تعرض الفنان محمد منير إلى هجوم كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إعلانه عزمه تنظيم جولة غنائية في الأراضي المحتلة، ضمن جولة غنائية مع نجوم عالميين على حد قوله، ما جعله يتراجع عن تنظيم الجولة في الوقت الحالي.

وكان منير أعرب عن سعادته زيارة فلسطين عبر الأراضي المحتلة، وتمثيله لمصر، لإحياء 4 حفلات غنائية، واصفا نفسه ب”مندوب السلام” على غرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأضاف منير أن “الاستعدادات ستجري تحت قيادة أمنية، لإحياء حفلة في فلسطين”، مشيرًا إلى أنها “تتضمن جولات غنائية في القدس، حيفا، رام الله ويتم إنهاء الجولة في غزة”.

كما أعلن منير بأنه سيكون المغني العربي المصري والعالمي الأول الذي سيحيي مثل هذا الحفل هناك، مؤكدًا أنه “يشارك مع عدد من النجوم العالميين في هذه الجولة الغنائية منهم المطرب المصري الأصل الألماني الجنسية، عادل الطويل، وهوبر فونجويزر من النمسا، وتويزلر من فرقة البوب مارلي، وفرقة محمد منير بقيادة شريف نور”، لافتًا إلى أنهم “حاليًا في مرحلة الإعداد للجولة الغنائية”، قبل أن يتم الغائها بشكل مفاجئ.

وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج تلفزيوني قال منير “أتعرض عليا حفلة في فلسطين، والموضوع تحت الدراسة لأني لو فكرت أروح إسرائيل يبقي لازم أروح غزة وأروح المناطق الفلسطينية.. وأنا فنان والفن ليس له وطن”.

ولم تتضح بعد جهة التنظيم، أو أسباب إلغاء الحفلة، التي تحفظ مدير أعماله على ذكرها.

وأثار اعلان منير الملقب “بالكينج” إاقامة هذه الحفلات سؤال حول كيفية العبور إلى الأراضي المحتلة، وضرورة الحصول على الختم الاسرائيلي، وعدم ممانعته ذلك، ما اعتبره البعض لحاقا بقافلة المطبعين مع الكيان الصهيوني.

من جهته، قال أمين صندوق نقابة المهن الموسيقية خالد بيومي، في وقت سابق: “محمد منير تاريخ كبير، وأعتقد أنه لن يخالف قيمة تاريخه أو يجازف بجمهوره بدخول فلسطين بختم إسرائيل، هذا الخطأ من الممكن أن يضعه في إحراج، فهو وحده يعلم العقود التي وقع عليها حتى الآن والنقابة لن يصل إليها أي شىء حتى الآن”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ثار جدل كبير حول الزيارة الملغية، إذ استنكر الجمهور استعداد منير للتطبيع مع “اسرائيل”، وعدم ممانعته الأمر.

ونشر الحقوقي جمال عيد تغريد يؤكد فيها إلغاء الحفل، وتناول الموضوع بسخرية، كما استنكر الأمر عدد من النشطاء والصحفيين.

وسارع عدد من الجمهور الفلسطيني برفض الحفل وقال أحد المغردين: “لا أهلا ولاسهلا نحن الفلسطينيين لانرحب بك، أو بكل مطبع”.

ماذا تغير يا منير؟

وسبق وأن أعلن منير منذ سنوات رفضه التام للغناء في الأراضي المحتلة معتبرا الأمر محسوما، ذاكرا أن شركة سوني العالمية عرضت عليه عرضا ماليا كبير في مقابل الغناء هناك، إلا أنه أعلن رفضها الغناء هناك من دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه، فماذا تغير؟

وكان منير اختار 25 يناير الماضي الموافق ذكرى ثورة يناير، ليصدر أغنيته “أبطالنا رجالة” والموجهة لرجال الشرطة.

وطالما صدر منير نفسه في مرحلة المخلوع مبارك، كفنان ثوري معارض، عبر مختلف كلمات أغنياته، ومع ذلك تأخر في تأييد ثورة يناير عام 2011، في أيامها الأولى، وعوض عن ذلك بإصدار أغنية”ازاي”، والتي رغم حماس الجمهور لها، إلا أنها لم تكن بالثورية المطلوبة وقتها.

ومنير ليس الفنان الأول الذي يعلن عن استعداده للتطبيع مع “اسرائيل” فقد سبقه زميله محمد رمضان، الذي أحيى بالفعل حفلا غنائيا للجالية الإسرائيلية في الإمارات، أثارت استهجان الجمهور العربي والمصري بشكل خاص، وتم إيقافه عن العمل من قبل النقابة لوقت قصير.

ظهرت بوادر التطبيع خلال الفترة الماضية في أعقاب توقيع عدد من الدول العربية، معاهدات للسلام، دشنتها دولة الإمارات العربية، في ظل استمرار انتهاكات الكيان الصهيوني للشعب الفلسطيني، والتعدي على كامل الأراضي.

ومن قبل كان الفنان الأردني، عزيز مرقة، زار مدينة كفرياسيف، التابعة للاحتلال، وأحيى حفلة ضمن برنامج “كريسماس ماركت” في ليالي عيد الميلاد ديسمبر عام 2019. وأثارت أيضا تلك الزيارة موجة غضب بين الناشطين السياسيين والاجتماعيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفوا مرقة بـ”المطبع”.

ويعتبر ملف التطبيع الثقافي والفني من الملفات التي تحاول إسرائيل منذ وقت طويل، اختراقه، والالتفاف على الإجماع الشعبي بمقاطعة الاحتلال، وإن كان الأمر لايخلو من الحالات الفردية، التي تحاول تمرير الموضوع.

وفي كل مرة يحاول فيها فنان أو مثقف القيام بتلك الخطوة يقابل بهجوم كبير، يفقد معه شعبيته وجمهوره، وإن كانت المحاولات لاتنتهي، خاصة في ظل تشجيع بعض الأنظمة العربية على التطبيع.