عاد مغني الراب المصري مروان بابلو إلى الغناء من جديد بعد نحو عام من اعتزاله الوسط، لرغبته في التوبة، على حسب تعبيره، إلا أن رحلة المغني الشاب مع الله لم تستمر طويلا فعاد إلى جمهوره بـ”الغابة”.

ثمة أسئلة طرحتها العودة المفاجئة لبابلو الذي حصدت أغنيته الجديدة “الغابة” نحو مليون ونصف المليون مشاهدة على قناته الرسمية على موقع اليوتيوب، التي تخلى عنها في وقت سابق، إذ عاد في وقت يعيش فيه عالم الراب المصري حالة من الفوران، على خلفية معركة أبطالها أعمدة الراب في مصر (أبيوسف، ويجز، مروان موسى، عفروتو) طفت على السطح في الأيام الأخيرة.

هذه العودة فسرها المتابعون لموسيقي السين بأنها لركوب التريند وسحب البساط من تحت أقدام اللاعبين الحاليين، إذ وصف كثيرون مروان بالبابا، وهو ما أراده المغني أن يعود ويطلق عليه البابا بينما تدق طبول المعركة بين زملائه.

حالة الزخم التي يشهدها سين الراب في مصر دفع به إلى صدارة المشهد الموسيقى خلال الفترة الأخيرة محققا نجاحات كبيرة بداية من ظهور مروان موسى في الفيديو كليب الرسمي لبطولة كأس العالم للشباب، ومن ثم ظهور أبيوسف في إعلان بيبسي، وصولا إلى نجاح ويجز في تصدر الأعلى استماعا على تطبيق سبوتفاي.

ماذا حدث؟

في مارس الماضي عام 2020، أعلن مغنى الراب الشاب مروان بابلو، صاحب الـ 23 عاما اعتزاله الغناء تماما.

مثلما عاد الرابر مروان بابلو إلى الواجهة فجأة كان غيابه وإعلانه اعتزال فن الراب في مارس الماضي مفاجئا لجمهور الراب في مصر.

جاء إعلان بابلو عبر “ستورى” على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى “انستجرام”، قائلا: «ماحدش يطلب منى ارجع تانى.. بعد اذنكم.. انا بتوب لربنا حاليا.. وبتمنى من ربنا انه يتقبلها منى.. وياريت أي حد سمعنى وصدقنى يعمل كدا برضه وربنا يسامحنى ويهدينى ويثبتنى ويغفرلى».

مثل الأمر صدمة لمتابعي «بابلو»، لتطرح العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء غياب الأب الروحي لموسيقى التراب عن المشهد بشكل قاطع دون سابق إنذار.

خطف التريند بين نجوم الراب

شهدت الأيام الماضية سيطرة من قبل أبيوسف ومروان موسى وويجز على التريند في مصر، وفي ظل حالة المتابعة الشرهة لكل ما يستجد على الساحة الفنية بفن الراب، تم تسريب مقطع فيديو من فيديو كليب لـ«بابلو» يستعد لاصداره خلال الأيام القليلة المقبلة، ليستحوذ على اهتمام جمهور سين الراب في مصر ويخطف الأنظار من أعمدة الراب الأربعة.

استطاع المقطع المسرب أن يحصل على مشاهدات وصلت إلى مئات الآلاف ليحقق بصدوره تريند خاص تحت عنوان عريض «عودة بابلو لعالم الراب من جديد»، كان الأمر بمثابة يوم عيد إلى جمهور الأب الروحي للتراب المصري.

لماذا التوبة والعودة؟

عقب قرار الاعتزال، خرج مروان بابلو في لايف على موقع التواصل الاجتماعي انستجرام ليوضح الأسباب التي دفعته إلى قراره.

