استمرارًا لمسلسل الأزمات التي تضرب البيت الوفدي، عقد المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس الحزب، مؤتمرًا صحفيًا عاجلاً في حضور فؤاد بدراوي، السكرتير العام للحزب، وعدد من أعضاء الهيئة البرلمانية الوفدية في مجلسي النواب والشيوخ.
خلال المؤتمر، زعم أبو شقة كشفه مؤامرة تحاك ضد حزب الوفد في محاولة لإسقاطه بحروب الجيل الرابع. فضلاً عن ضلوع عدد ليس بالقليل من قيادات الحزب ورموزه في محاولة إفشال سياسي لإيقاف مسيرته.
ولفت رئيس حزب الوفد إلى أن المؤامرة كان مقررًا لها يوم 13 فبراير الجاري بدعوة لاجتماع الهيئة العليا واستغلالها من أجل سحب الثقة من سكرتير عام الحزب، إلى جانب إجبار رئيس الحزب على التهميش.
كيف بدأت الأزمة بالبيت الوفدي؟
أثناء استعداد حزب الوفد لخوض انتخابات مجلس النواب والشيوخ حدثت خلافات كبيرة وصلت حد الانقسام بين أعضاء الهيئة العليا للحزب ومطالبة البعض بضرورة إقصاء المستشار أبو شقة عن رئاسة الحزب.
الخلاف بدأ عندما اتهم عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب المستشار أبو شقة باتخاذه القرارات منفردًا دون الرجوع إلى الهيئة العليا للحزب. حيث عمد إلى عقد اتفاق مع حزب “مستقبل وطن” الذي يقود تكوين ائتلاف القائمة الوطنية التي ضمت نحو 12 حزبًا، وفق بعض الوفديين.
الاتهامات التي ألقت على “أبو شقة” تنوعت ما بين تفريطه في حق حزب الوفد في الحصول على نسبة أكبر في القائمة الانتخابية مقابل عقده صفقة مع مستقبل وطن بضم نجلته إلى القائمة إلى جانب تعيينه في مجلس الشيوخ. وعلى إثره تم التهاون في المفاوضات التي أجريت بين الوفد ومستقبل وطن، أو هكذا قيل.
الهيئة العليا تطالب بسحب الثقة
في أعقاب انتخابات مجلس الشيوخ وحصول حزب الوفد على صفر في المقاعد الفردية، دعت الهيئة العليا إلى عقد اجتماع لسحب الثقة من أبو شقة. وتم التصويت بموافقة غالبية أعضاء الهيئة العليا على الانسحاب من قائمة “التحالف من أجل مصر” لانتخابات مجلس النواب. فيما اعتصم العشرات من شباب الحزب داخل المقر مطالبين بضرورة انسحاب أبو شقة من تولي زمام الأمور داخل الحزب.
لم يلتفت “أبو شقة” إلى المطالبات التي تفضل سحب الثقة واتخذ قرارات أككثر صدامية. لكنه أعلن فصله عددًا من الكوادر الحزبية واستمرار الحزب داخل القائمة الوطنية لخوض الانتخابات.
قرارات فصل جديدة تهز أركان البيت الوفدي
في ضوء ما كشف عنه أبو شقة خلال المؤتمر العاجل الذي عقده اليوم الثلاثاء، قرر فصل 9 جدد من قيادات وكوادر الحزب، هم: (ياسر الهضيبي، وطارق سباق، ومحمد عبده، وحسين منصور، ومحمد عبد العليم داوود ، نبيل عبد الله، وحاتم رسلان، وحلمي سويلم، وحمدان الخليلي).
مثلت قرارات الفصل مفاجأة وصدمة مدوية للجميع. إذ تأتي القرارات في أعقاب حالة من الهدوء الحذر التي شابت حزب الوفد بعد الأزمات التي لاحقته خلال الاستعداد لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ.
تعيين سليمان وهدان
في الوقت ذاته، أعلن المستشار بهاء الدين أبو شقة إخطار مجلس النواب بتولي سليمان وهدان منصب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب في المجلس. ذلك بدلاً من محمد عبد العليم داوود الذي صدر بحقه قرار بالفصل.
كما أصدر أبوشقة قرارًا بتعيين كل من محمد مدنية وهاني أباظة وأيمن محسب نوابًا لرئيس الهيئة البرلمانية للحزب.
عبدالعليم داوود يهاجم
في الوقت ذاته، هاجم النائب محمد عبدالعليم داود، عضو مجلس النواب، المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس الحزب ووكيل مجلس الشيوخ. ذلك على خلفية القرارات الصادمة التي اتخذها الأخير.
وقال داوود، عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “تمت محاصرة حزب الوفد منذ أمس ببودي جاردات؛ لاتخاذ قرارات ضد قيادات الوفد الذين رفضوا انتهاكات الدستور ضد النائب محمد عبدالعليم داود وتمسكهم به رئيسًا للهيئة البرلمانية لحزب الوفد”، وفقًا للنائب.
وتابع القيادي الوفدي المفصول: “المؤامرة تتمثل في تفريغ الوفد من قياداته من رموز المعارضة”، لافتا إلى أن الهيئه العليا قد أصدرت قرارا باختياره بالإجماع رئيسا للهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب استجابه لجموع الوفديين”.