تحمل النقود الورقية والمعدنية رسائل معينة من خلال إشعارات ورسوم تستخدمها الدول لإبراز معالمها السياحية أو شخصياتها التاريخية، أو تخليدًا لذكرى ما. في مصر يعود الأمر إلى عصر الخديوي إسماعيل أول من أصدر عملات تذكارية بمناسبة افتتاح قناة السويس بجانب النقود العثمانية المتداولة في ذات الوقت.

اقرأ أيضًا.. هوس اقتناء العملات القديمة.. هواية الملوك وحظ الهواة

الملك فاروق أول تاريخ موّثق لـ”النقود” التذكارية 

الملك فاروق أصدر عددًا من العملات التذكارية خلال فترة حكمه في مناسبات معينة منها زواجه الأول وافتتاح مستشفى الرمد بكفر الدوار، والمؤتمر الجغرافي، ليكون أول تاريخ موّثق للعملات التذكارية في مصر.

عملة بمناسبة خزان أسوان

جمال عبدالناصر

ومن بعد العصر الملكي صدرت عدد من العملات التذكارية في بعض المناسبات. حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عملة تذكارية في عيد الجلاء عام 1956. كما أصدر عملة فضية عام 1956 بمناسبة تأميم القناة.

عملات تذكارية في الستينيات

السادات

في عصر الرئيس السادات صدر عدد من العملات بمناسبة إعادة فتح القناة عام 1976، بينما صدرت عملة تذكارية بمناسبة اليوبيل الفضي للقناة.

عملة تذكارية في السبعينيات
عملة تذكارية في السبعينيات

مبارك

في عهد الرئيس الأسبق مبارك صدرت العديد من العملات التذكارية بمناسبة اليوبيل الماسي لبنك مصر ومرور 100 عام على البنك الأهلي. كما صدرت عملة بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء حديقة الحيوان.

عملة تذكارية بمناسبة 100 سنة على البنك الأهلي

ثورة 25 يناير

في عام 2012 أعلن الدكتور ممتاز السعيد وزير المالية الأسبق، طرح عملات تذكارية فضية بمناسبة العيد الأول للثورة، نقش على الوجه الأول لها “كرامة.. حرية.. عدالة اجتماعية”.

وفي عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي (بداية من 3 يونيو 2014) اتسع الأمر ليشمل عددًا كبيرًا من المشروعات القومية التي تنفذها الدولة.

عملة ثورة يناير

8 مشروعات قومية

“العاصمة الإدارية، مزارع الطاقة الشمسية، العلمين الجديدة، الريف الجديد، شبكة الطرق، محطات الكهرباء” كلها مشروعات خلدتها عملات معدنية.

مسار العائلة المقدسة

مصلحة سك العملة، شاركت في اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب في دورته الخمسين، التي ضمت أحدث الإصدارات من عملات تذكارية، كما أن الميدليات المدوّن عليها مسار العائلة المقدسة، كانت أبرز المعروضات. عبارة عن 12 ميدالية تمثل مسار المسيح في مصر.

عملة تذكارية

قناة السويس

اسم وشعار قناة السويس الجديدة طبع أيضًا على العملات المعندية، كما طبعت المصلحة عملات من الألومنيوم والبرونز احتفالًا بالمناسبة.

عملات مصرية بمناسبة مشروعات قومية

العملات أكثر تداولًا

وبحسب المصلحة كانت العملات الأكثر تداولًا، تلك الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والريف المصري، وقناة السويس الجديدة.

تمر العملات على العديد من الأفراد ولا يلتفتون إليها، وهو ما حدث مع “ريم سمير”.

“في مرة كنت بشتري حاجات من سوبر ماركت، وجالي فكة كتير لاقيت فيهم نص جنيه بيلمع، بصيت لاقيت مرسوم عليه قناة السويس الجديدة. حسيت وقتها إني لقيت كنز، قررت احتفظ بالعملة دي ومصرفهاش” تضيف “ريم”.

حب ريم للعملات جعلها تسعى لاقتناءها: “بعد كدة بقيت أي مشوار أروحه، أو طلبات أشتريها أطلب الباقي فكة عشان يمكن أصادف عملات جديدة”.

كيف تسك العملات؟

تسك العملات المعدنية من خلال آلة محددة بتقطيع لفائف المعدن إلى قطع دائرية بحيث تتناسب مساحتها وسمكها مع القطعة النقدية المطلوبة. بعدها تتعرض للتعدين ويتم غسلها وتجفيفها لتتخلص من عوامل الأكسدة.

الشكل الخارجي للنقود يصمم على الورق، ثم باستخدام الكمبيوتر. بينما تبدأ بعدها مرحلة تصميم القوالب وتجهيزها لسكب المعدن بعد صهره فيها.

عملة بمناسبة عيد الجلاء

تاريخ العملات المعدنية

النقود في مصر عرفت منذ الفراعنة، والتي بدأت بمقايضة السلع بالمعادن بدلًا من القماش. كما تختلف قيم سلعة عن الأخرى لذلك جرى تحديد قيمة السلعة ومقاضاتها بوزن العملات المعدنية.

في عام 306 قبل الميلاد، صكت نقود مصرية بصورة الإسكندر الأكبر. واستمر الأمر في عهد الملكة كليوباترا، وفي عام 350 قبل الميلاد، صكت عملة باسم الملك “تاخوس”. بينما سميت العملة حينها “النوب نفر” والتي تعني الذهب الجيد أو الخالص.

وبمرور الوقت حتى الدولة الأيوبية، احتفظت العملات بقيمتها المعروفة مع تغيّر الشكل فقط، حتى الدولة العثمانية. إذ أصدرت حينها عملة “الزر المحبوب”.

وبعد ثورة 23 يوليو 1952، أسست دار سك العملة، وبدأت في عام 1954 إنتاج وصك العملات المختلفة.