محاولة للتعريف

على مدى أسابيع ثلاثة مضت قدمت ما يمكن تسميته بتأملات حول الصحوة الإسلامية. وفي حين طرحت ما أظنه تعريف دعاة الصحوة أنفسهم لها، وبشكل ما سعيت إلى تفنيد هذا التعريف، فإنني لم أطرح تعريفًا بديلاً، ولم يكن لي أن أفعل ذلك. قبل أي شيء لا يشير مصطلح الصحوة إلى كيان أو حركة أو اتجاه فكري أو عملي واحد؛ بل يشير إلى كثرة من الكيانات والحركات والاتجاهات التي لا يمكن جمعها تحت أي كل متجانس، لأنها تختلف وتتباين فيما بينا إلى حد التناقض والعداء والتكفير المتبادل. ومن ثم ففي تأملاتي حول الصحوة سعيت إلى التقاط عوامل مشتركة أعتقد أنها معًا تعكس ما يميز هذه الظاهرة بغض النظر عن الاختلافات الهامة بين ما أنتجته من صور مختلفة للممارسات الخطابية والعملية على أرض الواقع.

ليست الصحوة الإسلامية عودة إلى الماضي. دعاتها على اختلافهم يصدقون ذلك، وخصومهم الفكريون والسياسيون يصدقون ذلك أيضًا. أما الماضي الذي يشير إليه أي من الطرفين فهو وهم مختلق لم يكن واقعًا في يوم من الأيام. المثير للاهتمام أن دعاة الصحوة وخصومهم يكادون يتفقون تمامًا في تصوراتهم عن الماضي المزعوم. وهذا بطريقة ما يؤكد حقيقة أن هذا الماضي هو وهم من صنع خيال حداثي؛ أي أنه طريقة لتجميع ما نعرفه عن الماضي وإعادة تركيبه حسب مفاهيم وصور أنتجتها الحداثة ولم يكن لها وجود سابق عليها.

الصحوة الإسلامية هي قبل أي شيء أحد مظاهر الاستجابة لتحدٍ، عدواني في معظمه، فرضه الغرب على أغلب بلدان العالم، من خلال الاستعمار والاحتلال العسكري المباشر لأراضي هذه البلدان. ومن خلال التوسع العدواني للسوق الرأسمالي، وأيضًا من خلال ممارسات ثقافية تعكس استعلاءً عرقيًا للأبيض الأوروبي على الآخر. لا يمكن تجاهل هذه الحقائق كما لا يمكن تجاهل أن تشكل هوية الغرب في مواجهة الآخر غير الغربي، قد انعكست في طريقة تشكيل المجتمعات غير الغربية لهوياتها القومية (أو الدينية على نمط قومي) في حالة مواجهة وصراع ونفي لهوية الآخر الغربي.

ولكن إن كان دور الغرب الاستعماري بصوره المختلفة يفسر لماذا وكيف نشأت ظاهرة الصحوة، فهو لا يبرر أو يفسر كل مناحي تطورها ونشأة الممارسات المختلفة التي خرجت من عباءتها. يمكننا أن ندرك على سبيل المثال كيف أن تشكيل هوية إسلامية على نمط قومي في مواجهة غرب استعماري قد تضمن بذرة لكراهية الآخر. ولكن استثمار هذه الكراهية وتوجيهها إلى الآخر المحلي هو منتج لخيارات اتخذها دعاة الصحوة، أفرادًا أو جماعات بأنواعها. بشكل عملي كانت تغذية الطائفية ومشاعر الكراهية ضد كل آخر مختلف أكثر أدوات الخطاب الديني، وممارسات الجماعات الإسلامية، نجاحًا في ربط رجل الشارع العادي بالهوية الإسلامية المستحدثة. ليس ثمة أداة من أدوات العمل (الإسلامي) مما أنتجته الصحوة، سواء كان ثقافيًا، إعلاميًا، خيريًا، إغاثيًا، إلخ، لم يكن لها طابع طائفي واضح وصريح. ومن ثم فقد عملت في تناغم تام مع الخطاب العلني ومع الممارسات العدوانية الواضحة (وصولاً إلى العمليات الإرهابية). في تأكيد نفي الآخر بسبل وصور متعددة. وسيادة خطاب كراهية الآخر بين الشعوب نفسها هي النتيجة الطبيعية لأكثر من نصف قرن من النمو المتسارع والانتشار الواسع لفعاليات الصحوة.

