“فخورة بك، ربيت ابن ليس ككل الأبناء”؛ قالت الناشطة والصحفية إكرام يوسف، في رسالة عبر “مصر 360” إلى نجلها زياد العليمي، في عيد ميلاده الواحد والأربعين، وهو الثاني الذي يقضيه في محبسه.

العليمي أحد المتهمين فيما يعرف إعلاميًا بقضية “خلية الأمل“. وتضم مجموعة كبيرة من النشطاء والصحفيين، والكوادر الحزبية، ذوي الخلفيات السياسية المختلفة. تم إلقاء القبض عليه فجر 25 يونيو عام 2019. ووجهت إليه تهم الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون. فضلاً عن نشر أخبار ومعلومات وبيانات كاذبة بقصد تكدير السلم العام.

يقبع العليمي في سجن طرة قيد السجن الاحتياطي منذ القبض عليه في يونيو 2019، من دون محاكمة. كما تم وضع اسمه على قوائم الإرهاب منذ فترة، بهدف تجميد أمواله، ومنعه من السفر، مدة خمس سنوات قابلة للتجديد.

حددت محكمة النقض 10 مارس، موعدًا للحكم في الطعن المقدم على قرار إدراج زياد، ورامي شعث، ضمن قوائم الإرهابيين. ويعاني زياد -وفق شهادات أسرته- إهمالاً صحيًا يهدد حياته. خاصة وأنه يعاني من مشاكل في جهازه التنفسي ومرض مناعي نادر، يتطلب رعاية خاصة.

أزمة زياد الصحية داخل محبسه

حول حالته الصحية، قالت والدته لـ “مصر360” الصحفية إكرام يوسف إن زياد يعاني بالأساس من مرض “ساركو دوريس” المناعي النادر. ما يتطلب إجراء أشعة بالصبغة كل ستة شهور، وعناية طبية خاصة. مؤكدة أن السلطات المختصة رفضت إجراء الأشعة اللازمة لحالة ابنها. رغم محاولات وطلبات المحامين مرات عدة، منذ نوفمبر عام 2019، حين أجريت له الأشعة لأول وآخر مرة على نفقته الخاصة، على حد قولها.

في السياق نفسه، لفتت إكرام إلى أن ادارة السجن توقفت عن إجراء جلسات العلاج الطبيعي المقررة لابنها وزميله في نفس القضية الصحفي هشام فؤاد. وأضافت: “كان هذا بمثابة عقاب بعد أن طالب الاثنان بالخروج للتريض، والتعرض للشمس، وفقًا لحقوقهما القانونية”.

إكرام يوسف

يشتكي زياد من مشاكل بالعظام نتيجة التهوية الرديئة، والرطوبة العالية، التي تميز زنزانة السجن، إلى جانب حرمانه من التعرض للشمس لأوقات طويلة، وفق والدته، التي أوضحت أنه سبق وأن طالبت جهات دولية ومحلية حقوقية بإخلاء سبيله مراعاةً لحالته الصحية.

تاريخ زياد مع الثورة

العليمي أحد أبرز شباب ثورة يناير في العام 2011، كما كان عضوًا بائتلاف شباب الثورة، والمتحدث الرسمي باسمه، ووكيل مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي.

خلال الثورة رفض العليمي دخول أي مفاوضات مع أي أطراف سياسية قبل رحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك. لاحقًا خاض العليمي النزال السياسي، وأصبح من نواب شباب الثورة في مجلس الشعب عام 2012، عن الدائرة الرابعة في القاهرة. وفاز بمقعدها من الجولة الأولى ضمن قوائم الكتلة المصرية.

والعليمي محام وقانوني بالأساس، كان له نشاط سياسي قبل الثورة، حيث شارك في تأسيس اللجنة الطلابية للدفاع عن الحريات، ولجنة مناصرة الشعب الفلسطيني بجامعة القاهرة. كما شارك في تنظيم عدد من قوافل الإغاثة للشعب الفلسطيني.

كما كان عضو لجنة الحريات في نقابة المحامين. وشارك في تأسيس حركة كفاية ثم الجمعية الوطنية للتغيير. وأيضًا ساهم في تأسيس جريدة البديل.

قبل حرب العراق 2003، أقام زياد دعوى قضائية لمنع مرور السفن الإسرائيلية من قناة السويس، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله.

حاليًا تعاني والدته من قصر وقت الزيارة، الذي يصل إلى 20 دقيقة في الشهر، كما لا يسمح لأكثر من فرد واحد من أسرته بزيارته، الأمر الذي يحرم أفراد عائلته من رؤيته، إلا أنها رتبت لزيارة استثنائية يوم ميلاده.

ورغم المعاناة، وظلام السجون، احتفل عدد من أصدقائه بعيد ميلاده، عبر موقع التواصل الاجتماعي بطريقة “زووم”، تحت شعار “بكره بتاعنا”، كما اعتاد أن يردد العليمي وتقول والدته.