كثيرات تصرن أجمل حين تنفصل عن رجل، وبعضهن عقب الطلاق، تكرار حالات التألق والتحول لشكل أفضل يدفع الأسئلة عن سبب التغير الواضح، فهل العلاقة مع رجل تطفئ المرأة وتنزع عنها بريقها؟ أم تُزيدها بهاء؟

 تلمع عيون المرأة حين تُحب، بل إن بريقها يبدو واضحًا، يتساءل المحيطون بها عن الشريك، والمرأة التي تصير عيونها شباك الروح، كاشف لما يدور حولها، فإن شعرت بالرضا والاشباع بدت متألقة، لكن هذه الجزوة سرعان ما تنطفئ وتصير المرأة باهتة، ينزوي الاهتمام الذي يُحيها، وتذهب إلى ركن الوحدة والإهمال.

كانت أمي أطال الله بقاءها حين تمرض لا تذهب إلي الطبيب، تسعى للتداوي حسب الوصفات الشعبية، وحين تطهو طعامًا تأخذ أقله، وحين تضع الخطط لملابس الصيف والشتاء تستبعد نفسها، أمي التي تتشابه مع غالبية الأمهات تتراجع دومًا احتياجاتها أمام احتياجات الأسرة، تستند في حياتها إلى بهجة أسرتها، والرضا الذي ينبت من عائلة مستقرة وأبناء موفروا الصحة والحظ.

كثرت التحديات، وتعددت المصادر المعرفية، لكن المرأة تنحاز إلى أسرتها متناسية نفسها واحتياجاتها كإنسان وكامرأة، وكأنه لكي تكون أم عليها التخلي عن أنوثتها، وفي المقابل تنطفأ المرأة وتتراجع عن مظاهر جمالها، وحين تتفاقم المشاكل وتخرج من علاقتها سواء الزواج أو الارتباط فإنها تعود مرة أخرى للتألق.

بعد الطلاق أو الانفصال تنتبه المرأة أنها أهملت في حق نفسها، تنطلق للعناية بجسدها وملبسها وصورتها، وسواء كانت مدفوعة في العناية بنفسها لأسباب تخص الآخر بأن يندم مثلا شريكها السابق لفقدها، أو لجذب آخرين، أو أنها تعتني بنفسها محبة خالصة لذاتها.

في عيد الحب تكون الدعوة للحب واسعة الانتشار، قد يأخذ البعض هذه الدعوة نحو العلاقات، تتأجج المشاعر وتتنوع الهدايا، وتظهر كل وعود الحب والتأكيد على الإخلاص، والتفاني، لكن هل تُفكر المرأة أن تُحب نفسها أولًا؟

حين تُحب المرأة نفسها تجعل من احتياجاتها أولوية، صحته وأنوثتها جمالها وعلاقاتها، عملها ومستقبلها، حين تشعر المرأة أنها مكتملة بنفسها ستبدأ رحلتها إلى الجمال.

كل النساء جميلات لكن الأمر يتوقف على اكتشاف مواطن الجمال الحقيقة، ربما تكون الروح أو الشخصية، أو العقل أو حتى انوثتها، تأتي الملامح في مكانة لاحقة وإن كانت هي الظاهرة.

ربما حان الوقت للتخلي عن ميراث إهمال الذات الذي نتوارثه أجيال متعاقبة، التفاني الغير مبرر او مفهوم، الميراث الذي يخلق علاقات غير صحية، ويكّون شركاء وأبناء غير مسئولين، متواكلين دومًا على الأم أو الزوجة.

تتألق المرأة عقب الطلاق لأنها فجأة تصحو من نومها وتلتفت لما أهملته في نفسها لفترة ليست قصيرة، تجعل نفسها أولوية، فتعتني ببشرتها وملبسها، وشعرها.

هذا الاهتمام الذي تُطالب به المرأة في كل علاقة لها هي أول ما يتخلى عنه تجاه نفسها، وليس صحيحًا أنها حين تنفصل أو تتطلق تتخلص من الهم والنكد، فكل علاقة طرفيها مسئولان عما يحدث فيها.

إنها فقط تجرب الاهتمام الذي تطلبه من الآخرين، تهتم بنفسها.

في بداية العلاقة تتألق المرأة وتزداد جمالًا لأن هناك من يهتم بها  ويرعاها، ومع استمرار العلاقة يخفت الاهتمام فتذبل، وتستكمل هي أيضًا الإهمال، فتتجاهل نفسها تدفع بمحبتها في كل الاتجاهات إلا نحو نفسها، وفي حال الانفصال ونهاية العلاقة تكتشف نفسه، تُصبح نهاية العلاقات كصفعة على وجهه وتنبيه قاس لتراجع ذاتها كأولوية، فتُسارع إلى الاعتناء بنفسها فتزداد جمالًا، وتتألق، لكن من حولها ينسون جمالها في بداية علاقتها يتذكرون فقط ما آلت إليها وكيف انها صارت أجمل، المرأة أجمل فقط حين تجعل نفسها أولوية، حين تبدأ بالاهتمام بنفسها قبل أن تأخذ في تسول الاهتمام من الشريك أو الآخرين، تكون المرأة جميلة حين تُحب نفسها.