خطاب الكراهية عندما يتجسد في صورة فعل

في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2013، هاجم مئات من سكان قرية تدعى أبو مسلم تابعة لمحافظة الجيزة، منزلاً سكنه حينها الشيخ حسن شحاتة. وهو شخص مثير للاهتمام، ففي مرحلة مبكرة من مسيرته كان أحد الدعاة المشاهير، وخطيبًا يكتظ المسجد الذي كان يلقي فيه خطبة الجمعة كل أسبوع، بالمصلين القادمين خصيصًا للاستماع إليه. ولكن حسن شحاتة تحول عن المذهب السني السائد في مصر إلى المذهب الشيعي وأصبح واحدًا من أبرز مشايخه. وفي ذلك اليوم من عام 2013، كان شحاتة يستضيف عددًا من أعضاء الطائفة الشيعية في منزله للاحتفال بليلة النصف من شعبان. سكان القرية الغاضبون على الشيخ بدعوى أنه قد نجح في استقطاب عدد من شباب القرية إلى مذهبه، قرروا أن يضعوا حدًا لوجوده بينهم، فهاجموا المنزل، وحاولوا اقتحامه، وعندما امتنع صاحب البيت عن السماح لهم بالدخول عبر الباب، هدموا جدارًا جانبيًا ووصلوا إلى الشيخ وأتباعه فاقتادوه مع ثلاثة منهم إلى ساحة ملاصقة ثم انهالوا عليهم بالضرب حتى الموت، وبعدها سحلوا جثثهم إلى مشارف القرية. الغالبية العظمى من أهل القرية ممن شاركوا أو لم يشاركوا في الاعتداء الوحشي، لم يبدوا فقط قبولهم أو رضاهم عن هذا الفعل، بل عبروا عن فخرهم به. تبادل شباب القرية الفيديوهات التي سجلتها كاميرات الهواتف المحمولة للاعتداء، ولم يتردد بعض الأهالي ممن استطلعت وسائل إعلامية محلية ودولية آراءهم لاحقًا في التعبير عن ارتياحهم لمقتل الشيخ الشيعي. أحد هؤلاء وهو مدرس تحدث إلى مراسل محطة فرانس 24 قائلاً: “نحن سعداء بما حدث. وكنا نتمنى ان يحدث منذ زمن.” ونقل المراسل نفسه أن أهالي القرية استخدموا جميعًا لفظ (كفار) للإشارة إلى الشيعة، من أهل القرية نفسها”.

هذه واقعة نادرة، بقدر ندرة الشيعة في مصر. فالإحصائيات تقدرهم بحوالي 1% من السكان. الوقائع المماثلة ضد البهائيين نادرة أيضًا. مرة أخرى لقلة أعدادهم. ولكن ما يسمى (بالأحداث الطائفية) ضد المسيحيين المصريين هو بالتأكيد متكرر طيلة الوقت. فلماذا اخترت هذه الواقعة كمثال هنا؟ الإجابة بسيطة. هذا تعد طائفي لم يكن ليحدث بأي حال لولا مناخ الكراهية والرفض الذي أنتجه خطاب وممارسات محسوبة على الصحوة الإسلامية. هذا المناخ قد أنتج تزايدًا في معدلات التعديات الطائفية على المسيحيين، بكل تأكيد، ولكن هذه التعديات بمعدلات أقل كانت موجودة في كل عهد سابق. أما التعدي على الشيعة، واعتبارهم كفارًا، فلم يكن أمرًا شائعًا في مصر منذ انتهى عصر الفاطميين، حكام مصر الشيعة، على يدي صلاح الدين الأيوبي الذي أنهى وجود الخلافة الفاطمية.

