بعد 11 عامًا من رحيله عن رئاسة نادي برشلونة، عاد خوان لابورتا الآن إلى منصب الرجل الأول في قلعة البلوجرانا ثانية. من خلال انتخابات مثيرة أسفرت عن فوزه برئاسة النادي الذي يعاني بشدة في الوقت الراهن. خاصة على مستوى فريق الكرة بالإضافة لأزمات وفضائح إدارية عديدة بطلها الرئيس السابق جوسيب بارتوميو.

لابورتا صاحب الـ58 عامًا ترأس النادي خلال الفترة من 2003 إلى 2010 وقاده لواحدة من أنجح فترات برشلونة. الآن سيكون عليه استخدام خبرته السابقة وكاريزمته التي يتمتع بها لانتشال النادي من عثرته الاقتصادية أو الرياضية.

الجميع وقف خلف لابورتا

تفوق لابورتا في الانتخابات على منافسيه فيكتور فونت وتوني فريتشا. لكنه يحتاج للتغلب على أزمة حقيقية يعانيها النادي الكتالوني رياضيًا وماليًا. كذلك يتعين عليه التغلب على بعض الشكوك التي شابت فترتي رئاسته السابقتين بين 2003 و2010.

كذلك أصبح المحامي والسياسي لابورتا أول رئيس لبرشلونة يتم انتخابه لفترتين منفصلتين على مدار تاريخ النادي. حسبما أفادت وكالة أنباء “أوروبا برس”. كذلك وقف الجميع خلفه لينجح بالرئاسة وعلى رأسهم نجوم الفريق ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه.

لابورتا فاز برئاسة النادي للمرة الأولى في 2003 ثم أعيد انتخابه لفترة ثانية على التوالي في 2010. خسر في الانتخابات التي جرت في 2015 أمام بارتوميو. قبل أن يفوز مجددًا برئاسة النادي.

تحديات عديدة تواجه لابورتا “المنقذ”

لابورتا تعهد بأن يعيد بريق برشلونة ليبث بهذا حالة الحماس والثقة بين أعضاء وأنصار النادي. حيث كان شعار “عشق برشلونة” هو عنوان حملته الانتخابية. كذلك سيكون هدفه الرئيسي إعادة الفريق لتقديم العروض التي أبهرت الجميع قبل أكثر من عقد كامل. كما عليه أن يعيد مدرسة الناشئين العريقة “لا ماسيا” في النادي إلى سابق عهدها.

كذلك يواجه لابورتا الآن تحديًا صعبًا يتمثل في إصلاح وتحسين الوضع المالي للنادي بعد انتشاله من كبوته الحالية. وفي إطار هذا سيكون بحاجة إلى الاستفادة من علاقاته المتميزة من ناحية ومراجعة بعد العقود مع الشركاء والرعاة.

كما يدرك لابورتا أن أكثر ما سيساعده على تقليص الإنفاق على شراء لاعبين هو تدعيم “لا ماسيا”. لتطعيم الفريق الأول بالمواهب الصاعدة من هذه المدرسة التي أفرزت العديد من النجوم في الماضي. لكن قبل كل هذا يحتاج لابورتا إلى حسم قضية بقاء ليونيل ميسي في صفوف الفريق بشكل عاجل.

عجز اقتصادي وديون عملاقة وبقاء ميسي

يبدأ لابورتا ولايته الجديدة في رئاسة النادي وسط أزمات هائلة يواجهها النادي الكتالوني. حيث بلغ إجمالي ديون النادي نحو 2.1 مليار يورو. كما ينتهي عقد ميسي مع النادي في نهاية الموسم الحالي ما يعني إمكانية رحيل النجم الشهير عن النادي مجانًا الصيف المقبل. وأدلى ميسي صاحب الـ33 عامًا بصوته في الانتخابات برفقة زملائه في الفريق لصالح لابورتا.

ومن المهام الصعبة التي تواجه الرئيس الجديد كذلك، محاولة إقناع ميسي بالبقاء في صفوف الفريق. لكن لابورتا وعلى الرغم من علاقته القوية بميسي لا يمتلك في حسابات النادي المال الكافي لتقديم عرض مغري لميسي. كذلك كشف البرغوث بعد نهاية الموسم الماضي رغبته في الرحيل عن الفريق ولكن بارتوميو رفض وقتها.

والآن سيكون استمرار ميسي مع برشلونة من المهام الأساسية التي يتعين على لابورتا حسمها بأسرع وقت ممكن. خاصة أن عقد اللاعب يمتد لنهاية الموسم الحالي فقط. ويحق لميسي الرحيل عن برشلونة بعدها مباشرة بدون أي استفادة للنادي.

إقناع ميسي بالاستمرار

لابورتا قال بعد انتخابه رئيسًا للنادي، إنه يأمل في مواجهة التحديات العاجلة للنادي وإقناع ميسي بالبقاء ضمن صفوف برشلونة. كذلك أشاد بمشاركته في الانتخابات. كما قال إن هذا يعد مؤشرًا على إمكانية إقناع اللاعب بالبقاء في برشلونة.

لابورتا قال في كلمته بعد الفوز بالانتخابات: “نحن عائلة عظيمة. وأفضل لاعب في العالم يعشق برشلونة، وهذا أمر مهم للغاية. أتمنى أن يساهم هذا فيما سيتخذ من قرارات وأن يساعد هذا في استمراره مع برشلونة. وهو ما نريده، مشاركة ميسي في التصويت ومشاركته في هذا المحفل ببرشلونة يعد دليلاً على ما قلته في حملتي الانتخابية. إن ميسي يعشق برشلونة”.

كما أكد لابورتا أنه سيعمل على مواجهة واجتياز تحديات الحاضر والمستقبل. موضحًا: “عندما قلت إننا يجب أن نعمل جميعًا سويًا. كنت أعني أيضًا جميع المرشحين والمنافسين الذين واجهتهم في هذه الانتخابات”. كذلك أشاد بكل من منافسيه في هذه الانتخابات فونت وفريتشا معربًا عن امتنانه لهما.

تدعيم الفريق بنجوم عالمية تعيده للواجهة

الأزمة الاقتصادية تأتي في وقت يحتاج فيه الفريق لتدعيمات. ما قد يدفع للتعاقد مع لاعبين تنتهي عقودهم هذا الصيف. كالأرجنتيني سيرجيو أجويرو أو الفرنسي ممفيس ديباي.

ولأول مرة منذ سنوات طويلة يغيب البارسا عن منصات التتويج لفترة تقترب من العامين. لذا فأن النادي بحاجة إلى مشروع جديد طموح، قادر على إعادة البارسا لوضعه الطبيعي. إضافة إلى الفوز بكل البطولات الممكنة، أقربها كأس ملك إسبانيا. والتي وصل فيها الفريق للمباراة النهائية. فهل ينجح لابورتا في التغلب على تلك التحديات؟ هذا ما سنعرفه مع الأيام والأشهر المقبلة.