ساعات قليلة تفصل النادي الأهلي، بطل الثلاثية التاريخية بالموسم الماضي وجماهيره عن حلم اللعب في كأس العالم للأندية النسخة التي ستنطلق في قطر بمواجهة الدحيل القطري مساء غدًا الخميس، في مستهل المشاركة السادسة للمارد الأحمر بالمونديال على مدار تاريخه.

ويدخل الشياطين الحمر اللقاء والبطولة ككل بدوافع كبيرة جدًا، خاصة أنه يشارك في البطولة بعد غياب سنوات منذ آخر مشاركة له في العام 2013. ويُمني اللاعبون النفس بتحقيق أداء جيد ونتائج تليق بالكرة المصرية، على خطى إنجاز 2006 عندما حصل العملاق المصري على برونزية العالم.

ورغم كل شيء إلا أن النادي الأحمر قادر على تحقيق المفاجأة وتقديم أداء جيد، بوصفه بطل مصر لسنوات متتالية وبطل أفريقيا في آخر نسخة من البطولة، مع الاعتراف في الوقت ذاته إلى قوة فريق الدحيل وامتلاكه عناصر جيدة من اللاعبين الذين دعم بهم صفوفه. ولذلك نستعرض في النقاط والسطور القادمة أبرز تلك الدوافع التي تدعم القلعة الحمراء لتقديم مباراة كبيرة أمام الدحيل.

حظوظ كبيرة لأبناء التتش

يمتلك الأهلي فرصا كبيرة جدًا في البطولة الحالية للمونديال، خاصة وأن مباراة الدحيل ستكون مفتاح الفريق إلى الدور قبل النهائي ومن ثم تحقيق مجد كبير وربما تكرار أو التفوق على إنجاز النادي الكبير بالفوز بالمركز الثالث في نسخة 2006، لاسيما وأن البطولة حاليًا في دولة عربية والظروف والمناخ مناسبين تمامًا لتقديم كل شيء من الأهلي ولاعبيه مع حضور جماهيري ودعم منتظر، وهنا تكمن ارتفاع حظوظ المارد الأحمر في هذه المواجهة.

فريق الدحيل القطري
فريق الدحيل القطري

أما على الجانب الفني فالأهلي يمتلك لاعبين أصحاب جودة مرتفعة للغاية، مثلما الحال مع نادي الدحيل، خاصة أن الفريق القطري يمثل البلد المستضيف للبطولة فقط لكن الفريق الأحمر يذهب للبطولة وهو بطل أفريقيا ومصر أيضًا، وبالتالي فإن حظوظه كبطل للقارة السمراء على حساب فريق ليس بطل قارة آسيا مثل الأهلي على سبيل المثال ولكنه بطل الدوري القطري، رغم كل قوة فريقه وقائمة لاعبيه المدججة بالنجوم. ولكن تظل فرص الأهلي بطل أفريقيا كبيرة وكبيرة للغاية للفوز عليه والعبور لنصف نهائي المونديال.

شخصية نجوم الأهلي

بلا شك، يتحمل لاعبو الأهلي ونجومه كل الأعباء الصعبة في تلك الظروف العصيبة والمواجهات القوية من هذا المستوى، ولذلك بالتأكيد هم يشعرون بتلك المسؤولية ووضعوا تحت ضغط ظروف مماثلة كثيرًا، ومن ثم سوف يؤدوا بشكل إيجابي بعض النظر عن الضغوط، خاصة مع دور كبار اللاعبين في الفريق بهذه الظروف، والتحدث مع اللاعبين الجدد أو اللاعبين صغار السن عن البطولة وأهميتها وهكذا.

ورغم أن هناك لاعبين لم يشاركوا في مثل تلك البطولة من قبل، والفرصة التي أمامهم لتقديم أداء جيد وصناعة تاريخ لأنفسهم كبيرة للغاية، خاصة أن كأس العالم للأندية بطولة خاصة بالنسبة للأهلي وجمهوره ولاعبيه، وهناك تركيز تام للخروج بشكل جيد منها من الجميع، وهو ما يجعلهم في أقصى تركيز لديهم بالملعب وخارجه لتحمل كافة الضغوط والظهور بشكل إيجابي رغم كل هذه الظروف الصعبة.

مواجهة من عالم آخر أمام بايرن

سيواجه الفائز من مباراة الأهلي والدحيل القطري بطل أوروبا بايرن ميونيخ في مباراة نصف النهائي، في الثامن من شهر فبراير على استاد نادي الريان، ويعتقد البعض أن الأهلي قادر على تحقيق المفاجأة في مباراة البايرن حال تمكنه من تخطي الدحيل، لاسيما مع امتلاك الأهلي عناصر الخبرة ولاعبين لديهم إمكانات كبيرة، ومن ثم فهو قادر على تخطي الدحيل وتقديم مباراة كبيرة أمام بطل أوروبا الكبير بايرن ميونيخ.

