لمدة 40 يومًا مازال المحامي الحقوقي “إسلام سلامة” مختفيًا قسريًا. كذلك مازالت أسرته تعيش في حالة من الخوف والقلق في انتظار نهاية “الكابوس”. رغم قرار محكمة زفتى بإخلاء سبيله بكفالة مالية. وهو القرار الذي لم ينفذ حتى الآن. كذلك انقطعت كل طرق التواصل مع المحامي.
مجلس نقابات أوروبا يقلق لاختفاء إسلام سلامة
مجلس نقابات المحامين وجمعيات القانون في أوروبا أعرب عن القلق الشديد بسبب اختفاء “سلامة” قسريًا. بينما لم تتحرك نقابة القاهرة ولم تخرج عن صمتها، وهو ما أكده عدد من المحامين المصريين.
عدد من المحامين من زملاء “سلامة” قالوا إن نقيب المحامين لم يتدخل في الأزمة. كما أنه لم يرد على التلغرافات التي أرسلت له للكشف عن مكان زميلهم. كذلك طالبوا بتنفيذ قرار إخلاء سبيله.
المنظمات تُحمل السلطات سلامته
8 منظمات حقوقية أدانت استمرار اختفاء “سلامة” منذ قرار محكمة زفتى بإخلاء سبيله. كما استنكروا في بيانهم التنكيل بإسلام وإخفائه للمرة الثالثة على التوالي. بينما قررت محكمتي جنايات القاهرة والمحلة إخلاء سبيله مسبقًا.
مؤسسة حرية الفكر والتعبير، مركز القاهرة، النديم، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والجبهة المصرية لحقوق الإنسان. وكوميتي فور جستس، ومبادرة الحرية، والمفوضية المصرية حملت السلطات المصرية مسئولية سلامة المحامي الشاب.
والدة وخطيبة إسلام تستغيث
وفي رسالة استغاثة أطلقتها في اليوم الـ13 من اختفائه. رفعت شيماء عبدالعزيز خطيبة المحامي “سلامة” علامات تعجب لاستمرار اختفائه رغم قرار إخلاء سبيله. كذلك قالت: “ممكن حد يرد عليا ويبرر لنا ليه بيحصل كدة مع إسلام؟”
“شيماء” خرجت عن صمتها مرة أخرى لتسأل: “25 يوم منعرفش حاجة عن إسلام ولا هو بخير ولا لا. محدش عنده إجابة، أو يقولنا إسلام فين؟”.
وعلى موقع التواصل الإجتماعي ” فيس بوك” قررت الأم أن تعبر عن آلامها لغياب الأبن، قائلة:” محدش بيرد عليا ليه ويقولي أبني فين وعامل ايه في الجو ده، نفسي أطمن على أبني أنا مش طالبة المستحيل، ده طلب من أم قلبها موجوع أوي على أبنها”.
وفي 24 يناير 2021، أرسلت أسرة “سلامة” استغاثة بشأن تعرضه للاختفاء بعد قرار بإخلاء سبيله بتدابير احترازية في ثاني قضاياه. وهو القرار الذي صدر يوم 16 يناير ولم يتم تنفيذه حتى الآن.
بداية القبضة
ألقي القبض على “سلامة” مايو الماضي، ووضع على ذمة القضية 1375 لعام 2018 أمن دولة. كذلك وجهت له اتهامات نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية. لكن تم إخلاء سبيله في 14 أكتوبر الماضي، بتدابير احترازية.
الأسرة قالت في استغاثتها: “حال استكمال الإجراءات المتعلقة بإخلاء سبيله تنفيذًا لقرار المحكمة. فوجئت أسرته باختفائه وإنكار وجوده وانقطاع التواصل معه بشكل نهائي وظل محتجزًا. دون وجه حق لمدة تجاوزت مدة 45 يومًا”.
الأسرة تابعت: “بتاريخ 30 نوفمبر 2020 فوجئت أسرته للمرة الثانية بعرضه على ذمة قضية جديدة. حملت رقم 7869 لـ2020 إداري زفتى وظل محبوسًا احتياطيًا على ذمتها. إلى أن صدر قرار محكمة جنايات المحلة بتاريخ 16 يناير 2021 بإخلاء سبيله بكفالة قدرها 2000 جنيه. وتم سداد الكفالة والانتهاء من جميع الإجراءات المتعلقة بإخلاء سبيله”.
ووفق المحامي محمد فرحات، تم سداد الكفالة بالفعل، ولكن أسرته فوجئت باختفائه ثانية وإنكار وجوده في القسم وانقطاع أخباره.
أسرته ناشدت “الجهات المختصة” بالتدخل لتنفيذ قرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيله تحقيقًا للعدالة وإنفاذا للقانون. كذلك أكدت أنه “يمتهن المحاماة ويزاولها وليس له عملًا آخر. كما أنه دائم التواجد والحضور أمام كل جهات القضاء المصري ولديه مكتب ثابت ومعلوم ولم ينقطع عن التواجد فيه. كما يتمتع بحسن السمعة والنزاهة والتفاني في عمله”.
الأسرة قدمت عدة بلاغات للمطالبة بتنفيذ قرار المحمة وإخلاء سبيله، والكشف عن مكانه. وجاءت أرقام التلغرافات كالتالي: “250988196 لوزير الداخلية. 97 للنائب العام، 98 المحامي العام. 99 رئيس النيابة العامة بزفتى، والتلغراف رقم 200 لنقيب المحامين”.
أصدقاؤه.. إسلام فين؟
الدكتورة عايدة سيف الدولة، مديرة ومؤسسة مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، طالبت بالكشف عن مكان “سلامة“. كذلك إطلاق سراحه تنفيذًا لقرارات محكمة زفتى ومن قبلها محكمة الجنايات بالقاهرة.
سيف الدولة وجهت أسئلتها للقاضي صاحب قرار إخلاء السبيل ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان. و”المسئول اللي يقول ماعندناش اختفاء، إسلام فين؟”.
أسماء نعيم المحامية قالت: “39 يومًا على اختفاء إسلام. 39 يومًا بنخبط على كل الأبواب وبناخد كل السبل القانونية الممكنة ومفيش رد. مفيش كلمة، كأننا بنكلم تماثيل أصنام كأنهم مبيشوفوش ولا بيسمعوا”.
وفي إشارة منها لعدم تحرك نقيب المحامين، الذي طالبته بالنظر إلى المحامين المحتجزين بسبب عملهم. كذلك أشارت إلى تأكيدها “ضرورة تنفيذ القانون وقرار المحكمتين. وإخلاء سبيل سلامة فورًا والإفصاح عن مكان احتجازه”.