ساعات قليلة وينطلق لقاء الحلم بين الأهلي المصري بطل أفريقيا وبايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا. في نصف نهائي كأس العالم للأندية بالدوحة في قطر. حيث ستنطلق المباراة مع دقات الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة. هذا اللقاء الذي ينتظره عشاق النادي الأحمر المصري في كل ربوع العالم، والذي سيحدد المتأهل لنهائي المونديال لمواجهة تيجريس المكسيكي، الذي صعد لأول مرة في تاريخ أندية الكونكاكاف بعد تخطي بالميراس البرازيلي بهدف نظيف في نصف النهائي مساء أمس الأحد.
بخلاف الصعود للنهائي أو اللعب على المركز الثالث والفوز بالبرونزية أمام بالميراس في وقت لاحق وتكرار إنجاز 2006 الأهم للأهلي بمونديال الأندية، تكمن الصعوبة والإثارة كلها في مواجهة بطل أوروبا المدجج بالنجوم بايرن ميونيخ. فهو في حد ذاته تحدٍ كبير، يفرض على الساحة الكروية حاليًا التساؤل حول فرص الأهلي للخروج بمباراة تليق باسمه.
بايرن المرعب
حقق البايرن سيطرة تهديفية رائعة في الموسم الحالي من البوندسليجا. حيث حقق الفوز في 15 مباراة من أصل 20. بينما سجل لاعبوه 58 هدفًا بمتوسط تهديفي بلغ 2.9 هدف في المباراة الواحدة. والمثير أن الفريق الذي تعادل 3 مرات وخسر مرتين لم تنته أي مباراة له هذا الموسم بالتعادل السلبي. وهي أرقام مذهلة لقوة البافاري الهجومية المرعبة.
هداف البايرن في الدوري هو البولندي روبرت ليفاندوفسكي برصيد 24 هدفًا. وهو بذلك يتقدم بفارق 8 أهداف كاملة على البرتغالي أندريه سيلفا مهاجم آينتراخت فرانكفورت. علمًا بأن هدافي الفريق الآخرين هم توماس مولر (10 أهداف) وسيرجي جنابري (5 أهداف) وليروي ساني (4 أهداف) وأخيرًا كينجسلي كومان (3 أهداف).
مثل البايرن في الموسم الحالي من الدوري 25 لاعبًا. وكانأكثرهم تصويبًا على المرمى ليفاندوفسكي بـ81 تسديدة على المرمى. ولا تكمن القوة الكبرى في الفريق الألماني فقط في غزارة أهدافه بل في مجابهة فريق يمتلك العديد من صناع الألعاب وأصحاب التمريرات الحاسمة بشكل مذهل. فهذا الموسم في الدوري أهدى جوشوا كيميتش لاعب الوسط المدافع 10 تمريرات حاسمة متساويًا مع توماس مولر صانع الألعاب. فيما جاء كومان في المركز الثاني بـ9 تمريرات. أي أن كل جبهة سيواجهها لاعبو الأهلي في أرض الملعب تمتاز بتواجد لاعب مهاري قادر على صناعة الأهداف.
وبشكل عام، فإن إدارة موسيماني للأهلي في المباراة هي التي ستحدد إلى حد كبير السيناريو الذي سيسير عليه اللقاء. وهل سيواجه لاعبو البايرن صعوبات أم أن طريقهم لمرمى محمد الشناوي سيكون سهلاً ومفروشًا بالورود.
بايرن المتذبذب
المتابع لنتائج بايرن ميونيخ عن كثب في الموسم الحالي يجد أنه وبرغم التفوق الواضح للفريق، إلا أن نتائجه شهدت تذبذبًا ملحوظًا في العديد من المباريات. فالعملاق البافاري خسر في المرحلة الثانية من الدوري الألماني هذا الموسم أمام هوفنهايم (1-4). كما أنه فاز بصعوبة في المرحلة الثالثة على هيرتا برلين (4-3). وأيضًا تعادل مع فيردر بريمن في الأسبوع الثامن (1-1). وكذلك تعادل مع أتلتيكو مدريد في الجولة الخامسة من المجموعة الأولى في دوري أبطال أوروبا (1-1). ذلك قبل أن يتعادل مع لايبزيج في الدوري (3-3).
تعادل البافاري أيضًا مع يونيون برلين (1-1). وفي أسبوع واحد خسر من بوروسيا مونشنجلادباخ بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الدوري. قبل أن يودع كأس ألمانيا من ثاني أدوارها على يد هولشتاين كيل من الدرجة الثانية بعد الخسارة أمامه بركلات الترجيح (6-5). أيضًا عقب التعادل معه في الوقتين الأصلي والإضافي (2-2).