تكفي الإشارة إلى أن الأزهر قبل عقود طويلة اعتبر المذهب الجعفري (أحد مذاهب الشيعة) من المذاهب المقبول تدريسها به، كما أن فاروق الأول، ملك مصر، قبل ثورة 1952، قد زوج إحدى أخواته من شاه إيران الشيعي، محمد رضا بهلوي، ولم يعترض أحد على مذهب الزوج (الكافر). اختصارًا، الهوية الإسلامية الضيقة التي تجعل المختلفين في الدين والمختلف في المذهب وكذلك المختلف في المقولات والتفسيرات الفقهية، والمختلف في الالتزامات الدينية، بل والآراء السياسية إلخ، كفارا تستباح دمائهم، هي منتج للخطاب الديني للصحوة، وليس لأي شيء آخر.

القمع باسم الدين

هذه العدوانية تجاه الآخر المختلف، أو الذي يتم تصويره على أنه مختلف، ليست ناتجة عن إعادة الاستخدام الشعبي لخطاب دعاة الصحوة بأنواعهم، الوسطي المعتدل، أو السلفي المتطرف، أو الرسمي الأزهري. هذه التصنيفات ليست أكثر من بطاقات تعريف لمتنافسين على السيطرة على سوق الخطاب الديني، ولكن الاختلافات الحقيقية والعميقة بين هؤلاء لا تتعلق مطلقًا بتوافقهم على نفي الآخر كجوهر للهوية التي يتنافسون على استثمارها. النفي الحرفي على سبيل المثال كان مصير أحد الضحايا الأوائل البارزين للقمع باسم الدين وهو الدكتور نصر حامد أبو زيد.

فارس هذه الغزوة الجهادية ضد أبو زيد في سبيل الله، كما حرص هو شخصيًا على تصويرها، كان عبد الصبور شاهين، الذي حول مهمة أكاديمية كعضو في لجنة تقييم داخل الجامعة تنظر في ترقية أستاذ جامعي، إلى محكمة تفتيش في ضمير هذا الأستاذ، خرجت في نتيجتها بتكفير أفكاره، وحرمانه من ترقية مستحقة على أساس ما رآه شاهين من انحراف لأفكار الأستاذ عن صحيح الدين. ولم يكتف شاهين بهذا الدور الذي خرج فيه عن أي قواعد مقبولة للعمل الأكاديمي في أي مكان في العالم، ولكنه نقل ما اعتبره جهادًا في سبيل الدين إلى الشارع، من خلال موقعه كخطيب لأحد المساجد الكبرى بالقاهرة (مسجد عمرو بن العاص)، وخلفه ردد الخطباء على المنابر في كل مكان حكايته مع إضافة البهارات اللازمة، ليصبح الأستاذ الجامعي، أبو زيد، هدفًا لغضب المسلمين الغيورين على دينهم، ثم هدفا لدعوى تفريق عن زوجته أمام المحاكم، وأخيرًا هدفًا لتهديدات بالبطش به اضطرته إلى مغادرة مصر مع زوجته، إلى منفى اضطراري لم يعد منه حيا إلى أرض وطنه.

