قررت نيابة أمن الدولة العليا، حبس الكاتب الصحفي جمال الجمل، 15 يوما احتياطيا على ذمة القضية رقم ٩٧٧ لسنة ٢٠١٧ حصر أمن دولة عليا المعروفة إعلاميا باسم”المحور الإعلامي لجماعة الإخوان أو قضية “مكملين 2″، عقب 5 أيام من القبض عليه بمطار القاهرة أثناء عودته من تركيا.
وكان الجمل قد قرر العودة إلى مصر بعد سنوات طويلة عاشها بتركيا، حيث استوقفته قوات الأمن في مطار القاهرة أثناء إنهاء إجراءات دخوله.
وقال المحامي الحقوقي ناصر أمين إنه سيتولى مهام الدفاع عن الجمل في القضية.

ومثل الجمل للتحقيق في أحد المقار الأمنية بعد توقيفه في مطار القاهرة الدولي قبل أيام، قبل أن يجرى إحالته إلى أحد السجون العامة في القاهرة,

سُجل آخر ظهور له داخل المطار، وفق ما كتب نجله بهاء الجمل، عبر صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”: “أبويا تعب وقرر يرجع مصر فجأة هروبًا من فكرة إنه ميشوفنيش تاني، مخرجش من المطار. من امبارح  مختفي ومفيش أي وسيلة تواصل معاه، ياريت لو حد يقدر يساعد”.

مقالات جمال الجمل وعتاب الرئيس

في 9 سبتمبر 2015، تلقى الكاتب الصحفي جمال الجمل مكالمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي. ناقشه الرئيس حينها حول القضايا التي طرحها في مقالاته بجريدة “التحرير”، وهي مقالات صُنفت بأنها تأخذ صف المعارضة. وقد نشر الجمل تفاصيل المكالمة في جريدة التحرير. وقال إن الرئيس عاتبه على رؤيته بأن الدولة لا توفر الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وقد أكد الرئيس -خلال المكالمة- إنه لا يرفض النقد لو كان في مصلحة الدولة.

بعد تلك المكالمة استمر الجمل في نهجه المعارض، وكتب عبر “فيسبوك” معلقًا على منع مقالاته: “حوصرت تمامًا، وفقدت آخر منبر أؤذن منه للحرية والمستقبل. كنت أتمنى أن أدفع بنفسي ثمن مقالات (حواديت العباسيين)، دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي اعتز بها، لذلك توجست من طريقة القبض على مؤسس المصري اليوم المهندس صلاح دياب، وتمنيت ألا يكون للأمر علاقة بمحتوى الصحيفة وحرية كتابها”. وتابع “أكتب بلا حسابات للأسقف المنخفضة، في بلد صار كل شئ فيه منخفضًا، بلد نغرس في أوحاله الورد فيرمينا بالشوك، نغني فيه للأمل وبالأمل فيغرقنا في اليأس والبؤس، ننصره فيخذلنا”.

جمال الجمل.. المعارضة من الداخل

في إحدى الحلقات، قال المذيع نشأت الديهي، إنه كان من بين محبي كتابات الجمل. مشيرًا إلى “مقالاته مؤيدة لمصر في صحيفة المصري اليوم”. مضيفًا أنه كان أحد مؤيدي ثورة 30 يونيو. “لكنه خرج خارج السرب”.

وصف الديهي أيضًا الجمل بأنه “شخص عاطفي جدًا واندفاعي جدًا فخرج من مصر”. وأضاف: “أنا مختلف مع جمال الجمل اختلاف جذري، هو أعطي لنفسه حق الاختلاف، فلماذا يحرمني هذا الحق”.

استعرض الديهي حينها ما كتبه الجمل عبر “فيسبوك” في 2019: “أرجوا ألا تفهموني بلا تسرع، أنا مش مبسوط متغاظ، لدرجة نقد نفسي، وأنا بقول بكل أسف أنا شخص عاطفي، تقدروا تقولوا انفعالي، واللي بيحبني ممكن يحس الكلمة دي ويقول صادق، أنا بقول الصراحة، في دماغي فكرة الرجوع لمصر، أنا بكل صراحة مش قادر أشيل فكرة الرجوع لمصر من دماغي، والمواجهة من الداخل، مش قادر أتكيف بره بلدي، خاصة وإن دوري لن يزيد عن البعبعة باسم الثورة، وتحريض الناس من الخارج، وأنا مش بتاع تحريض، أنا بتاع وعي، مش أقول كلام وغيري يدفع تمنه”.

رد الديهي على تلك التدوينة، وقال: “ارجع يا جمال وعارض من مصر، أنا شخصيًا بقوله ارجع وعارض من مصر، أنا عارف إن جمال لم تتلوث يداه بدم، ولم يحرض على قتل، كان لديه رأي أختلف معه، لكنه كان مجرد رأي”.

أضاف الديهي أن هناك الكثير من المعارضين داخل مصر، وقال: “طالما ليس لديهم نزعة إخوانية أو دعوات تخريبية، يمكنهم المعارضة من الداخل”. موجهًا نصيحة للجمل بالرجوع والمعارضة من الداخل.

رسائل تضامن

سافر الجمل لتركيا، وقالت مصادر مقربة منه، إنه أثناء عودته من اسطنبول، تم توقيفه في المطار، وإلقاء القبض عليه، وبدأ أصدقاؤه ومتابعوه، بتدوين منشورات تطالب بالإفصاح عن مكانه.

وقال الكاتب أنور الهواري:”الصحفي الكبير أستاذ جمال الجمل، كاتب مثالي ذو مبادئ رفيعة، تختلف معه أو تتفق، لكنه مهذب وواسع الأفق ومثقف، لا تخسر محبته ولا صداقته لأي سبب كان من حقه أن يسافر للخارج، ومن حقه أن يعود لوطنه، ومن حقه أن يعبر عن آرائه، ومن حقه أن يستمتع بحريته، ومن حق أهله وزملائه وجمهوره أن يعرفوا سبب ومكان احتجازه”.

وكتب ممدوح حمزة :”رسالة لمن له السلطة على الأجهزة المصرية، الاستاذ الكاتب جمال الجمل مختفي منذ وصولة  مطار القاهره مساء الاثنين، هل مصر دولة أحرار أم ترغبونها عبيدا”.