بيد أنه أيضًا هذا الموسم أيضًا اكتسح شالكه (8-0) وأتلتيكو مدريد (4-0) وآينتراخت فرانكفورت (5-0) وريد بول سالزبورج في دوري الأبطال (6-2). ثم ثأر من هوفنهايم بالتغلب عليه في نهاية الشهر الماضي (4-1). فأي النسختين لبايرن سيواجه الأهلي في نصف نهائي مونديال الأندية؟ هذا يتوقف على طريقة وأسلوب الأهلي التي ستقرر أيهما سنرى: بايرن المرعب أم المتذبذب الذي سيمنح الأهلي حلم الصعود للنهائي.
شوط ثاني مقلق أمام الدحيل
أي نسخة للبايرن ستظهر أمام الأهلي؟ يتوقف ذلك على الطريقة التي سيتعامل بها مدرب الأهلي موسيماني.
عانى الفريق القاهري بداية مهتزة وأخطاءً في التمرير تكررت بشكل واضح في الشوط الثاني أمام الدحيل القطري بالدور الماضي للبطولة. ذلك فضلاً عن بطء الارتداد الدفاعي وسوء التغطية خاصة في الجانب الأيمن الذي يلعب فيه الظهير محمد هاني. هذه العوامل إذا اجتمعت فإن مهمة البايرن ستكون سهلة على الأقل في التسجيل المبكر وحسم اللقاء في بدايته.
أما إذا تعامل الأهلي بهدوء وتركيز تام، خاصة في التمريرات المنقولة بين اللاعبين في وسط الملعب. إضافة إلى الضغط المستمر على الخصم وعدم ترك الحرية للاعبي البايرن في الانطلاق السريع للظهير الأيمن الكندي ألفونسو ديفيس -أسرع اللاعبين في مركزه حاليًا- فإن ذلك سيصعب المهمة على بايرن ويزيد من فترة استمرار التعادل بين الفريقين. وهو أمر يعزز من ثقة لاعبي الأهلي في أنفسهم ويمنحهم دفعة معنوية هائلة تساعدهم على تقديم مباراة تاريخية.
سيناريوهان أمام موسيماني لبدء اللقاء
يبقى أما موسيماني سيناريوهين لبداية اللقاء؛ الأول دفاعي بحت إذا ما قرر موسيماني تغيير خطة اللعب في مباراة بايرن ميونيخ بالتحول إلى 5-3-2 والدفع بمدافع إضافي مثل ياسر إبراهيم أحمد أحمد بيكهام ليلعب إلى جوار بدر بانون وأيمن أشرف في خط الدفاع. مع تأمين وسط الملعب بلاعب “دفندر” ثالث ليتكون وسط الملعب من حمدي فتحي وعمرو السولية وأليو ديانج. وهنا سيمنع فريق البايرن من بناء الهجمات بشكل مبكرة ومحاولة تقليل خطورة الفريق المنافس.
تلك الطريقة الدفاعية تمنح الأطراف محمد هاني وعلي معلول حرية في الهجوم وتمديد ثنائي الهجوم والتر بواليا وطاهر محمد طاهر أو الشحات بالكرات العرضية في حالة الهجوم.
أما الخطة الثانية فمتوازنة، وفيها قد يلعب موسيماني بنفس طريقته المعتادة ضد بايرن ميونيخ، مع إجراء تعديل بسيط من أجل الحد قدر الإمكان من خطورة مهاجمي وخط وسط الفريق البافاري. حينها قد يلعب المدرب بخطة الأهلي المعتادة 4-2-3-1 بالاعتماد على الرباعي الدفاعي علي معلول وأيمن أشرف وبدر بانون ومحمد هاني أمام الحارس محمد الشناوي، ومن أمامهم الثنائي حمدي فتحي وعمرو السولية. كما قد يدفع بتعديل بسيط بالمالي أليو ديانج على حساب أحد الجناحين حسين الشحات وطاهر محمد طاهر وأمامهما يلعب محمد مجدي أفشة والمهاجم والتر بواليا.
سيعمل موسيماني خلال اللقاء على تكوين جبهات بلاعبي الدفاع والوسط من أجل صد هجمات بايرن ميونيخ من الجهتين اليمنى واليسرى. بالإضافة إلى غلق عمق الملعب قدر الإمكان والاعتماد على الهجمات المرتدة في محاولة مفاجأة بايرن ميونيخ وتسجيل هدف.
وفي النهاية سيكون لعاملي التوفيق والدعم الجماهيري دور كبير في مساندة الأهلي الذي سيرتدي قميصه الأساسي الأحمر في اللقاء المنتظر. بينما سيرتدي البايرن قميصه البديل الأبيض، في لقاء حسم المتأهل لنهائي المونديال.
في الأخير، تبقى الدروس المستفادة من تلك التجربة العالمية هي المكسب الأهم. حيث سيخوض الأهلي احتكاك قوي مع فريق هو الأفضل في العالم بالوقت الحالي، وسيجعل الإدارة الفنية وكذلك الجماهير والجميع يقف على مستوى الفريق النهائي بشكل كبير وموقعه بين الكبار وقدرته على مجابهة تلك المستويات المتقدمة للغاية في عالم كرة القدم.