“فتاوى إسلامية عصرية وأحاديث وأدعية، تربوية، أخلاقية وكل ما يخص المسلم.. اشتركوا في الصفحة وتابعونا وشاركوها مع أصدقائكم”. هكذا تروج الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، عن نفسها، من أجل تكريس صورة جديدة عن ارتباطها باحتياجات العصر، وتصنيف فتواها بالعصرية.
صفحة الإفتاء عبر “فيسبوك” شاركت العديد من الفتاوى مؤخرًا، في أمور تتعلق بالحياة اليومية والمواقف التي يتعرض لها المواطن. كذلك الفتاوى التي يثار حولها الجدل، ما دفع القائمين على الصفحة لحذف عدة منشورات بفتاوى بعد نشرها.
اقرأ أيضًا.. الإمام ينتصر مجددًا.. مشروع قانون تنظيم “دار الإفتاء” يدخل ثلاجة البرلمان
فتاوى تتسق مع أهداف الدولة
“الإفتاء” ظهرت في القضايا الاجتماعية بوضوح. كذلك في الفتاوى التي تتسق مع أهداف الدولة وفقًا لخطاب المسئوليين. وبدأ الأمر من محاربة الإرهاب إلى “جواز تنظيم النسل” وتحريم الإجهاض بشروط.
الفتاوى الخاصة بتنظيم النسل والإنجاب جاءت عقب تصريحات عدد من المسئولين في الحكومة المصرية حول مشكلة الزيادة السكانية. كذلك تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول التهام الزيادة السكانية لعوائد التنمية.
صفحة الإفتاء قالت إن الحث على الزواج أمر فطري. كذلك الحث على التناسل حتى لا ينقطع النوع. بينما أشارت إلى أن مباهاة الرسول بالأمة، لا يكون بالعدد بل بما قدموه من علم وحضارة.
اقرأ أيضًا.. دار الإفتاء وردع المدعين.. من الهجوم على المتحرشين إلى دعم المنتحرين
فتاوى المحلل والطلاق
حذفت صفحة “الإفتاء” عبر فيسبوك فتوى نشرتها عن “الزوج المحلل” بعد عدد كبير من التعليقات التي أساءت للدار والصفحة الرسمية لها. الفتوى قالت: “الزواج بشرط التحليل حرام شرعًا باتفاق الفقهاء. بينما إذا تطوع شخص من نفسه دون اشتراطٍ في العقد ليتزوج المطلَّقة 3 طلقات، ليطلقها وتعود لزوجها الأول. فإنه جائز ويكون العقد صحيحًا”.
تنوعت الفتاوى الخاصة بالنواحي الاجتماعية. فنشرت الصفحة فتواها عن “الشماتة” عقب حادث الإعلامي عمرو أديب، وقبلها نشرت عن حكم استخدام “جوزة الطيب” في الطعام، والتي شهدت جدلًا كبيرًا.
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الديار المصرية، قال في بيان له، إن الفتاوى تأتي لما يعيشه المسلم في مناحي الحياة. كذلك لا يقتصر دور الدار على الجانب الديني فقط، ولكنه يجب أن يتطرق للأمور اليومية التي يعيشها الإنسان.
كما أشار إلى أن تلك الفتاوى تأتي للرد على استفسارات المواطنين. كذلك قال إن الإفتاء استقبلت العام الماضي، ما يقرب من مليون و300 ألف فتوى، وهذا يحسب لها لا عليها.
الأمر الذي برره نجم بقوله: “الدار قادرة على الوصول للمواطنين عن طريق كافة الوسائل سواء الإلكترونية أو المكتوبة أو الهاتفية”.
اقرأ أيضًا.. “مش كل اللي لبس عمة شيخ”.. من يُفتي في مصر؟
جائحة كورونا وجوزة الطيب
دار الإفتاء اشتبكت مع جائحة كورونا، وأصدرت فتواها بالالتزام بتعليمات الأطباء والإجراءات الاحترازية. كما أصدرت مجموعة من الفتاوى المتعلقة بالوباء. لكن تطرق الدار للحديث عن التوابل بدى “غريبًا” للبعض. كما حدث مع فتوى “جوزة الطيب”، في الطعام.