قضية نصر حامد أبو زيد، في تسعينيات القرن الماضي، والتي كان محورها كتابه “نقد الخطاب الديني”، تشبه قضية كان محورها كتاب طه حسين، “في الشعر الجاهلي”، قبل ما يقرب من سبعة عقود، في عشرينييات نفس القرن. تعرض طه حسين أيضًا لهجوم عنيف، بل وفصل من عمله الإداري بالجامعة حينها، فتقدم باستقالته من عمله الأكاديمي بها احتجاجًا على فصله. ولكن طه حسين لم يتحول إلى مضغة لأفواه خطباء الجمعة، ولم يضطر تحت وطأة الضغوط إلى مغادرة مصر، بل استعاد منصبه بالجامعة بعد سنوات، وأصبح وزيرًا للمعارف في وقت لاحق، وظل موضع التقدير والاحترام كأحد أعلام الأدب والثقافة في مصر حتى وفاته فيها. الفارق كبير وواضح بين ما كان عليه الأمر قبل نمو القمع باسم الدين مع الصحوة وبعده، وهو توجه لا يزال يتنامى، فتلك اللغة وهذه الاتهامات التي استخدمها شاهين ضد أبو زيد وأثارت دهشة كثيرين في تسعينيات القرن الماضي، هي اليوم خطاب يومي اعتيادي. واليوم تُرفض رسائل للدراسات العليا بدعاوى الانحراف عن صحيح الدين لأقل كثيرًا مما أثير حول أبو زيد، ويتعرض أساتذة جامعيون للتحقيق الداخلي بل وللملاحقة القضائية بسبب أمور تحدثوا بها في محاضراتهم واعتبرها طلبتهم غير ملائمة دينيًا.

انغلاق الأفق

القمع والتهديد بشبح التكفير والتضييق على كل مختلف عن السائد باسم الدين، يتخذ عشرات الصور وتمارسه الدولة من خلال مؤسساتها، كما يمارسه أفراد ومجموعات من عامة الشعب بصفة يومية وبشكل اعتيادي. ثمة نوع ما من الأسلمة قد تحقق على أيدي دعاة الصحوة، ولكنها ليست الأسلمة التي أرادها معظمهم، وإن لم يجدوا غضاضة في استثمارها على أية حال. هذا في الوقت الذي تحول فيه حلم الدولة الإسلامية إما إلى سراب؛ كما هو الحال مع ما آلت إليه تجربة الإخوان القصيرة في الحكم في مصر، أو إلى كابوس؛ كما عكسته تجربة داعش في سوريا والعراق، ومن ثم فأفق الصحوة اليوم أصبح مغلقًا. ولكن بفضل الصحوة أيضًا أصبح أفق التغيير بصفة عامة مغلقًا بدوره. تقويض الفرصة التي أتاحتها ثورة 25 يناير لفتح مجال سياسي ديموقراطي، نموذج واضح. أخطأ الإسلاميون في تفسير مظاهر الأسلمة في المجتمع على أنها دليل على امتلاكهم لتفويض شعبي بشرعية سياسة كافية للحكم المنفرد أو بتفاهمات مع البيروقراطية العسكرية. ومن ثم ركزوا جهودهم في محاولة القضاء على الفاعلين السياسيين المدنيين، وحولوا الصراع حول الشرعية السياسية إلى صراع حول هوية الدولة. النتائج الكارثية دفع جزء كبير من ثمنها الفصيل الإسلامي السياسي الأكبر في مصر وفي المنطقة كلها. ولكن المجتمع في مجمله سيكون عليه أن يدفع أثمانًا مضاعفة لمدى زمني غير معلوم. فالضحية الأساسية للأسلمة القائمة على هوية وهمية هو الخيال السياسي، أي قابلية الجمهور لأن تلهمه أي دعاية سياسية وأن تعكس تطلعاته إلى مستقبل أفضل. ببساطة لأن هذا الجمهور هو اليوم بلا أي تطلعات.

قد يبدو ظالمًا اتهام الصحوة الإسلامية بأنها وراء قتل تطلعات الجماهير إلى مستقبل أفضل. ولكن الحقيقة أن عزل وخنق أي بدائل سياسية حقيقية سواء كانت ليبرالية أو يسارية، بدعوى أنها علمانية، وفي المقابل تقديم بديل سياسي إسلامي هو في حقيقته نسخة أخرى من الأنظمة القائمة ولكن بعباءة دينية يسهل اكتشاف سطحيتها، هو تحديدًا ما أدى إلى قتل أي خيال سياسي لدى الجماهير، وجعلها مستعصية على التعاطي مع السياسة كسبيل للتغيير من الأساس. الفرد العادي اليوم، الذي شارك خطاب الصحوة وممارساتها على مدى نصف قرن في تشكيله، هو في الواقع غير قادر على الحلم، وهو بخلاف ذلك غير قادر على التعاطي مع تحديات عالم يتغير بسرعة ويواجه مخاطر تختلف تماما عن تلك التي اعتادتها المجتمعات البشرية في الفترات السابقة.

