تكررت في السنوات الأخيرة ظاهرة “سقوط السيستم” في الامتحانات الإلكترونية التي يؤديها طلاب المراحل التعليمية المختلفة، مما تسبب في حرمان بعضهم من تأدية الامتحان، وفي كل مرة يتكرر فيها هذا الأمر لا نسمع سوى عبارة “مشكلة تقنية”، ورغم ذلك لم يتم تفاديه أو التنسيق لمعالجته.

ففي اليوم الأول من امتحانات الفصل الدراسي الأول، المؤجلة بسبب ظروف فيروس كورونا، عانى طلاب الصف الأول الثانوي من صعوبة الصول إلى منصة الامتحان، لأداء امتحاني اللغة العربية والأحياء المقرر لهم تأديتهما إلكترونيا عبر جهاز “التابلت” من المدرسة. 

وتداولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورا لعدم تمكن الطلاب من دخول الامتحان، لتعلق الدكتورة راندا شاهين، رئيس قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بجملة مقتضبة معتادة: “مشكلة تقنية”.

تعويض الطلاب 

“سيتم تعويض الطلاب”، هو الحل الذي توصلت له وزارة التربية والتعليم، بعد حرمان الطلاب من أداء امتحانات اليوم الأول، وقررت اعتبار كل طالب حضر لجنة الامتحان وقابلته صعوبات تقنية “ناجحا” في امتحانات اليوم.

وأشار وزير التربية والتعليم طارق شوقي إلى أنه نجح قرابة 90% من الطلاب في أداء الامتحان اليوم وهذه النسبة توازي أكثر من النصف مليون طالب وطالبة.

حلول الوزارة

تعبير “سقوط السيستم” يعود على أن المنظومة بأكملها لم تعمل وهذا غير صحيح بل نجحت المنظومة في اختبار أكثر من النصف مليون من الطلاب، يقول طارق شوقي وزير التربية والتعليم.

واستعرض الوزير لمجموعة من الحلول التي تم اللجوء إليها لحل مشاكل تقنية أظهرتها التجربة، من خلال التنسيق مع وزارة الاتصالات، وتقسيم المحافظات إلى مجموعتين و”ترحيل” الجداول بينهما حتى نتفادى الضغط على شبكات الاتصالات بدءًا من الغد.

وأشار إلى أنه لم يتم استخدام الخوادم بالمدارس لأسباب تقنية ولوجستية وسوف يتم إدخالها في الخدمة تباعا هذا العام.

اختبارات تجريبية 

وعلى الرغم من إجراء أكثر من اختبار للشبكات، جاء أولها في امتحانات إلكترونية تمت في المدارس كانت في يناير ٢٠٢٠ قبل جائحة كورونا، وهو ما حدث اليوم وتمت معالجته لمصلحة الامتحانات القادمة والمنظومة بكاملها- على حد قول وزير التعليم.

كانت تكررت أزمة “السيستم” في امتحان الأحياء من قبل لطلاب الصف الأول الثانوي بالنظام التراكمي الجديد، حيث اشتكى الطلاب من صعوبة الوصول لمنصة الامتحانات الإلكترونية على أجهزة “التابلت” لأداء امتحان الأحياء والذي أجبر الوزارة على إعلان إيقاف منصة الامتحانات.

وأعلنت الوزارة استكمال ضبط المنظومة ومراجعة المكونات التكنولوجيا في المدارس، واستعدادًا لامتحانات نهاية العام، قامت الوزارة، في إجراء امتحانات تجريبية أخرى، كاختبار لسعة الشبكات ومعالجة المشكلات التي تطرأ عند استخدام الطلبة لمنصة الامتحان. 

كشفت التجربة في مايو الماضي، عن نجاح 545 ألف طالب/طالبة في تأدية الامتحان حتى الساعة الواحدة ظهرًا، من إجمالي 589 ألف طالب/طالبة بمختلف محافظات الجمهورية، بحسب تقارير وزارة التربية والتعليم، ماهو يعني أن 44 ألف طالب لم يتمكن من أداء الامتحان التجريبي.

