تعثر كبير أصاب نادي الزمالك وخط هجومه في سجله التهديفي خلال الأسابيع الأخيرة. لاسيما بعد تألق لاعبيه الذين أعارهم لأندية الدوري الأخرى ونجاحهم في تسجيل 18 هدفًا بالتمام والكمال منذ رحيلهم. بينما يعانى الفريق الأبيض نفسه من اللعنة. ولم يتمكن من تسجيل أكثر من هدفين في آخر 4 مباريات لعبها. ليضم في سجله 21 هدفًا فقط منذ انطلاق هذا الموسم بكل المسابقات. هذا الأمر يضع المدير الفني البرتغالي جايمي باتشيكو في موقف حرج يكرر به نفس سيناريو مواطنه الأشهر جوزيه مورينيو. عندما فرط في الثنائي الذهبي محمد صلاح وكيفين دي بروين أثناء تدريبه تشيلسي، ومن ثم أصبحا أهم نجمين بالدوري الإنجليزي الممتاز والعالم أجمع.
أناكوندا وفتحي والسعيد وبامبو.. معارون أحرجوا باتشيكو
مباراة الجونة وسموحة بالدوري الممتاز الأخيرة مثال لقرار باتشيكو السيئ بالتخلي عن مصطفى فتحي وعمر السعيد. إذ أحرز كل منهما ثنائية في اللقاء الذي انتهى بالتعادل (2-2). وبشكل عام، فقد تفوق معارو الزمالك على الفريق نفسه وكذلك على معاري الأهلي في تسجيل الأهداف هذا الموسم. ذلك برصيد 23 هدفًا مقابل 15 لمعاري القلعة الحمراء.
أبرز مثال على أزمة الزمالك مع معاريه، تألق مصطفى محمد “الأناكوندا” لاعب الزمالك المعار لنادي جالاطا سراي التركي. أحرز الأناكوندا 6 أهداف في 7 مباريات خاضها بالدوري والكأس في تركيا في وقت قياسي. ليصبح أول وأكثر محترف مصري يحقق هذا الإنجاز في الدوريات الأوروبية المختلفة.
أيضًا سجل مصطفى فتحي الجناح الأيسر المعار لنادي سموحة هذا الموسم 5 أهداف مع الفريق السكندري. ذلك خلال مشاركته في 8 مباريات بالدوري وكأس مصر. فيما تمكن عمر السعيد المعار للجونة من تسجيل 5 أهداف في 4 مباريات بالدوري. وكذلك رزاق سيسيه المعار للاتحاد السكندري، فقد تمكن من تسجيل 5 أهداف مع زعيم الثغر في 12 مباراة بالدوري الممتاز.
وسجل كريم بامبو المعار للبنك الأهلي هدفًا وحيدًا خلال مشاركته في 5 مباريات بالدوري وكأس مصر. ومثله محمد أوناجم المعار للوداد المغربي خلال مباراتين في دوري أبطال أفريقيا. كما شارك في مباراتين بالدوري المغربي دون أن يسجل.
مورينيو الذي شرب من كأس التفريط
رغم الخلافات العديدة التي وقعت بين الثنائي جوزيه مورينيو وجايمي باتشيكو أثناء وجودهما في الدوري البرتغالي مطلع الألفية الجديدة. ووصلت حد السباب. لكنهما اتفقا على السقوط في بئر افتقاد الرؤية الفنية الصحيحة في بعض لاعبيهم وعدم إعطائهم الفرصة الكاملة ليعبروا عن قدراتهم كاملة. ومن ثم تركهم للإعارة ليتألقوا بشدة خارج ناديهم ويحرجوا المدربين الكبيرين.
ففي عام 2014 فرط مورينيو في واحدة من أكبر أخطائه التدريبية بشهادة أغلب النقاد، بترك الثنائي محمد صلاح نجم منتخب مصر وكيفين دي بروين جوهرة منتخب بلجيكا يرحلان إعارة عن تشيلسي الذي كان يدربه حينها. لم يتمسك بهما في الفريق رغم إبرازهما موهبة كبيرة في البدايات.
رحل صلاح إلى فيورنتينا ثم روما وتوهج بشكل لافت ليعود كأغلى صفقة للاعب عربي وأفريقي في تاريخ ليفربول ويكتب كل النجاح والمجد، ويظل هداف الدوري الإنجليزي الممتاز موسمين متتاليين، ويعود هذا الموسم لتصدر ترتيب الهدافين ثانية بعدما فرط فيه بالموسم الماضي من البريميرليج، كما توج باللقب مع الريدز وكذلك دوري أبطال أوروبا ونال جوائز عديدة أبرزها أفضل لاعب في إنجلترا مرة وأفريقيا مرتين على التوالي.
بينما رحل دي بروين إلى فولفسبورج الألماني معارًا ثم تألق واشتراه النادي بعدها، قبل أن يعود نجم كبير ولامع مع مانشستر سيتي ويتوهج بشكل عملاق هناك رفقة المدرب الأشهر بيب جوارديولا بملعب الاتحاد وأصبح أهم لاعب وسط في العالم بالسنوات الاخيرة وملك صناعة الأهداف بشكل مستمر لأكثر من موسم متفوقًا على عمالقة اللعبة وعلى رأسهم الأرجنتيني الساحر ليونيل ميسي.
الفخ الذي وقع فيه باتشيكو
فخ مورينيو هذا وقع في شباكه باتشيكو أيضًا خلال مسيرته الحالية مع الزمالك، بعدما فرط بإرادته في نجوم مثل مصطفى فتحي وعمر السعيد وبامبو، كانوا أوراقًا رابحة لديه فلم يستغلها بالشكل الأمثل ليتألقوا بشدة عندما نالوا الفرصة كاملة خارج الزمالك.
مصطفى محمد الوحيد الذي أصر على الرحيل وخوض تجربة الاحتراف بتركيا. وأيضًا تألق كما الجميع وهدف خارج أسوار النادي، بينما ظل باتشيكو يعاني غيابًا تهديفيًا كبيرًا أصاب القلعة البيضاء، وجعل جماهير الزمالك تلقي اللوم على الإعارات سببًا في هذا التراجع.