عام مر على احتجاز الباحث والحقوقي باتريك زكي -الطالب في جامعة بولونيا الإيطالية- من قبل قوات الأمن المصري، دون محاكمة. ذلك بالتزامن مع إلقاء القبض على الباحث والطالب في جامعة أوروبا المركزية أحمد سمير. في أعقاب وصوله في إجازة دراسية قصيرة.

وجهت إلى باتريك الباحث في النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان في بالمبادرة المصرية، عدد من التهم تضمنت إشاعة أخبار وبيانات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام. وأيضًا التحريض على التظاهر، وقلب نظام الحكم، وإدارة واستخدام حساب على شبكة معلوماتية “فيسبوك”. ذلك بغرض الإخلال بالنظام العام.

ألقي القبض على باتريك من قبل قوات الأمن الوطني، فور وصوله إلى مطار القاهرة، قادمًا من إيطاليا في إجازة دراسية.

باتريك.. التهمة ثورة

حول الاتهامات الموجهة إلى باتريك زكي، قال مدير وحدة الحريات المدنية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية عمرو عبدالرحمن، لـ”مصر 360″: “كان يحدونا الأمل في الإفراج عن باتريك وإظهار الجدية اللازمة في أعقاب عرضه على غرفة مشورة جنح مستأنف، إلا أننا فوجئنا بالتجديد له 4 مرات”. وذلك دون مبررات قانونية واضحة، على حد قوله.

مع إصرار محاميي باتريك على إيجاد مبررات قانونية لاحتجازه، طبقًا للمادة 136 من قانون الإجراءات الجنائية، اكتفى وكيل النائب العام بتكرار عبارته العامة التي تقول “توافر مبررات الحبس الاحتياطي”. وهو أمر كان كفيلاً أن يوصل لباتريك شعور الإحباط، فتساءل: “هل السبب ما اطلعنى عليه القاضي في الجلسة الماضية أنه من الأوراق المنسوبة إلىّ أني شاركت في ثورة يناير، وهذه تهمتي؟”

نوه عبدالرحمن أيضًا إلى الظروف غير الإنسانية لاحتجاز باتريك، والتي لا تتوافق مع حالته الصحية السيئة، وما يعانيه من مشاكل في الظهر. في حين ظل يستلقى على الأرض لأكثر من ثمانية أشهر. في وقت لم تسمح له إدارة السجن بمرتبة إلا منذ وقت قريب. هذا إلى جانب ظروف الزيارات المتباعدة، والتي لا تسمح بالاطلاع على أحوال اعتقاله.

من أجل باتريك

من المقرر أن يقود عدد من أصدقاء باتريك في إيطاليا  تظاهرة وماراثون فني بعنوان “أصوات من أجل باتريك”. كما تتضمن الفاعليات وقفة احتجاجية بالشموع دعت إليها منظمة العدل الدولية، للمطالبة بالإفراج عنه.

كما تعقد جامعة بولونيا اليوم الإثنين ندوة عامة، تنقلها وسائل الإعلام، تستضيف فيها عمد قرى ومدن إيطالية قررت منح المواطنة الشرفية لباتريك خلال العام الماضي. ذلك في حضور أساتذته وأصدقاؤه وزملاؤه.

وبحسب الصحفي ومؤسس المبادرة الشخصية حسام بهجت فقد تم إعلان نتيجة مسابقة free Patrick Zaki contest لتلاميذ المدارس الإيطالية لتصميم بوستر للتضامن مع باتريك. كما سيتم تعليق البوسترات الفائزة في جميع المدن الإيطالية.

باتريك جديد

في السياق نفسه وبعد أسبوع من اختفائه، وجهت النيابة العامة اتهامات للباحث أحمد سمير سنطاوي. ذلك في تهم تتعلق بالانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة عبر حساب على موقع التواصل الاجتماعي.

وكان سمير قد عاد من فيينا في إجازة دراسية قصيرة، حيث يدرس في جامعة أوروبا المركزية كطالب ماجستير.

القبض على باتريك وسمير يلقي بظلاله على أوضاع الحريات ودولة القانون في مصر بعد عشر سنوات من الثورة. وهو أمر لا يزال يثير انتقاد عدد من الجهات الحقوقية والدولية، بينما تنفي السلطات المصرية وجود سجناء سياسيون. وتدافع دومًا بأن الرد على التوقيفات مرتبطة فقط بأعمال تنتهك القانون الجنائي.