كلف التشويش على الاتصالات والإنترنت، وهي وسيلة تستخدمها دول وحكومات للضغط على الشعوب من أجل تقليل التواصل أثناء الإضرابات السياسية، الاقتصاد العالمي ما يقدر بـ2.4 مليار دولار سنويًا طبقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

الدراسة التي أجرتها المنظمة؛ حددت 6 فئات من طرق توزيع خدمة الإنترنت بداية من إنترنت الدولة، والشركات الخاصة، والهاتف المحمول المملوك للدولة، والمملوك للقطاع الخاص. كذلك التطبيقات المملوكة للدولة، والمملوكة للقطاع الخاص.

بينما خلصت الدراسة إلى أن إغلاق إنترنت الدولة هي الأكثر استخدامًا بمعدل 36 حالة، تلاها الإنترنت عبر الهاتف المحمول لشركات القطاع الخاص حيث بلغت 22. كذلك 14 حالة للتطبيقات المملوكة للدولة. بينما بلغت عدد حالات الإنترنت للقطاع الخاص 7 حالات.

اقرأ أيضًا.. الملء الثاني لسد النهضة: كيف ستواجه القاهرة والخرطوم القرار الإثيوبي؟

تكلفة التشويش في ثورة يناير

لعل أشهر مثال على ذلك هو ما حدث في مصر خلال الأيام الأولى في ثورة 25 يناير، حيث تم قطع جميع اتصالات الإنترنت للتأثير والحد من احتجاجات 2011. وهو الإجراء الذي كلف الاقتصاد المصري 90 مليون دولار، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD . ولو استمر هذا التعتيم لمدة عام كامل لكان قد أدى لانخفاض على الناتج المحلي الإجمالي لمصر بحوالي 3-4٪.

فيما أتبع نظام الاخوان وسيلة أخرى للحد من استخدام الإنترنت عبر قطع الكهرباء المستمر وفقا لداريل إم ويست نائب الرئيس ومدير دراسات الحوكمة في معهد بروكينغز: “كانت معظم حالات انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلد، لذا فقد تأثر كل شخص، وشركة، ومنظمة لم يتم استهداف مؤسسات معينة ولكنهم أثروا على الجميع”.

النموذج الأوغندي في قطع الاتصالات

وقالت الدراسة إن حالات الإغلاق من خلال الإنترنت الوطني عبر الهاتف المحمول كانت حالة واحدة. بينما انقطاع تطبيقات القطاع الخاص كان حالة واحدة.

في أفريقيا شهدت أوغندا قيودًا على وسائل التواصل الاجتماعي قبل إغلاق الإنترنت الكامل من يوم 13 إلى 18 يناير 2021، وفقًا لمرصد الإنترنت “NetBlocks“.

بحسب المرصد تم حظر بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الاختبار لأيام في البلاد. كذلك شهدت الانتخابات الأوغندية انقطاعًا للكهرباء أثناء التصويت حيث هرع الناخبون إلى مراكز الاقتراع.

وجاءت النتائج كما هو متوقع لصالح الرئيس الحالي يوري موسيفاني، الامر الذي أدى الى احتجاج المرشح الرئاسي المعارض روبرت كياغولاني سينتامو الموسيقي السابق المعروف باسم بوبي واين. كما أدى انقطاع الانترنت الى تقليص التغطية الإعلامية لاعتقالات قادة المعارضة.

NetBlocks” أكد أن حجب الإنترنت في مجتمع يعتمد بشكل متزايد على وسائل الاتصال مثل أوغندا، لستة أيام، ادى لخسائر تقدر بـ39 مليار شلن أوغندي أو 11 مليون دولار أمريكي.

قطع الإنترنت أثناء الانتخابات

وبحسب مينا شهيد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نوميدا، وهي منصة متنقلة مقرها كمبالا، تقدم خدمات رقمية ومالية للشركات الإفريقية شبه الرسمية، كان انقطاع التيار الكهربائي مفاجئًا ومضرًا.

“توقف عملنا فعليًا عن العمل في تلك الأيام. كل ما نقوم به يتطلب الإنترنت. كذلك لم يُعرف بعد مقدار الإيرادات التي فقدناها ولكن لم يتم تشغيل أي من أنظمتنا دون اتصال بالإنترنت”.

يقول مينا إنه قلق بشأن استدامة الأعمال في أوغندا ويلمح إلى إمكانية التوسع في أماكن أخرى لأنه “من الصعب تبرير الاستثمار في البلاد مع زيادة التقلبات الاقتصادية”. كذلك “من المؤسف للغاية أن الطبقة الحاكمة لا تفهم كيف ستؤثر أفعالهم على التنمية الاقتصادية لأوغندا”.

اقرأ أيضًا.. النيجر.. مجاعات و”بوكو حرام” وكورونا 3 أزمات تواجّه البلد المنهك

قطع الإنترنت في إثيوبيا أيضًا

وعلى نفس المنوال، قطعت الحكومة الإثيوبية الإنترنت في معظم أنحاء البلاد بعد مقتل الموسيقي هاشالو هونديسا. الذي ينتمي إلى حركة الأورومو التي أطاحت برئيس الوزراء السابق.

القطع بدأ يوم 30 يونيو 2020 واستمر لـ23 يومًا متتاليًا، متداخلًا مع حقوق الإثيوبيين في الوصول إلى المعلومات وكتم أي أثر لحرية التعبير.

أما بالنسبة للخسائر الاقتصادية قدرت “NetBlocks” بما يوازي 3 ملايين دولار.

ويشهد إقليم تيجراي انقطاعًا التيار الكهربائي. كذلك أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير “تيجراي” تجاوزت “خطًا أحمر”.

القطع مقصود لأهداف معينة

قطع الإنترنت والكهرباء تقلص التغطية الإعلامية للإقليم الذي شهد مقتل وتشريد الآلاف. كما عانت الشركات التي تعتمد إلى حد كبير على الاتصالات والإنترنت من العواقب المالية المترتبة على إغلاقها أثناء الصراع.

“الإغلاق ليست أبدًا عملية عشوائية. فهي مخطط لها جيدًا وتستهدف أشخاص بعينهم”. يقول صمويل ماشو، مستشار تكنولوجيا المعلومات والموظف السابق في الغرفة الإثيوبية للتجارة.

ووفق ماشو، كان آبي يستهدف عن قصد منجمًا للذهب في المنطقة ومصنعًا ضخمًا للنسيج، وكلاهما يحول الأموال إلى جبهة تحرير شعب تيجراي.