حتى لا نكون مبالغين في تصوير مجتمعاتنا على أنها استثنائية بشكل سلبي في افتقاد الفرد العادي لأدوات التعاطي مع التهديدات الوجودية التي خلقتها الرأسمالية المتأخرة، فلابد أن نعترف أن هذا هو حال أغلب مجتمعات عالمنا اليوم، بدرجات مختلفة. لذلك علاقة تبادلية بصعود اليمين السياسي في أنحاء العالم. ويمكن أن نجد في أزمة وباء الكورونا والإخفاق الواضح في التعامل معه على مستوى العالم كله، دليلاً على حالة من العجز العام، أحد وجوهها هو انسحاب الشعوب من أي اشتباك إيجابي مع الأزمة لحماية نفسها. المفارقة الأبرز هي أن النموذج الفج لصعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما أتى بأكثر رؤسائها تمثيلاً له، كان على هذا الرئيس مواجهة وباء عالمي لم تواجه البشرية مثله منذ قرن، وكانت النتائج كارثية. على الجانب الآخر من العالم، هنا في مصر، لا أحد يعلم بأبعاد الأزمة أصلاً، ولا يكاد أحد يهتم أيضًا. المأساة أن الغالبية العظمى من الشعب تفتقد إلى الحد الأدنى من المعرفة العامة التي تجعلها تدرك أن غياب المعلومات لا يعني غياب الأزمة. هذه الغالبية بعيدة أصلاً عن مجال طرح الأسئلة، فهي مغتربة تمامًا عن المعرفة المطلوبة للتساؤل.

سيمر خطر الكورونا، بعد وقت قد يقصر كما نتمنى أو يطول رغم أنفنا، ولكن مخاطر مماثلة ليست فقط ممكنة بل تكاد تكون حتمية، وبخلاف ذلك ثمة خطر وجودي يهدد البشرية وهو تغير المناخ، ولا يكاد يوجد أمل في مواجهته إن لم تتحرك الشعوب ذاتها لفرض الحلول القاسية التي لن تجرؤ الحكومات على فرضها على الصناعة والنمو الجائر للرأسمالية. وشعوب ما يسمى بدول الجنوب (العالم الثالث سابقًا) مرشحة كالعادة لتحمل الأسوأ من نتائج هذه الكارثة القادمة. ولكن هل يمكن لأحدنا تخيل كيف يبدأ في شرح ما تعنيه هذه الكارثة أصلا لمجتمع يغلف عجزه المعرفي بكراهية سائدة للمعرفة وللعلم، يستخدم تصوراته الدينية للتعبير عنها؟

ليس فيما سبق أي ادعاء بأن الصحوة الإسلامية مسؤولة وحدها عن كافة الأوضاع الكارثية التي تعيشها المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة. دولة ما بعد الاستعمار تتحمل بالتأكيد النصيب الأوفر من المسؤولية. ولكن حالة العجز المجتمعي العام عن التغيير، وبصفة أساسية عن تغيير هذه الدولة نفسها إلى صورة أكثر ديموقراطية ومن ثم أكثر حيوية وقدرة على التعاطي مع التهديدات الوجودية (الحقيقية) المتزايدة، تتحمل الصحوة بخطابها وممارساتها المسؤولية الأكبر عنه. في المحصلة، ليست الصحوة الإسلامية هي ما تسبب في أمراض مجتمعنا، ولكنها هي نفسها أحد هذه الأمراض، وربما أكثرها خطورة.

للاطلاع على مقالات أخرى للكاتب.. اضغط هنا