقص الذي خلفه رحيل مهاجمه الأول مصطفى محمد إلى الاحتراف الخارجي، بعد صفحة طويلة من الرفض والشد والجذب بين النادي ولاعبه الكبير.

لكن يبقى السؤال: هل اكتفى الزمالك بالصفقتين لتعويض غياب الأناكوندا في هذا التوقيت الحرج من الموسم؟ خاصة وأنه متصدر جدول ترتيب الدوري، ويبحث عن الاستمرار على قمته في سبيل اللقب الغائب، بينما يستعد أيضًا لبطولة أفريقيا بالأدوار المهمة المقبلة، بعد أن تأهل لدور الـ32 من المسابقة بتجاوزه غزالة التشادي، الذي انسحب بالدور الماضي.

حمدي رأس حربة صريح.. 4 أهداف في 7 مباريات

تمتاز صفقتا حمدي والجزيري الجديدتيان بتنوع المهام والوظائف الفنية في مركز الهجوم، فالزمالك يجد في مروان حمدي رأس حربة صريح كلاسيكي مثل مصطفى محمد. خاصة وأن حمدي يجيد ألعاب الهواء ويتمتع ببنيان جسدي قوي ولديه خبرة واسعة في الدوري الممتاز.

وقد لعب حمدي من قبل في ناديي وادي دجلة والمقاصة وتألق معهما كثيرًا، واختير لمنتخب مصر مع حسام البدري في التجمعات الأخيرة للفراعنة. كما أنه استطاع تسجيل 4 أهداف هذا الموسم من 7 مباريات لعبها فقط. وهو معدل تهديفي مميز، للاعب سجل هدفين في شباك الفريقين الكبيرين الأهلي والزمالك.

لهذه الأسباب البرتغالي، قد يجد المدير الفني جيمي باتشيكو ضالته في مروان حمدي لتعويض رحيل مصطفى محمد الذي كان يلعب بالطريقة نفسها تقريبًا. الأمر الذي يبشر بلاعب سيمتزج سريعًا مع فريقه الجديد. خاصة فيما يتعلق بالجانب الخططي والتكتيكي.

مروان حمدي
الزمالك يعوض على مروان حمدي لتعويض نجمه

الجزيري في العمق.. سرعات ولعب في المساحات

أما الدولي التونسي سيف الدين الجزيري مهاجم المقاولون العرب، فإنه يمتلك مهامًا وخصائص مختلفة تمامًا عن فكرة رأس الحربة الصريح والواض، إذ يُعرف بسرعاته الهائلة ومهاراته الفنية الفائقة.

كما أنه يجيد اللعب في المساحات، ويتحرك في العمق والأطراف وكل المساحات الأمامية للهجوم، ويأتي دائمًا مواجهًا لمرمى الخصم، ما يجعله خطرًا جدًا عكس المهاجم “المحطة” الذي يبقي ظهره لمرمى الخصم ويوزع الكرات للاعبي الوسط والأجنحة القادمون بسرعة للأمام ويفتح المساحات وخلافه.

هذه الخصائص الفنية المختلفة للجزيري في خط الهجوم قد تمنح الزمالك وباتشيكو أبعادًا مختلفة وتنوع كبير لاستخدامه الوافد الجديد مع زميله مروان في تقديم كل الحلول الهجومية النمطية والمبتكرة للنادي الأبيض. وبالتالي فإن النقص الموجود حاليًا بخروج الأناكوندا من تشكيلة الفريق قد يعوض بشكل أكثر فاعلية مع هذا الثنائي الجديد، الأمر الذي يصنع الفارق الكبير لهجوم الزمالك خلال الفترة المقبلة.

من الناحية الرقمية، شارك الجزيري صاحب المستويات الكبيرة التي شاهدها الجميع على مدار موسمين لعبهما مع المقاولون العرب في الدوري المصري وكافة المسابقات، في 12 مباراة هذا الموسم، مقسمة بين الدوري الممتاز وكأس مصر والكونفدرالية الأفريقية. حيث سجل 6 أهداف بمعدل نصف هدف في المباراة، وهو معدل جيد. كما حصل على 3 بطاقات صفراء، بينما لم يحصل على أي بطاقة حمراء طوال هذه المباريات.

الجزيري
الجزيري بقميص الزمالك عقب توقيعه لميت عقبة

متوسط العمر والعامل البدني

بخلاف قدراتهما الفنية الكبيرة ومستواهما الرائع والمعروف للجميع يبقى لثنائي الزمالك الجديد حمدي والجزيري ميزة جديدة. ذلك إذا ما نظرنا إلى متوسط العمر المناسب تمامًا للتألق خلال الفترة الحالية والمقبلة مع القلعة البيضاء. وهما هنا على عكس باسم مرسي لاعب الإنتاج الحربي والزمالك السابق الذي أبعده تراجع مستواه عن العودة لفريقه القديم معوضًا غياب مصطفى محمد. إذ إن باتشيكو يرغب في لاعب متوسط السن أو صغير يفيده مستقبلاً ويبني عليه خططه لصالح الفريق.

بالإضافة إلى ذلك فإن العامل البدني قوي لدى هذا الثنائي الجديد، فكلاهما يقدمان مجهودات بدنية كبيرة في أرضية الملعب، وكلاهما يعودان داخل الملعب لتقديم الأدوار الدفاعية إلى جانب الشق الهجومي.

خبرات جيدة وانسجام سريع

أخيرًا، يمتاز اللاعبان بأنهما يعرفان كل شيء تقريبًا عن نادي الزمالك ولاعبيه ومدربه. ذلك بفضل المواجهات العديدة التي التقيا فيها الفريق الأبيض ضمن فرقهما في الدوري. وهو أمر يبشر بسرعة انسجام قد يمتاز بها اللاعبان مع الأوضاع في الزمالك. ما يمنحهما ميزة الدخول السريع في أجواء مباريات الأبيض. وبالتالي دفعة معنوية وثقة تبرز معها مهاراتهما.

ويتمتع الثنائي بخبرات طويلة تفوق الـ4 مواسم بالدوري الممتاز مع عدة أندية مختلفة وبأكثر من طريقة وخطة. ما يكسبهما مرونة تكتيكية كبيرة وأفضلية كبيرة للتوهج مع الزمالك بكل إمكاناته العالية ونجومه الكبار.