اقرأ أيضا:

التعليم عن بٌعد.. اتجاهات عالمية وتحديات مصرية

امتحانات مزاولة المهنة 

لم تقتصر تلك المشكلة على طلبة المدارس ولكنها بلغت طلاب كلية الطب في امتحان مزاولة المهنة، حيث تعطل الموقع الرسمي المخصص لإجراء الامتحان “On line” ووفق رواياتهم فقد انتظر بعضهم لأكثر من 3 ساعات حتى يتمكن من التسجيل فقط طلبًا للاختبار. هذا فضلاً عن مدة الامتحان نفسها والتي تصل إلى 3 ساعات على الطالب أن يجتاز خلالها إجابة 100 سؤال تحدد مصيره المهني.

النواب يتضامنون 

“ما حدث يمثل جرس إنذار يجب أن تنتبه إليه الوزارة لمنع تكراراه مستقبلا”، قال الدكتور هشام حسين، أمين سر لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، في بيانه العاجل لوزير التربية والتعليم، بشأن سقوط السيستم فى عدد من المدارس.

وطالب النائب بضرورة أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالمكاشفة والمصارحة، قائلا: علينا أن نكون أكثر جرأة ونقوم برصد المشكلة لمحاولة تجنبها وحلها، مشيرا إلى الإقبال بعد فترة ليست بعيدة على امتحانات الثانوية العامة حيث سبق وأعلنت أن هذه الامتحانات ستجرى أيضا إلكترونيا.

وطالب النائب محمد عبدالحميد، في طلب إحاطة قدمه للمستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى كل من الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باتخاذ جميع الاجراءات التي تكفل عدم سقوط السيستم كما حدث في أول يوم امتحان لطلاب الصف الأول الثانوى .

ووصف طريقة تعامل وزارتي التربية والتعليم الفني والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع ملف الامتحانات بغير العلمي والمدروس، مشيرا إلى أن الواقع العملى أكد أن هناك أعطالا كثيرة بشبكة الإنترنت داخل المدارس وبشريحة الإنترنت الخاصة بالتابلت.

كما لفتت النائبة منال نصر، في بيان لها، أن الوزارة كان من الضروري أن تستعد جيدا حتى لا تقع في مثل هذا الخطأ، الذي تسبب في حالة من القلق بين الطلبة وأولياء الأمور.

مشاكل تقنية  

يوضح خبير البرمجيات وتكنولوجيا أمن المعلومات، مالك صابر، أن الإقبال الكبير على الموقع في وقت واحد يتسبب في إحداث مشكلة في السيرفرات، الأمر الذي يؤدي إلى توقف السيستم بشكل تلقائي.  

وأشار صابر  إلى أن إمكانيات السيرفرات تختلف من جهاز إلى آخر، خاصة وأن المواقع التعليمية، مثل موقع وزارة التربية والتعليم، تتطلب إمكانيات عالية، موضحا أن عمليات تسجيل الدخول من المستخدمين تأخذ مساحة من حجم السيرفرات، ومع الاستقبال الزائد للأعداد تتوقف هذه السيرفرات عن العمل.

لحل تلك المشكلة أوضح خبير البرمجيات وتكنولوجيا أمن المعلومات أن عملية التحميل الزائد على المواقع الإلكترونية، هي مشكلة يجب التعامل معها بدقة عن طريق توفير المزيد من السيرفرات المستقبلة للمعلومات، لافتا إلى أن سرعة الإنترنت تلعب دورا رئيسيا في عملية تحميل الموقع، لذا يجب توافر إنترنت عالي السرعة.

ووفقا لوزير الاتصالات، ارتفعت سرعة الإنترنت فى مصر فى 2020 إلى 34.7 ميجا مقابل 6.5 ميجا فى 2019، وهو ما ساهم في ارتقاء مصر للمركز الرابع  على مستوى أفريقيا في سرعة الإنترنت من المركز الأربعين، لكن يبدو أن هذا التقدم لم يلسهم في مساعدة المنظومة التعليمية على تحقيق أهدافها.