رغم أن “فاطيمة” كانت في الرابعة من العمر، إلا أنها حاولت الهرب من “أم سيد” دون جدوى، لتترك لها ندبة لن تشفى منها أبدًا، في اليوم العالمل للختان بحسب “اليونيسيف”.

بعد تجهيز “فاطيمة” سودانية الأصل، وارتداء الفستان الأحمر، حضرت الداية بديلًا عن الطبيب بجانب “أم سيد” المتخصصة في إحكام السيطرة على الفتاة. في النهاية نجحت الداية في إجراء ختان فرعوني للفتاة ذات الـ4 سنوات.

بينما يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي لرفض ختان الإناث، برعاية “اليونيسيف” في محاولة للقضاء على العادة المميتة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية. وقفت “فاطيمة” ترى المشرط: “بحاول اتخفى إن رأيت أحدأ منهما الداية أو أم سيد”.

اقرأ أيضًا.. الذكرى الأليمة.. مشرط الختان يطارد ضحاياه على فراش الزوجية

التعريف وفق “الصحة العالمية” و”اليونيسيف”

“الختان” وفق منظمة الصحة العالمية يشمل أي بتر أو جرح أي عضو من أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي دون دواعٍ طبية. التعريف يشمل أيضًا الفتيات في ثلاثين دولة بأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وفي أوساط المهاجرين بأوروبا وأمريكا وأستراليا.

“فاطيمة” تروي ما تتذكره من رواية والدتها: “والدتي كانت طلبت من الداية إجراء ختان سنة وهو ختان خفيف. لكن الداية أجرت ختانًا فرعونيًا. من وجهة نظرها ختان السنة انحلال”.

“الختان الفرعوني” منتشر في شمال أفريقيا؛ ودول أخرى منها إثيوبيا، إريتيريا وجيبوتي والصومال ثم السودان ويتمثل في إزالة الشفران ثم خياطتهما مع الفرج.

ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، خضعت 87% من السيدات السودانيات، بين أعمار 14 و49 لشكل ما من أشكال الختان.

وهناك 4 أنواع من الختان: الأول لاستئصال البظر، والثاني لاستئصال البظر والشفرين الصغيرين، والثالث هو الختان الفرعوني. بينما النوع الرابع يشمل الوخز والثقب وكشط البظر أو الأعضاء كاملة.

إحصائية عن الختان

اليونيسيف: الختان موجود في دول الشرق الأوسط

وعلى عكس الاعتقاد السائد، أثبت بحث أعده فريق منظمة إيكوالتي ناو البريطانية، في مارس 2020 أن الختان موجود في كل دول الشرق الأوسط وليس أفريقيا فقط.

البحث تم بالتعاون مع الشبكة الأوروبية والأمريكية للقضاء على الختان، بعد قرابة 6 أشهر من جمع بيانات. كما أشار إلى أن الختان يمارس في دول الخليج والأردن وسوريا إلى جانب إيران.

في عُمان، كشفت الدراسة أن 95.5% من النساء اللاتي شملهن البحث خضعن للختان. أما مسقط وصلت النسبة لـ78%.

يأتي هذا رغن صدور تعديلات قانون الطفل والذي حذر من تشويه الأعضاء التناسلية “الختان” مع تحديد عقوبات بالسجن تضاعف العقوبة عند التكرار.

وفي السعودية، مثلت جدة 18% من أعداد النساء والفتيات، في حين قدرت نسبة الختان في الحائل بـ80%. كما أوضح التقرير أن الختان ينتشر بين السعوديات والجاليات.

أما في إيران، فيقول التقرير إن الختان يتركز في المنطقة الكردية ومجتمعات الأقليات السنة، في غرب البلاد وجنوبها. كما توصلت الدراسات في مناطق عدة من إيران إلى انتشار الختان في ما بين 16 – 83% من عينة البحث. بينما تقدر الإحصائيات الرسمية في اليمن نسبة انتشار الختان بـ18.5%.

النسب في الكويت والإمارات متقاربة حيث مثلت 38% في الكويت بفارق 4% عن الإمارات.

اقرأ أيضًا.. ختان الإناث بمصر.. المشرط الحاد يواصل الفتك و ضحاياه 91 % من النساء

الختان في أفريقيا.. الأرقام مرعبة

في تقرير آخر أعدته “اليونيسف” عام 2013 شمل 29 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط؛ احتلت أثيوبيا المرتبة الأولى بواقع 27.2 مليون إثيوبية. بينما احتلت الصومال النسبة الأكبر في إقليم شرق أفريقيا من حيث نسبة انتشار ختان الإناث بمعدل 98%.

منظمة الصحة العالمية، ذكرت أن أكثر من 100 مليون بنت وامرأة تعرضن لختان الإناث، ويقع أكثر من 3 ملايين رضيعة وطفلة لأخطار هذا الإجراء سنويًا.

ختان الإناث

في مصر

في العشرينيات، شنت في مصر أول حملة ضد العادة ومع ذلك وصلت نسبة انتشار الختان عام 1995 إلى 98%.

ووفق “اليونسيف” تحتل مصر المركز الرابع عالميًا والثالث على مستوى الدول العربية بنسبة 91% في 2018. كما تحتل الصومال صدارة العالم والدول العربية بنسبة 98%. كما يليها في القائمة غينيا ثم جيبوتي، ثم تأتي مصر وبعدها السودان في المرتبة الثامنة عالميًا والرابعة عربيًا بنسبة 88%.

ورغم تبني الحكومة المصرية منذ عام 2008 تشريعات عقابية لمن يجري عمليات ختان، إلا أن الأرقام مازالت كبيرة. “اليونسيف” أرجعت ختان الإناث إلى الموروثات الاجتماعية التي تربط بين الختان والطهارة والاستعداد للزواج.

اقرأ أيضًا.. مصر تغلظ عقوبة جرائم ختان الإناث.. وضحاياه: المشرط عالق في الأذهان

قوانين عالمية

العقوبات المتعلقة بتشويه الأعضاء التناسلية تختلف بين السجن والغرامة أو كلامها. بينما تميزت الجزائر باعتبار الختان جناية يعاقب فاعلها بالسجن لـ25 سنة بحسب “اليونيسيف”

واعتبارًا من عام 2013، وفقًا لتقرير لليونيسيف، هناك 24 دولة أفريقية لديها تشريعات ضد ممارسة ختان الإناث، وفي عام 2015 منع رئيس جامبيا يحيى جامع ختان الإناث نهائيًا.

ورغم القوانين الصارمة التي أقرتها الدول، إلا أنها لا تعود بالنفع على “فاطيمة” التي عادت لتسأل والدتها عن ما حدث. الفتاة أصيبت في المنطقة التناسلية جراء الختان. كما أن الطبيب المعالج قال إن الورم الذي أصابها نتيجة طبيعية لـ”الختان الفرعوني”.