طلب مجلس الشيوخ في نيجيريا من الرئيس اللواء محمد بخاري إعلان حالة الطوارئ لدواعي أمنية دون تأخير. حيث أجرت الغرفة الحمراء (قاعة المجلس) مكالمة مع الرئيس وطالب مجلس الشيوخ بتوفير الأمن وحث الفريق المشترك من الجيش والشرطة على تدمير معسكرات بوكو حرام في جميع أنحاء نيجيريا.
كانت هذه أبرز العناوين التي تصدرت ليس فقط الصحف النيجيرية بل والمواقع الإخبارية الأفريقية وتحديدًا دول حوض نهر الكاميرون، نظرًا لكون بوكو حرام تعد التهديد الأول في البلاد منذ سنوات.
اقرأ أيضًا.. معسكرات “بوكو حرام” وشباب المجاهدين”.. أحراش القارة السمراء في خطر
بوكو حرام نيجيريا تختطف طلاب المدارس وتقتلهم
ويأتي هذا عقب تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية التي انتهت باختطاف مجموعة من الطلاب مع معلميهم ومقتل أحد الطلاب في محاولته للهرب.
رد فعل الجماعة المتطرفة بعد القبض على عدد من أعضائها؛ أدى إلى إصدار “بخاري” أمرًا للقوات المسلحة والشرطة بضمان العودة الفورية والآمنة لجميع المختطفين.
كما أسفر عن تحرك البرلمان في نفس الاتجاه ليضع السناتور ساني موسى من ولاية شرق دلتا النيجر نقطة نظام بشأن اختطاف طلاب وموظفي المدرسة الثانوية الحكومية للعلوم في كاجارا. كما طالب بفرض حالة الطوارئ.
اقرأ أيضًا.. النيجر.. مجاعات و”بوكو حرام” وكورونا 3 أزمات تواجّه البلد المنهك
ليست الحادثة الأولى
الجدير بالذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى في نفس الولاية حيث وصل عدد المختطفين من قبل بوكو حرام إلى أكثر من 100 شخص، في ظل بيئة الغابات والأحراش التي يستخدمها الإرهابيون.
وبينما ثمّن العديد من أعضاء البرلمان النيجري جهود الرئيس بخاري في محاربة الإرهاب؛ كان لبعض النواب رأي آخر.
وأعلن السناتور بيما إناجي من ولاية دلتا النيجر، أن نظام بخاري غير كفء للتعامل مع التحديات الأمنية في البلاد. كما طالب بتعديل الدستور بحيث يكون المحافظون من كبار ضباط الأمن في ولاياتهم لأن الحكومة المركزية فشلت في حماية الأرواح والممتلكات.
وجاء ذلك في تصريحه “الحكومة الفيدرالية منشغلة بتقديم المسكنات بدلاً من خلق فرص عمل، وبالتالي تفاقم حالة انعدام الأمن”.
اقرأ أيضًا.. اختطاف عشرات الأطفال في نيجيريا بعد تحذيرات إرهابية
نيجيريا على وشك التفكك
كما حذر رئيس العسكري السابق الجنرال عبدالسلام أبو بكر، من أن نيجيريا على وشك أن تتفكك إذا لم يلتزم المواطنون بالهدوء والوحدة في مواجهة التحديات الأخيرة.
وفي الوقت الذي أعرب فيه عبدالسلام عن استيائه من الهجمات الأخيرة دعا المحافظين إلى تحمل المسؤولية الكاملة لإدارة الأصوات المعارضة والمستاءة والإحباط الذي قد يغذي الانقسام والفوضى والتفكك.
شعار “بوكو حرام” هو التدمير العشوائي للأرواح والممتلكات من خلال التفجيرات والاختطاف وذبح الرهائن، خاصة في شمال نيجيريا. وخلق هذا خوفًا ملموسًا وشعورًا بعدم الأمان في النظام السياسي.
وما زاد الطين بلة أن أفراد الجماعة أصبحوا يرتدون الزي العسكري عند القيام بعملياتهم، ما يزيد من زعزة الاستقرار.
اقرأ أيضًا.. اضطهاد المسيحيين.. التهجير والسبي في نيجيريا و”التجديف” في باكستان
اقرأ أيضًا.. إرهاب النساء.. من اليساريات إلى «الجهاديات»
اقرأ أيضًا.. مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي.. المهمة المستحيلة (2- 2)
اقرأ أيضًا.. الملء الثاني لسد النهضة: كيف ستواجه القاهرة والخرطوم القرار الإثيوبي؟
خسائر نيحيريا
بلغ عدد القتلى نتيجة نشاط بوكو حرام عام 2020 وفقًا لمؤشر الإرهاب حوالي 8310؛ بخلاف المفقودين والخسائر المادية. ما يؤثر على التنمية المستدامة لنيجريا ويعطل نموها الاقتصادي.
كما أن المستثمرين الذين يتعين عليهم تسهيل النمو الصناعي وخلق فرص العمل، يحاولون قدر الإمكان تجنب مثل هذه البيئة التجارية غير المواتية. كذلك فإن مكافحة بوكو حرام تنطوي بالضرورة على استنزاف كبير للموارد المادية والبشرية.
عدم الاستقرار هذا أدى إلى تفاقم معدلات البطالة لتتراوح ما بين 7-9% من إجمالي السكان. إذ تزداد بين الشباب لتصل إلى 35% ما يزيد من حنق الشباب وغضبهم.
وبالتبعية تزداد معدلات الفقر فمن يرزحون تحت خط الفقر يزيدون عن 40% من إجمالي السكان، وبالطبع أغلبهم من الشباب وخاصة الريف والأقاليم. ما يخلق فرصًا كبيرة لانضمام هؤلاء الشباب لصفوف الجريمة المنظمة أو الإرهاب.