تستعد نقابة الصحفيين لانتخابات التجديد النصفي على منصب النقيب، ضياء رشوان “جدد رغبته في الترشح لدورة ثانية”، و6 أعضاء بالمجلس هم: عمرو بدر، محمد سعد عبدالحفيظ، جمال عبدالرحيم، محمد خراجة، أيمن عبدالمجيد، حسين الزناتي.
قضى هؤلاء عامين بالتمام والكمال في مجلس النقابة، وخلال تلك الفترة أثير العديد من التساؤلات حول ما تم إنجازه، خاصة أن الأزمات لاحقت ذلك المجلس منذ اليوم الأول لانتخابه.
اقرأ أيضًا.. بعد “إهانة الصحفيين” في كشف سقارة.. بيان من الآثار ولقاء مرتقب مع الوزير
تأخر تشكيل هيئة مكتب “الصحفيين”
“الأزمات” كانت العنوان العريض للمجلس الحالي، إذ إنه منذ اليوم الأول ورغم رفع “رشوان” شعار “لم الشمل” إلا أنه لم يتحقق على أرض الواقع.
فعلى مدار 3 أشهر لم ينجح المجلس في الانعقاد أو تشكيل هيئة المكتب، ما لفت الانتباه إلى أن المجلس الحالي لا يخوض الانتخابات بذات الروح. كذلك يسير كل عضو في اتجاه مختلف وأحيانًا مخالف.
تأخر تشكيل هيئة المكتب خلق نوعًا من القلق داخل قلعة الحريات، خاصة أن التأخر كان له تداعيات واضحة على عدد من الملفات والقضايا التي تشغل عقول الصحفيين.
في نهاية الأمر تم تشكيل هيئة المكتب وبطبيعة الحال لم يخلو الأمر من المناوشات وبيانات الشجب والتنديد بما حدث واتهامات ألقيت هنا وهناك.
اقرأ أيضًا.. رحلة عماد أديب وأسامة خليل من التعسف للشطب من “الصحفيين”
“الصحفيين” وأزمة تكويد الجرائد
مع انطلاق حملة النقيب الحالي اتخذت “لم الشمل” شعارًا لها، وحملت رؤية ووعودًا ضاعت وسط التيارات المتصارعة داخل المجلس الواحد.
ومن المطالب التي ظلت عالقة رغم الموافقة المبدئية عليها ملف “تكويد الصحف”، حيث يعاني مئات الصحفيين أزمة كبرى في ضياع مجهود سنوات العمل دون أن فرصة الانضمام إلى نقابة الصحفيين.
ومع بدء تولي “رشوان” المسؤولية، ناشد صحفيو الجرائد التي تمت الموافقة على تكويدها في يناير 2019، وهم 8 صحف، لكن الأمر ظل معلقًا لعامين.
شقق سكنية لـ”الصحفيين الأغنياء” فقط
عدد من أعضاء المجلس سعوا إلى كسب تعاطف الصحفيين من خلال طرح عدد من الشقق السكنية بتسهيلات كبيرة. حظي الأمر في البداية بالتقدير لكن سرعان ما انكشفت الحقيقة. إذ اكتشف الصحفيون أن الشقق لا تصلح إلا لأصحاب الدخول الكبيرة. كذلك بلغت قيمة الشقة نحو مليون جنيه وبقسط شهري بلغ 10 آلاف جنيه وهو رقم خيالي لجموع الصحفيين.
اقرأ أيضًا.. انتخابات الصحفيين.. “الكرة” في ملعب مجلس الدولة
كورونا تنقذ النقابة.. “رب ضارة نافعة”
جاءت أزمة كورونا وبالًا على العالم أجمع إلا أنها كانت طوق نجاة لمجلس النقابة الذي راح يرفع شعار “كورونا” عند مناقشة دور النقابة في عدد من الملفات.
المجلس استطاع من خلال ملف الصحة أن يصور نفسه كـ”فارس همام” يقف إلى جوار الصحفيين. كذلك استطاع الهروب من الأزمات والإخفاقات.
لم يعلو صوت على صوت الجائحة التي اتخذها بعض الأعضاء ساترًا أمام الاتهامات التي وجهت إليهم بعد الإخفاق في عدد من الملفات. كذلك استحق المجلس وعن جدارة لقب “مجلس كورونا”.
في ظل جائحة كورونا لم يتم النظر في ملفات الرواتب المالية الضعيفة التي يتقاضاها الصحفيون، ولم يتم النظر في ملف الفصل التعسفي بحق الصحفيين، كافة الملفات التي كانت مطروحة على طاولة المجلس منذ اليوم الأول تم تسويفها لعامين دون أن يتم تقديم أي شيء يذكر للسعي لحلها.
ووجد نقيب الصحفيين ضالته في أزمة كورونا وما قدمته النقابة في هذا الملف. حيث أصدر كشف حساب جاء فيه: “إجمالي عدد المسحات حتى أسبوعين مضوا 636 مسحة. منها 455 لمشتركين بمشروع العلاج. بالإضافة إلى 245 لأسر الصحفيين”.
كما لفت إلى أن “إجمالي ما صرف في هذا المجلس على العلاج بلغ 25 مليونًا و900 ألف جنيه، بعجز نحو 21 مليون جنيه مقابل الإيرادات. ونجحنا جزئيًا، وهذه الخسائر لن يمكن تعويضها”.
يحيى قلاش: غاب عن المجلس دوره الحقيقي
الكاتب الصحفي يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق، يقول إن المجلس غاب عنه دوره المؤسسي وكذلك البرامج. كذلك فإن جموع الصحفيين أمام مشهد غير واضح. إذ تحول الأداء الجماعي للمجلس إلى أداء منفرد. كما أن هناك قوى متضادة فيما بينها داخل المجلس الواحد.
قلاش أضاف لـ”مصر 360″، أن المجلس أعاد العمل النقابي إلى نقطة الصفر، ويأخذ على النقيب انفراده بقرارات وبيانات دون الرجوع لباقي الأعضاء.
“في الحقيقة لا يمكن تحميل المجلس وحده مسؤولية تشرذم الصحفيين. كذلك رؤساء التحرير وشيوخ المهنة يتحملون أيضًا ما وصل إليه الحال. كما أنه وبكل تأكيد مازال هناك أمل لتصحيح المسار”.
كما أضاف: “يجب أن تكون الانتخابات مبنية على برنامج واضح. كذلك لا يجب أن تقتصر البرامج على تسهيل أمور مادية وتقديم خدمات دون الحديث عن الحريات. إذ إننا في الأصل نقابة رأي وحريات وعلى من يتولى المسؤولية أن يتحدث عن أفعال لا أقوال”.
النقيب الأسبق طالب المجلس بالسعى إلى تفعيل مادة إلغاء حبس الصحفيين أحد أهم الملفات التي يجب النظر إليها بعين الاعتبار.