صفحة الدار بثت فيديو مباشر للإجابة على أسئلة المتابعين ومنها “حكم استخدام جوزة الطيب في الطبخ؟” ليجيب الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي.
فخر قال: “أجاز بعض الفقهاء استعمال جوزة الطيب في الطبخ إذا كانت على سبيل التوابل أي نأخذ منها شيئًا بسيطًا. لكن بشرط عدم الإفراط في استخدامها”.
قبل المطبخ، نشرت الدار فتوى أخرى عن حكم التجارة في جوزة الطيب، وجاء الرد: “ثمار شبه كروية، وأشجارها هرمية عالية. كذلك هي منبه لطيف يساعد على طرد الغازات من المعدة. كما أن لها تأثير مخدر إذا أخذت بكميات كبيرة، وتؤدي إلى التسمم إذا أُخِذَت بكميات زائدة كذلك لها رائحة زكية وطعم يميل إلى المرارة، وقشور جافة عطرية”.
تجميد البويضات
من الفتاوى التي شهدت جدلًا كبيرًا، “تجميد البويضات”. ففي عام 2019 قالت الإفتاء إن تجميد البويضات جائز وليس فيه محظور شرعي إذا ما تمت وفق ضوابط معينة.
الشطاف في نهار رمضان
في نفس العام دار جدلًا حول فتوى استخدام الشطاف في نهار رمضان. كذلك هل يمكن اعتبارها من المفطرات أم لا؟. وجاء الأمر بعد تداول مقطع فيديو للشيخ أنس السلطان، على مواقع التواصل يحذر فيه من ماء شطاف دورات المياه في رمضان. قبل أن ترد دار الإفتاء على هذا الأمر، وتؤكد أن الشطاف لا يفسد الصيام.
ممارسة اليوجا
الدار حضرت أيضًا في الرياضة. عندما ردت على سؤال حول “مدى مشروعية ممارسة اليوجا” وكان رد الدار على لسان الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي للمفتي.
“الحركات نفسها ليست حرام، إنما الحرام في الفلسفات. بمعنى أن شخص ينفذ حركات ما يثبت أعصابه وعضلاته على أشكال معينة، فهذا جائز. بينما إذا دخلت تلك الحركات في أيدولوجية محددة أو لسبب غير شرعي، وقتها نقول إنها لا تجوز”.
عويضة عثمان أمين الفتوى في دار الأفتاء، يرد على المهاجمين لفتاوى الدار، حيث يرى في تصريحات خاصة لـمصر 360″ أن من حق أي مسلم سؤال الدار في أي شيء، حتى لو رأى البعض سؤاله غريبًا. كذلك أن الدار ملزمة بالرد عليه، وعلى ما يتعلق بالأمور الدينية.
اقرأ أيضًا.. التحرش بالأزهر وشيخه «الطيب»
فتوى “الشات”
عويضة أشار إلى أن الدار تستقبل الأسئلة من الفئات العمرية المختلفة، وتدور أسئلة الشباب دائمًا حول الاستماع للموسيقى، والشات.
في سبتمبر 2014، حذفت دار الإفتاء فتوى أثارت جدلًا وردود أفعال واسعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بتحريم المحادثات الإلكترونية بين الجنسين.
الفتوى قالت حينها إن محادثات الجنسين عبر الشات، تمثل بابًا للشر والفساد. كذلك تمثل مدخلًا للشيطان. كما أن قواعد الشريعة تقضي بأن سد الذرائع مقدم على جلب المنافع، كما تضمنت الفتوى، أنه لا يحق شرعًا للمرأة أن ترسل صورتها لمن لا تعرف حتى تصون نفسها، وحتى لا يستغل أحد الصور.