بايرن ميونيخ
بايرن ميونيخ

مباراة بين الأهلي زعيم أفريقيا ومصر وبايرن عملاق ألمانيا الأول وبطل أوروبا وبمستويات خارقة وأهداف غزيرة أهمها الفوز على برشلونة بنجمه الأكبر ليونيل ميسي بنتيجة خيالية 8-2 في ربع نهائي دوري الأبطال بالنسخة الماضية، ما يجعل جماهير الأهلي تحلم بمواجهة من هذا النوع على غرار مواجهة فريقها سابقًا لأكبر فرق العالم مثل ريال مدريد وروما والفوز عليهم بالقاهرة وكذلك برشلونة رغم الخسارة برباعية في ذكرى مئوية النادي الأحمر العريق عام 2007.

وبالتالي، فإن تلك المباراة بكل ما تحمله من جنون وإثارة ومتعة كروية للجميع تكون بمثابة أكبر دافع للاعبي الأهلي وجهازه الفني بقيادة بيتسو موسيماني، لتخطي الدحيل والفوز عليه والاستعداد لمباراة العمر ربما التي لو فاز بها الأهلي سيصنع كل المجد ويضرب كل العصافير بحجر واحد، أهمها الفوز على بطل أوروبا مثلما فعل من قبل وفاز عليه ولكن في مباراة ودية بهدفين لهدف، وكذلك تحقيق الإنجاز والصعود لنهائي كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخه وتاريخ نادٍ مصري، ويعادل إنجاز الرجاء المغربي كفريق عربي ومازيمبي الكونجولي كفريق أفريقي فعلها من قبل بالمونديال.

اقرأ أيضا:

عن الأهلي وجماهيره وكأس العالم للأندية: “القاضية مش دايمًا ممكن”

أفضلية للأهلي في أمور عديدة

يمتلك الأهلي حظوظ وأفضلية كبيرة على عدة مستويات تميزه عن باقي فرق تلك النسخة من مونديال الأندية، وأهمهم الدحيل القطري صاحب أول مواجهة للشياطين الحمر بالمونديال الكبير، وسنختص هنا باللقاء الأول ونعرض بشكل فني بحت أهم الإحصائيات الأخيرة التي تجعل الأهلي أقرب للفوز في تلك المباراة بالدور الأول والتأهل لنصف نهائي المونديال على حساب الدحيل.

أهم نقطة وهي معدل تسديدات الأهلي على مرمى الخصوم هو 15 تصويبة في المباراة بأخر مباريات الدوري المصري، منها 6 على إطار المرمى نفسه “بين الثلاث خشبات”، فيما يسجل المارد الأحمر 2.1 هدف في المباراة الواحدة وهو مؤشر قوي على هجوم الأهلي القوي وشراسته التهديفية أمام الفرق وبالتالي لن يكون لقمة مستساغة أمام الدحيل مع اختلاف البطولة والتنافس في مصر وقطر بكل تأكيد ولكنها لغة الأرقام.

أما على الجانب الآخر فإن الدحيل القطري له 12 تسديدة خلال المباراة الواحدة منها 6 مباشرة على مرمى الخصوم، ويسجل الفريق القطري بمعدل 1.48 في المباراة الواحدة وهو معدل أقل من معدل الأهلي وبالتالي يعطيه أفضلية نسبية رغم هجوم الفريق القطري القوي بكل محترفيه.

الأمر الثاني متمثل في أن الأهلي يدخل مناطق خطورة المنافسين بواقع 71 مرة في المباراة الواحدة، بينما الدحيل يخترق حصون الفرق التي تلعب ضده بمعدل 62 مرة خلال اللقاء الواحد وهو مؤشر كذلك على قدرات النادي المصري الكبيرة هجوميًا بعيدًا عن تفوقه الدفاعي الواضح وخاصة حارس المرمى وهي أكبر نقاط ضعف الدحيل المتميز بشدة في الهجوم وتبرز الأرقام هنا تفوق الأهلي كذلك عليه في أكبر نقاط ضعفه، مما يعطي الأمل والثقة والأفضلية الأكبر لأبناء الجزيرة في تخطي عقبة الدحيل والذهاب لنصف نهائي المونديال.

وفي سياق مختلف، يحتل الأهلي المركز الخامس من الناحية التسويقية لقيمة نجومه ولاعبيه، خلف كل من بايرن ميونيخ الألماني وبالميراس البرازيلي وتيجريس أونال المكسيكي وكذلك الدحيل القطري، فيما يتفوق المارد الأحمر على أولسان هيونداي بطل آسيا.

وكان الشياطين الحمر قد شاركوا خلال 5 مرات من قبل في كأس العالم للأندية، حيث لعب الفريق الأحمر خلال تلك النسخ من مونديال الأندية 2005، 2006، 2008، 2012، 2013 وكان أبرز إنجازاته برونزية المونديال في نسخة عام 2006 باليابان.