من المنتظر أن تتركز زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة السودانية، السبت المقبل. على أزمة سد النهضة ودعم موقف الخرطوم في مواجهة الموقف الإثيوبي المتعنت، بحسي تقديرات خبراء سياسيين.
العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم تشهد تطورًا كبيرًا في الوقت الحالي خاصة عقب توقيع عدد من الاتفاقيات رغم التباين المؤقت في مواقف الدولتين حيال أزمة السد الإثيوبي. بينما توصل الطرفان الشقيقان لاتفاقيات مشتركة لتوحيد المواقف.
زيارة السيسي للخرطوم.. إصرار أثيوبيا يثير مخاوف البلدين
الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. يقول إن زيارة الرئيس السيسي إلى الخرطوم تأتي في وقت تتعقد فيه العلاقات بين السودان ومصر من ناحية. وبين إثيوبيا من ناحية أخرى، بسبب إصرار الأخيرة أن تكون لها الحرية المطلقة في ملء وتشغيل السد دون الرجوع لدولتي المصب.
كذلك أضاف السيد لـ”مصر 360″، أن إصرار إثيوبيا يثير مخاوف كل من مصر والسودان لاحتمالية أن يؤدي ذلك إلى انخفاض حصة البلدين. كما أنه من الممكن أن يؤثر على انخفاض مستوى المياه أمام سد الروصيرص في السودان، والسد العالي في مصر.
إبرام اتفاق
كما قال إنه نظرًا لهذه المخاوف لجأت الحكومات المصرية والسودانية إلى إبرام ماهو أقرب إلى أن يكون دفاعًا مشتركًا موحدًا. كذلك أعربت الحكومة المصرية عن مساندتها للسودان معتبرة أن بناء السد يمثل تهديدًا للأمن المائي للبلدين.
كما تأتي الزيارة بعد استمرار المعارك بين السودان وإثيوبيا في إقليم الفشقة السوداني الذي احتلت إثيوبيا جزء منه بالقوة. كذلك أصرت الحكومة السودانية على استعادة الإقليم، ونجحت فيه الفترة الأخيرة. وأنزلت خسائر فادحة بالجماعات المسلحة الإثيوبية التي كانت متواجدة ولذلك توقيت الزيارة مهم لكل هذه الاعتبارات، بحسب السيد.
كذلك يقول السيد إنه من المنتظر أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات أخرى، لتوطيد العلاقة بين الحكومتين المصرية والسودانية. في المجالات الاقتصادية والتعليمية والمرافق.
إعلان تضامن
السيد أضاف أن زيارة السيسي تأتي دليلًا على مساندة مصر القوي للسودان، وإعلان التضامن بين البلدين في مواجهة تعنت إثيوبيا فيما يتعلق بالسد. وعدم تبنيها منهج بناء يمكن من الوصول إلى اتفاق يحقق لمصالح كل هذه البلاد.
كما أشار إلى محاولة استعمال الحكومة الإثيوبية لتلك الزيارة بأسلوب آخر. قائلًا: “لاشك أن الحكومة الإثيوبية ستعتبره نوعًا من الاصطفاف بين الحكومتين في مواجهتهم. كما ستصور الدعاية الإثيوبية الزيارة كاصطفاف للعرب في مواجهة الأفارقة. فيما ستعطي طابعًا عنصريًا أملًا في كسب تأييد الدول الأفريقية جنوب الصحراء.
زيارات تبادلية
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري، اعتبرت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية. تبادل الزيارت بين القاهرة والخرطوم زخم حقيقي لتفعيل آليات موجودة بالفعل.
كما وقعت مصر والسودان، اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، على هامش زيارة لرئيس أركان الجيش المصري إلى الخرطوم. بينما اعتبر وزيرا خارجية مصر والسودان تنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء سد النهضة تهديدًا مباشرًا.
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، يقول إن زيارة وزيرة الخارجية للقاهرة وزيارة وزير الأركان. يؤكدان دعم الدولة المصرية بكافة مؤسساتها للسودان في الوقت الراهن.
رسالة دعم عسكرية
وفيما يتعلق بملفي الأمن المائي ومقترح السودان في الرباعية الدولية، يقول فهمي إن دعم مصر لتلك التحركات رسالة دعم مصرية مباشرة للجانب السوداني في هذا التوقيت المهم.
كذلك يوضح أن العلاقات المصرية السودانية تشهد مرحلة إيجابية للغاية ستنعكس على مجمل القضايا الإقليمية وليس فقط على المستوى الثنائي. في ظل ما تشهده السودان من علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. كذلك إعادة تعويم النظام السوداني وبداية تحركات روسية أمريكية في البحر الأحمر وبالقرب من السواحل السودانية.
تأكيد الشراكة المصرية السودانية
فهمي يشير إلى أن هذه الزيارة قد تكون زيارة داعمة كبيرة سيكون لها انعكاسات على دعم السودان وتأكيد الشراكة المصرية السودانية. كذلك تأكيد التعاون الاستراتيجي والسياسي بين البلدين، ومزيد من التعاون في ملف سد النهضة في مواجهة التعنت الإثيوبي.
في كل الأحوال العلاقات بين الخرطوم والقاهرة علاقات جيدة ومرشحة لمزيد من الدعم والمساندة بين البلدين، يختم فهمي حديثه.