رغم إعلان الفصائل الفلسطينية استعدادها للمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي والرئاسة لأول مرة منذ 15 عامًا، إلا أن الأسرى في سجون الاحتلال كان لهم مبررات لرفض الخطوة.

أسباب الأسرى تنوعت بين عدم درايتهم بما جرى في اجتماع الفصائل في القاهرة، بالإضافة إلى تفاصيل وكواليس النتائج التي لم يعرفوها إلا من خلال الإعلام.

عدد من المواقع الإخبارية الفلسطينية كشفت أن هناك خلافًا داخل “حماس”، كما أكدت أن عددًا من أبناء الحركة رفضوا الانتخابات لعدم مشاركتهم في المناقشات التي جرت.

يذكر أن آخر انتخابات شهدتها الأراضي الفلسطينية كانت عام 2006، باستثناء عدد من الاقتراعات التي تمت بشكل محدود على مستوى المحليات.

اقرأ أيضًا.. “صفقة القرن”.. مصالحة فلسطينية والتأكيد على إقامة دولة فلسطين على كامل الأرض المحتلة

اقرأ أيضًا.. صفقة “تبادل الأسرى” بين حماس وإسرائيل.. إلى أين؟

ملاحظات أسرى حماس على الانتخابات الفلسطينية

“حماس” تحكمها آلية ديمقراطية في اتخاذ القرار. إذ يتم اتخاذ القرارات من خلال المكتب السياسي الذي يعتمد بدوره على 4 أشكال من الأصوات: (الفلسطينيون في الخارج، والقيادات في سجون الاحتلال، والضفة، وغزة).

موقع “عربي 21″، زعم حصوله على رسالة مسربة من القيادي في حماس الأسير إبراهيم حامد، تتضمنت عددًا من الملاحظات على قرار المشاركة في الانتخابات.

أهم هذه لمحلاظات أن قرار الانتخابات لم يحظ بالنقاش ولا الحوار الداخلي المفصل، فضلًا عن عدم حصوله على موافقة مؤسسات وكوادر الحركة الأسرى في السجون.

الأسير إبراهيم حامد

أسرى حماس: هذه أسبابنا لرفض الانتخابات

لم تكن ملاحظات حامد فقط على قرار المشاركة إنما على نتائج المشاركة في ظل الوضع الراهن: “الانتخابات ليست الطريق إلى إنهاء الانقسام أو إصلاح الوضع الداخلي”.

حامد قال: “حماس ستخرج من الانتخابات المقبلة خاسرة في كل الأحوال. إذ أنها إما أن تفوز أو تخسر أو تتعامل مع فتح، وفي السيناريوهات الثلاثة لن تستفيد من الانتخابات”.

حالة الانقسام التي ضربت الداخل الفلسطيني أجلّت الانتخابات ليبقى الحال على كما هو عليه في ظل حالة ترقب من كافة الأطراف، إلا أن حجرًا ألقي في الماء الراكد دفع الفصائل إلى محاولة البحث عن حلول.

ولعل إجراء الانتخابات أحد هذه الحلول التي قد تسرّع توحيد الجهود الفلسطينية والعربية للبحث عن أدوات وآليات للعمل السياسي في الداخل الفلسطيني.

اقرأ أيضًا.. أسرار صفقة “تبادل الأسرى” بين إسرائيل وحركة حماس

اقرأ أيضًا.. التطبيع العربي الإسرائيلي.. طوق النجاة لـ”نتنياهو” قبل الانتخابات

القاهرة تلعب دورًا محوريًا

من ناحية أخرى، لعبت القاهرة دورًا حاسمًا في الاتجاه نحو الانتخابات بعد أن استضافت الحوار الوطني بمشاركة 14 فصيلًا فلسطينيًا على رأسهم “فتح” و”حماس”، لتذليل العقبات أمام كافة أطراف العمل السياسي الفلسطيني.

كما أن حوار القاهرة ساهم بشكل كبير في النقاش حول ترتيبات تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسة الفلسطينية. وفور انتهاء المحادثات التي استمرت على مدار يومي “8 و9 فبراير”، أعلنت “فتح وحماس“، التوصل مع باقي الفصائل إلى اتفاق على آليات إجراء الانتخابات.

الفصائل والقوى الفلسطينية اتفقت على آليات إجراء انتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة، بما في ذلك تشكيل محكمة الانتخابات بالتوافق. كما أسفرت المناقشات عن وضع جدول زمني محدد لإجراء الانتخابات.

الفصائل قالت في بيانها الختامي: “الشراكة الوطنية مسار كامل يبدأ بانتخابات المجلس التشريعي، ثم الوطني، وأخيرًا الرئاسة. كما أنها ضرورة لاستكمال تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب. بما يضمن مشاركة الكل في منظمة التحرير بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.

اقرأ أيضًا.. تركيا وحماس.. احتضان لبسط النفوذ بالشرق الأوسط

اقرأ أيضًا.. صفقة القرن.. ضم الضفة الغربية ينذر بموجة عنف جديدة

“تتويج لمسار فاعل طال انتظاره”

من ناحيته قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن حوار القاهرة بمثابة الهدف الذي طال انتظاره، إذ يعد الوصول إلى اتفاق هو تتويج لمسار فاعل بدأ منذ أشهر.

ولفت “هنية” في بيان له، إلى أن ما تم الاتفاق عليه في الحوار الفلسطيني هو هدف سعى الجميع لتحقيقه، وعقدت اجتماعات مسبقة لسهولة الوصول إلى حل يساعد القضية ويدفعها للأمام.

هنية أكد انفتاح الحركات الفلسطينية على حوار شامل يفضي إلى إنهاء الانقسام، ويؤسس لنظام سياسي على مبدأ الشراكة والتعددية ويعيد الاعتبار للمشروع الوطني.

إسماعيل هنية

بنود الاتفاق

الفصائل أعلنت بنود الاتفاق الذي فتح الباب أمام الانتخابات. وعلى رأس تلك البنود أن يكون للشرطة الفلسطينية فقط في الضفة وغزة الدور الكامل في تأمين الانتخابات.

كما نصت البنود على الالتزام بالجدول الزمني الذي حدد مرسوم الانتخابات، مع تأكيد إجرائها في القدس والضفة وغزة دون استثناء، بالإضافة إلى محكمة لقضايا الانتخابات من قضاة من القدس والضفة وغزة، بعد إصدار مرسوم رئاسي بتشكيلها وتوضيح مهامها.

اجتماع الفصائل

وضمت البنود تأكيد دعم لجنة الانتخابات المركزية والعمل على تذليل أية معوقات تواجهها، لتتمكن من القيام بمهامها على أكمل وجه في النهاية.

بالإضافة إلى العمل على ضمان حيادية الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة وعدم تدخلها في الانتخابات أو الدعاية الانتخابية لأي طرف، والتعهد بتوفير فرص متكافئة في الإعلام الرسمي دون تمييز.