تسببت القائمة المطلقة في توسيع معدلات التوريث المحتملة في مجلس النواب، والتي بلغت 88 مقعدا، في حال خلوها من أعضائها الحاليين، وهو ماتم إدراجة بقوائم البيانات الرسمية لمجلس النواب، حيث شملت دوائر القاهرة وغرب وشرق الدلتا والصعيد.

أوضحت تلك البيانات وجود دوائر انتخابية بأكملها جاهزة “للتوريث” حال تعرض مقعدها للخلو، لأي سبب من الأسباب، إذ شملت قوائم الاحتياط في تلك الدوائر أقارب من الدرجة الأولى والثانية للنواب.

ويحدد قانون مجلس النواب رقم 46 لسنة 2014 قواعد إشغال الأماكن الخالية بالوفاة أو بالعجز بموجب المادة 25 من القانون والتي تنص على أنه “إذا خلا مكان أحد الأعضاء المنتخبين بالنظام الفردي قبل انتهاء مدة عضويته بستة أشهر على الأقل أجري انتخاب تكميلي، فإن كان الخلو لمكان أحد الأعضاء المنتخبين بنظام القوائم حل محله أحد المترشحين الاحتياطيين وفق ترتيب الأسماء الاحتياطية من ذات صفة من خلا مكانه ليكمل العدد المقرر، فإن كان مكان الاحتياطي من ذات الصفة خاليا يصعد أي من الاحتياطيين وفق أسبقية الترتيب أيا كانت صفته”.

الحريري: نظام القوائم المطلقة أسوأ الأنظمة الانتخابية

ومن جانبه، انتقد النائب السابق نموذج التوريث للمقاعد في مجلس النواب، والتي وصفها بالمؤسفة، حيث تم استخدام نظام القوائم المطلقه السيئ لتوريث المقاعد للأشقاء والأبناء والأقارب.

وأضاف الحريري، في تدوينه على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي: “المؤسف إنه يتم التصويت على اسم القائمة بدون معرفة أعضاءها”.

وأشار الحريري إلى أن نظام القوائم المطلقة هو أسوأ الأنظمة الانتخابية وعندما يضاف له توريث المقاعد البرلمانية يصبح الأمر أكثر سوءًا ،هذا الأمر لا يمكن أن يحدث في الدولة المدنية الحديثة، لافتا إلى أن هذا لا يساعد على إقامة حياة سياسية ولكنه يحصر عضوية مجلس النواب على عائلات بعينها في حزب الأغلبية وأحزاب الموالاة.

وشهد البرلمان حالات وفاة لأعضائه، آخرها وفاة النائب سعد الجمال، عضو مجلس النواب المصري بقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، التي تعد شاهدا للتورث حيث تم تعين ابنته أسماء الجمال محله في المجلس باعتبارها التالية له في قائمة الاحتياط.

كما حدث في واقعة وفاة النائب فوزي فتى عن دائرة أجا بمحافظة الدقهلية، في ديسمبرالماضي، إذ حلت محله ابنته آية فوزى فتى.

اتضح خلال تلك البيانات، وجود وريث لكل نائب، تم اختيارهم من بين الأشقاء والأبناء للنواب وكذلك أبناء العمومة، ولكن أحتل رابط الأخوة النصيب الأكبر، حيث بلغ عدد مقاعد الاحتياط لنواب الأساسين من الأخوة 47 نائبا. 

ومن أبرز تلك الأسماء المحامي إيهاب عادل رمزي حنا الذي فاز عن دائرة مغاغة محافظة المنيا، جنوب مصر، بينما سجل أخيه الفنان الكوميدي الشهير هاني رمزي على مقعد الاحتياط عن الدائرة ذاتها.

انتقادات القائمة المطلقة والتوريث 

ومن أبرز الانتقادات التي لاحقت القائمة المطلقة، والتي وصفها الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، في أحد مقالاته بجريدة الشروق، بالمعيب بقرار المحكمة الدستورية بشأن انتخابات الشورى والمحليات إبان حكم الرئيس الأسبق مبارك هو أحد أسباب استشراء ظاهرة توريث عضوية البرلمان. فمن خلال قادة الأحزاب المشاركة فى القائمة تمت المجاملات بترشيح الابن والابنة والشقيق وخلافه.

وأوضح ربيع أنه تبين من خلال البحث أن مسألة توريث العضوية لا زالت مهمة فى النظام المصرى، فقد ارتبطت العلاقات  بوجود صلة دم ومصاهرة بين أعضاء مجلس النواب من القائمة والفردى، وبين مرشحى القائمة الواحدة، وبين مرشحى الفردى والفردى، وبين نواب 2015 وغيرهم من البرلمانات السابقة وقوائم نواب اليوم.

ولفت ربيع إلى حالة واحدة فقط لم يلحظ أن هناك قرابة فيها، وهى بين معينى مجلس النواب 2020 من ناحية، وجميع أعضاء الشيوخ وجميع منتخبى النواب 2020 من ناحية أخرى. وحالة واحدة استفادت من علاقات القرابة استفادة مباشرة، حيث كان هناك عضو فى القوائم المطلقة الأساسية بنواب 2020، وكان هو نفسه عضو ببرلمان 2015، توفى قبل حلف اليمين، فحلت محله ابنته عضو ذات القائمة المطلقة فى الاحتياط. ورصد كذلك حالة أخرى مميزة هى وجود 6 من عائلة واحدة، حيث تبين أن برلمانيا بمجلس 2015 اُسقطت عنه العضوية، له ابن بمجلس الشيوخ قوائم، واثنان من أبناء إخوته، إحداهما بمجلس النواب فردى، والآخر بمجلس النواب قوائم احتياطى، وأخ معين بالشيوخ.

وللحد من توريث عضوية البرلمان، أشار ربيع إلى إنه لابد من إجراء تعديل التشريع بمنع القوى السياسية التى تعد قوائم من وجود علاقات قرابة داخل القوائم حتى الدرجة الرابعة، وذلك حتى لا تحمل الترشيحات شبهة مجاملات أو فساد أو إسناد مهمة التمثيل لمن هو غير جدير بها، وحتى تكون هناك دماء جديدة ومفيدة بالبرلمان.