بدأت حلقة جديدة من مسلسل الخلافات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية عقب الكشف عن وثائق مقتل جمال خاشقجي. الوئاق التي حصلت عليها “cnn” تقول إن طائرتين استخدمتهما فرقة اغتيال سعودية قتلت خاشقجي. كما تعود ملكيتهما إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
الدعوى القضائية أوضحت كيف أصدر ولي العهد أمرًا ملكيًا باستخدام الطائرات لاحقًا بعد نقل ملكيتها من شركة سكاي برايم للطيران.من خلال استخدامهما من قبل فرقة اغتيال سعودية قتلت خاشقجي وقطعت أوصاله في أكتوبر 2018.
ووفق تقرير الأمم المتحدة، بعد مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر عام 2018. هرب القتلة بسرعة وتوجهوا إلى الطائرتين ذاتهما.
وبحسب تقرير صدر عن “cnn” بعنوان وثائق سعودية “سرية للغاية” تظهر أن قتلة خاشقجي استخدموا شركة استولى عليها ولي العهد السعودي. رفعت مجموعة من الشركات المملوكة للدولة الوثائق التي تثبت الصلة بين الطائرات والأمير كجزء من دعوى اختلاس. رفعت الشهر الماضي في كندا ضد مسؤول المخابرات السعودي الكبير السابق سعد الجابري.
ومن المقرر أن تنشر أجهزة الاستخبارات الأمريكية تقريرًا يتضمن تفاصيل عامة جديدة حول أولئك الذين يقفون وراء مقتل خاشقجي.
في الوقت ذاته قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس بايدن يعمل على “إعادة تقييم” العلاقات الأمريكية مع السعودية. كذلك يخطط للتواصل مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، مباشرة، بدلًا من نجله ولي العهد.
وبحسب صحيفة الجارديان، تستعد الإدارة الأمريكية لنشر تقييم استخباراتي يشير إلى أن ولي العهد متواطئ في قتل خاشقجي. كذلك من المتوقع أن يتصل الرئيس بايدن بالملك سلمان، لتأكيد تواطئ ابنه ووريثه في جريمة القتل المروعة.
اقرأ أيضًا.. صحفي مقتول وناشطة مقيدة الحرية.. “بن سلمان” يدفع ثمن منشار “خاشقجي” وسيارة “الهذلول”
عقوبات غير مباشرة
جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، قال إن الإدارة كانت تستعد لمرافقة إصدار التقرير السري في جريمة القتل عام 2018.
وبحسب مستشار الأمن، ربما لا يمكن معاقبة محمد بن سلمان شخصيًا. لكن يمكن اتخاذ عدة خطوات تجعله منبوذًا كما وصفه بادين من قبل. مثل فرض قيودًا على استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك يمكن وقف التعامل مع ولي العهد باعتباره رئيس دولة. وهو ما صرحت به كيرستن فونتينروز، مديرة مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي. أو فرض حظر على دخول القادة السعوديين إلى الولايات المتحدة، واستهداف الديوان الملكي السعودي ووزارة الداخلية.
تعامل غير مفاجئ
من ناحية أخرى، يقول المحلل الرئيسي للشرق الأوسط فيرسك مابلكروفت لشبكة CNBC: “إن ازدراء محمد بن سلمان يمثل تحذيرًا للسعودية. ورفض واضح لقيادة ولي العهد، وبالتالي هو خروج دراماتيكيًا عن البيت الأبيض في عهد ترامب. الذي جعل المملكة العربية السعودية أول زيارة خارجية للرئيس السابق. كذلك وقع صفقات أسلحة كبيرة مع المملكة في تحد لمعارضة الكونجرس. بينما امتنع عن انتقاد المملكة على انتهاكات حقوق الإنسان.
ويشير إلى أن الأمر لا يعد مفاجئًا، حيث وعد بايدن في وقت مبكر باتباع نهج أكثر تشددًا بشأن النظام الملكي الإسلامي الغني بالنفط. خلال مناظرة أولية في أوائل عام 2020. كما تعهد بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة كما هي”.
اقرأ أيضًا.. محمد بن سلمان عرّاب مكافحة الفساد في السعودية.. خارج حسابات الشفافية
خطوات استباقية
أوقف بايدن بالفعل صفقة بيع أسلحة كبيرة للمملكة تم التوقيع عليها في ظل إدارة ترامب. كما أمر بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. كذلك الإدانة الدولية التي تعرضت لها المملكة بعد تصفية المعارضين والقمع على الأعضاء البارزين.
لكن السؤال الآن هو كيف سيكون مستقبل العلاقة بين بايدن والملك سلمان. فرغم أن الأخير هو رأس الدولة لكن محمد بن سلمان هو من يمارس سيطرة مباشرة على المؤسسات في المملكة. لذا بينما يشير فريق بايدن إلى حدوث تحول، فإنه لن يكون قطعًا في العلاقات، كما يعتقد العديد من خبراء السياسة الخارجية.
ورقة ضغط إيرانية
البعض اعتبر أنه من المتوقع أن يكون الضغط على السعودية التي كانت حجر الزاوية في سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط. لجعل المفاوضات في الملف الإيراني تنتهج طريقًا مختلفًا تصبح فيها يد إيران أقوى في أي مفاوضات.
فمنذ أن أدى جو بايدن اليمين كرئيس للولايات المتحدة رقم 46. سادت التكهنات بأن أحد الأشياء الأولى التي ستفعلها إدارته هو السعي للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب تقارير صحفية، فإن التقدم في القدرة النووية والوضع الأكثر استقرارًا في سوريا يعززان يد إيران على طاولة المفاوضات. كذلك وجود روسيا إلى جانبها، خاصة أن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لم يقض على الصفقة. فقط أصابها بجروح خطيرة. بينما يود بايدن أن تكون الصفقة جزءً رئيسيًا من رؤية إدارته في الشرق الأوسط.
يذكر أنه تم استدراج خاشقجي البالغ من العمر 59 عامًا، وهو صحفي سعودي وكاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست. إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر 2018. ثم قتل على يد فريق من العملاء المرتبطين بولي العهد، ثم قطعوا جسده. لم يتم العثور على رفاته إلى الآن.
ويأتي إصدار التقرير في إطار سياسة بايدن لإعادة تنظيم العلاقات مع الرياض. كذلك يعمل الرئيس الأمريكي الجديد على إعادة العلاقة مع الرياض إلى خطوط تقليدية بعد 4 سنوات من العلاقات الحميمة في عهد ترامب.