تسببت الحالة الفنية السيئة التي يعيشها نادي برشلونة منذ انطلاق هذا الموسم، تحت قيادة مديره الفني الهولندي رونالد كومان، في حالة من اليأس والتشكيك من قبل الأغلبية من الجماهير العاشقة للبلوجرانا حول قدرة الفريق على العودة من جديد لمستواه والذهاب بعيدًا في منافسات دوري أبطال أوروبا، خاصة بعد ابتعاد لقب الدوري الإسباني كثيرًا واقترابه أكثر من أتلتيكو مدريد، بالإضافة للخروج من كأس إسبانيا على يد إشبيلية.

وزاد من تلك الشكوك الصدام القوي الذي أسفرت عنه قرعة دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، حيث يواجه برشلونة نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي، الليلة بملعب الكامب نو، وصيف النسخة السابقة للبطولة القارية الأشهر على صعيد الأندية، فهل يسترجع البارسا عطره المفقود ويقدم مباراة كبيرة ويضع قمًا في ربع نهائي المسابقة ويعزز من حظوظه لإنقاذ الموسم والخروج منه فائزًا ببطولة كبيرة؟ أم سيكون لسان جيرمان الطامح في الثأر من الفريق الكتالوني الذي عذبه كثيرًا من قبل لاسيما مباراة الريمونتادا الملحمية التي لن تنساها أبدًا جماهير باريس، كلمة أخرى ويطيح بالبارسا في طريقه لتحقيق أولى ألقابه بالكأس ذات الأذنين؟

الأرقام تدعم تفوق برشلونة

جمع برشلونة 15 نقطة في مجموعته التي ضمت دينامو كييف الأوكراني وفرينشفاروسي المجري إلى جانب يوفنتوس، بفضل خمسة انتصارات متتالية، قبل هزيمة كانت قاسية بثلاثية نظيفة على يد يوفنتوس، أفقدته الصدارة بحسابات المواجهات المباشرة.

على الجانب الآخر جمع باريس سان جيرمان 12 نقطة رغم تصدر مجموعته، حيث تلقى هزيمتين، إحداهما على ملعبه أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، والأخرى أمام لايبزج، في المجموعة التي ضمت أيضًا فريق اسطنبول باشاكشهير التركي.

وعلى الصعيد الفني تمتع برشلونة بالعديد من الأرقام المميزة، أبرزها أنه كان الفريق الأكثر استحواذًا على الكرة في مرحلة المجموعات، بمتوسط بلغ 62.3 % كما كان لاعبوه الأكثر تسديدًا خلال المباريات بمتوسط 17.7/ مباراة، أما باريس سان جيرمان جاء في المركز التاسع بين أكثر الفرق تسديدًا على المرمى، بمتوسط 13/ مباراة، بينما جاء في المركز الثامن على صعيد الاستحواذ على الكرة، بمتوسط بلغ 54.4%.

برشلونة تفوق أيضًا على باريس سان جيرمان على الصعيد الدفاعي، حيث استقبل تسديدات بمتوسط 8.2/ مباراة، كأحد أفضل فرق الدور الأول للبطولة، بينما استقبل باريس سان جيرمان تسديدات بمتوسط بلغ 12.8/ مباراة.

باريس وكسرعقدة كامب نو

يفتقد باريس في رحلته الإسبانية خدمات لاعبه البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي تعرض للإصابة مؤخرًا خلال مشاركته في لقاء فريقه أمام كاين ضمن منافسات كأس فرنسا، وتبين من الفحوصات حاجته للغياب مدة قد تصل إلى 4 أسابيع للتعافي.

المواجهة التي ستقام بين الفريقين مساء اليوم سيستضيفها ملعب كامب نو الذي يعد بمثابة عقدة لباريس سان جيرمان، فالفريق الفرنسي لم يفز على هذا الملعب منذ عام 1995، وشهدت آخر زيارة له الخسارة بنتيجة 6-1 عام 2017، حيث التقى الفريقان في 11 مواجهة سابقة جاءت 10 منها في دوري أبطال أوروبا، ولقاء وحيد في نهائي كأس الكؤوس 96/97 فاز به برشلونة بنتيجة بهدف دون رد.

وبشكل عام، حقق باريس الفوز في 3 مباريات فقط مقابل 5 لبرشلونة، بينما حسم التعادل 3 مباريات بينهما، وسجل لاعبو الفريق الكتالوني 22 هدفا مقابل 16 للاعبي الفريق الفرنسي.

ولعب باريس على كامب نو في عدة مناسبات أهمها، موسم 94/95 انتهى اللقاء 1-1 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وكذلك موسم 2012/2013 انتهى اللقاء 1-1 في ربع النهائي، وموسم 2014/2015 انتهى اللقاء 3-1 لصالح برشلونة في دور المجموعات، وأخيرًا موسم 2014/2015 انتهى اللقاء 2-0 لصالح برشلونة في ربع نهائي أيضًا، كلها كرست عقدة لسان جيرمان من ملعب كامب نو، فهو يستطيع اليوم من فك هذه العقدة وتحقيق الفوز المنتظر والغائب في قلب معقل برشلونة؟.

مواجهات ملحمية سابقة

البارسا يحمل التفوق في آخر 3 مواجهات أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، حيث حقق التأهل أمام النادي الفرنسي في عام 2012-2013، وذهب برشلونة إلى حديقة الأمراء معقل سان جيرمان وحقق التعادل الإيجابي بنتيجة (2-2) في ذهاب مواجهات دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا.

وشهدت مباراة العودة في الكامب نو أيضا التعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، ليتأهل البارسا إلى نصف نهائي البطولة، وتكررت المواجهة في موسم 2014-2015 بين الفريقين، وبنفس السيناريو ذهب برشلونة لملعب باريس سان جيرمان ولكن حقق الانتصار بثلاثة أهداف لهدف.

كما زاد البارسا الغلة في مواجهة الإياب لينتصر بثنائية نظيفة ويحمل بطاقة التأهل إلى دور نصف النهائي، وفي آخر مواجهة جمعت بين برشلونة وسان جيرمان كانت خلال موسم 2016-2017، وحقق النادي الفرنسي انتصارًا عريضًا برباعية نظيفة في ملعب الأمراء.

الأمر الذي لم يتخيله الكثير من عشاق الكرة المستديرة أن إياب مواجهات دور الـ16 من البطولة شهدت ريمونتادا تاريخية لم تحدث من قبل، حيث حقق برشلونة نتيجة تاريخية بالفوز بسداسية لن ينساها النادي الفرنسي.

باريس الذي وصل إلى نهائي البطولة في النسخة الأخيرة يبحث عن رد الدين أمام النادي الكتالوني، ويبدو أن الفرصة متاحة لاسيما وأن برشلونة لا يعيش في أفضل مواسمه، فهل ستكون مباراة تأكيد زعامة برشلونة أم لقاء للثأر وفك العقدة لسان جيرمان؟