لا زالت أصداء منشور أستاذ الاذاعة والتلفزيون دكتور أيمن منصور ندا “زمن أحمد موسى” مستمرة، وذلك على خلفية انتقاده للأداء الإعلامي، وغياب المهنية عن ممثليه خلال السنوات الأخيرة.

وفي أعقاب تداول أخبار حول تحويل ندا للتحقيق الداخلي بسبب انتقاده “زمن موسى”، أصدرت كلية الإعلام بجامعة القاهرة، منذ قليل، بيانا نفت فيه الخبر، مرجعة الأمر إلى مسالة أخرى، إذ أوضحت أن استدعاء دكتور أيمن للتحقيق، يخص النظر فى الشكوى المقدمة من زميله في القسم الدكتور بركات عبد العزيز، على خلفية تعديه على الأخير في اجتماع لجنة الدراسات العليا منذ عدة أشهر.

وبدأت الأزمة حين نشر أستاذ الاعلام تدوينته “زمن أحمد موسى”، عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”، واعتبر أن نموذج موسى لا يتواءم مع المواصفات الشكلية والمهنية اللازمة للإعلامي المحترف.

كما انتقد ما اعتبره حدودا إعلامية مغلقة تجعل الحديث خارج المسموح أمرا مستحيلا.

أيمن منصور ندا

فيما رد موسى قائلًا: “المتنمر أيمن منصور ندا من حقك النقد، لكن أن تتنمر على جسمي وصوتي وما خلقه المولي سبحانه وتعالي، فهذا يخرج من النقد إلى التنمر و الإساءة والسخرية”.

وبينما أعلن موسى عزمه التقدم ببلاغ إلى النائب العام بحق ندا، نشر رئيس قسم الإذاعة في جامعة القاهرة، اليوم، مقالا جديدا، ذيله بعنوان ” بلاغ إلى سيادة النائب العام، إعلام النكسات : من “أحمد سعيد” إلى “أحمد موسى”.

وعبر منشور طويل على الفيس بوك قال ندا “خلافي مع الأستاذ أحمد موسى وبعض الإعلاميين ليس خلافاً حول من يكونون، فحقيقتهم لا تخفى على أحد، وهي حقيقة يعلمها القاصي والداني”.

وأضاف: “الخلاف حول تحديد مدى ملائمة ما يقدمونه للوقت الذي نمر به؟ ومدى صلاحية المنتجات التي يبيعونها؟ ومدى حاجتنا وحاجة المجتمع إلى هذه المنتجات من الأساس؟.. هم على رؤوسنا ( أيا كانت وظيفتهم التي يأكلون منها عيشهم ما داموا راضين عنها ومقتنعين بها)، غير أن بضاعتهم فسدت ولم تعد مناسبة لنا”.

إعلام النكسات

حذر ندا مما سماه بـ “إعلام النكسات”، والذي كان أحد أبطاله في السابق المذيع أحمد سعيد، إذ كان يبشر الناس بقرب الدخول إلى تل أبيب، بينما تجرى أحداث الهزيمة على الأرض المصرية في 1967.

وتابع ندا: “إعلام النكسات، أشاد بمشروع توشكى الذي سيحقق لمصر الاكتفاء الذاتي من القمح والحنطة، وشرق العوينات، ومناجم الذهب والفضة والمرجان والياقوت، ومشروعات البنية التحتية العملاقة، ووعد الناس بالبيتزا والهامبورجر، وصحونا على فقر مدقع، وواقع مرير! والإعلام الذي يمثله الأستاذ أحمد موسى في الوقت الحالي يقوم بالدور نفسه، ونخشى أن نصل إلى النتيجة ذاتها”.

كما وصف ندا القائمين على الإعلام بـ”الحنجلة” التي أصبحت أكثر ظهوراً وأوسع انتشاراً لا سيما في وسائل الإعلام المصرية سواء لدى المذيعين أو لدى قائمة الضيوف المفروضة علينا.

وردد ندا: “ليس من مصلحة أحد تغييب الوعي، وليس من مصلحة أحد إقصاء كل صاحب وجهة نظر مختلفة، الدم حد فاصل بيننا وبينهم، لا حوار مع مجرمين أو سفاكي دماء، إنما الكلام يرد عليه بالكلام، ووجهة النظر ترد عليها بوجهة النظر الأخرى، وما قيل على ملأ يرد على ملأ مثله، الدول القوية هي التي تحتوي معارضيها”.

كما تقدم ندا ببلاغ للنائب العام ضد ما سماه بـ “إعلام النكسة“، و “أهل الحنجلة”، منعا لتكرار التجربة، والوصول بالحالة المصرية إلى العواقب نفسها، بما أن المقدمات واحدة، على حد قوله.

اقرأ أيضا:

للحماية من الملاحقة.. ما المباح تناوله في الإعلام المصري

 

ردود أفعال.. تضامن مع موسى ودعم لمنصور

في السياق نفسه، توالت ردود الأفعال المؤيدة والرافضة لنهج دكتور الإعلام في انتقاد الإعلاميين، ففيما اعتبره البعض من صميم عمله، جنح آخرون إلى اتهام ندا بالمريض النفسي.

الدكتور حسن على أستاذ الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام جامعة السويس، أظهر تضامنا مع ندا واعتبر أن “المذيع موظف عام، يخضع أداؤه وإنتاجه الإعلامي للنقد مهما كان النقد قاسيًا، وتهديد أحمد موسى بمقاضاة الدكتور أيمن منصور لا محل له قانونًا”.

في حين أعلن الإعلامي نشأت الديهي تضامنه مع أحمد موسى، وتناول مقال الدكتور أيمن ندا بالهجوم اللاذع، وقال في برنامجه «بالورقة والقلم»، إن صاحب المقال “يعاني من مرض نفسي شديد يجعله يهاجم القنوات الفضائية تارة والصحفيين والإعلاميين تارة أخرى”.

من جانبه، ناشد الكاتب الصحفي أنور الهواري ماوصفهم بـ”أهل العقل” في الدولة إعادة الأمور إلى نصابها، متضامنا مع ندا “الأستاذ القدير دكتور  أيمن منصور ندا هو مفخرة علمية وأخلاقية لجامعات مصر، وإحالته للتحقيق عن مقالاته حول الإعلام، هي إهانة كبيرة لجامعة القاهرة، كما أنها رسالة إذلال وقمع وقهر رديئة ورخيصة، لكل أساتذة مصر وعلمائها المحترمين”.

وكانت كلية الإعلام بجامعة القاهرة قد أصدرت بيانا نشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نفت فيه أي علاقة لها بما تم نشره على إحدى الصفحات الخاصة بأحد الأساتذة.

وذكر بيان الكلية “بشأن الجدل المثار مؤخرًا من نشر مقال عن بعض الإعلاميين والعمل الإعلامي، فإن الكلية توضح أنه لا علاقة لها بما تم نشره، وأن هذه الصفحات الشخصية تعبر عن الرأي الشخصي لأصحابها، وتؤكد الكلية احترامها وتقديرها لكل الزملاء الإعلاميين”.

ولا تعد المقالات الخاصة بأحمد موسى الأولى لندا التي تدور حول أداء الإعلاميين المصريين، فسبق وأن نشر مقالا يشبه الدراسة عن عمرو أديب كمقدم برامج، منتقدا ما اعتبره أخطاء تسربت لجيل كامل من مقدمي التوك شو.