يقول مروان: «لا يعجبني المجال الحالي، الأجواء سلبية ومليئة بالضغوطات، أنا كنت وحش في الراب، حياتي مش هي دي اللي عايزها، وقرار اعتزالي عشان عايز أكون إنسان كويس، وحبيت أبعد شوية عن الجو العام».

طرح أحد متابعي بابلو سؤلا مفاده متى يعود بابلو؟

«معرفش هرجع أمتى، ومعرفش إذا كنت هرجع ولا لأ، مش لاقي حد في المجال يشجعني إني أرجع تاني للسوق».

نالت الاتهامات من «بابلو»، البعض اتهمه بأن غرضه الشو فقط، ولا يوجد سبب حقيقي سوى أنه يمر بحالة سيئة في مسيرته المهنية وفضل أن يبتعد حتى لا يفقد القيمة التي وصل إليها.

الفنون اختلفت والتوبة واحدة!

عودة بابلو إلى الغناء مرة أخرى، كان متوقعا للجميع، إذ سبقه عدد من الفنانين أعلنوا اعتزالهم واختفوا عن المشهد لفترة طويلة أو قصيرة وعادوا مرة أخرى بشكل أكثر تعارضا مع القواعد العامة للمجتمع.

لعل الفنانة الأقرب للذهن حلا شيحة التي ظهرت في فترة وجيزة وحققت نجاحا كبيرا وحافظ خلال فترة تواجدها على الظهور في شكل بسيط والابتعاد عن الأدوار المثيرة.

أعلنت حلال شيحة الاعتزال نهائيا وتزوجت وانتقلت للعيش في دولة أجنبية، وارتدت النقاب، وفجأة دون سابق إنذار عادت «حلا» إلى الواجهة وأعلنت عودتها إلى الفن وحصولها على الطلاق، وخلعت النقاب وعادت إلى سابق عهدها.

في البداية، واجهت حلا هجوما حادا خصوصا أنها خلال فترة الاعتزال ظهرت في أكثر من مناسبة تهاجم الفن والفنانين، ومن ثم هدأت الحالة الهجومية مع ظهورها في عدد من الأعمال الفنية.

حلا ليست الأولى!

سبق حلا شيحة الفنانة صابرين التي أعلنت اعتزالها الفن لسنوات وارتداء الحجاب، إلا أنها عادت مرة أخرى إلى عالم الفن من جديد مع تحايل بسيط على الاتزام الديني والقواعد التي يفرضها العمل في مجال الفن.

فضلت «صابرين» أن تستمر مرتدية الحجاب لذا عمدت إلى ارتداء باروكة لإخفاء شعرها وبذلك تكون ألتزمت بما تنص عليه الشريعة ومنحت لنفسها مساحة لأن يختارها المخرجين في أدوار مختلفة دون الظهور في دور الأم العجوز.

تعج القائمة بفنانات كثيرات غيرن من إيقاع حياتهن مرات مثل عبير صبري التي لم تستقر على مظهر ثابت لها، حتى مع تخليها عن الحجاب في الفترة الأخيرة أكدت أنها لم تندم على ارتدائه بينما ندمت على تسرعها في هذا القرار. بينما يقف في طابور المتلزمات بالقرار أخريات مثل حنان ترك التي تدرجت في قرار اعتزالها الفن على خطى حلا شيحا، لكنها لم تعد حتى الآن.

يبقى السؤال: هل يمارس الفنانون لعبة بغرض الشو ولفت الانتباه أم أن هناك محاولة صادقة للاعتزال رضخت لضغوط الحياة، وترسيخ لقاعدة أن الفنان لا يستطيع يعيش عن الأضواء.

بدا واضحا أن القرار سواء بالعودة أو الاعتزال لم يكن حقيقيا بشكل كاف إنما حالة نفسية تملكهتم في لحظة لتخطفهم من عالمهم وتلقي بهم في عالم مختلف بشكل كامل، إلا أن القرار سرعان ما يتم الندم عليه والعودة فيه حبا في الشهرة والتواجد تحت الضوء.