منظمة الصحة العالمية عرضت عبر موقعها الإلكتروني تقريرًا وصفته بالـ”صادم”. أظهرت فيه أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي خلال عمرها. أو ما يقرب من 736 مليون امرأة، بحسب التقرير.

كذلك أشار التقرير الـ”صادم” إلى أن العنف الذي تعرضت له الفتيات بدأ من سن مبكر للغاية. رغم أنه تم الإشارة في التقرير ذاته إلى أن عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف لم يتغير كثيرًا منذ عام 2013.

ووفق التقرير، فإن المرحلة العمرية الأكثر عُرضة للعنف من 15 لـ24. أي أن هناك واحدة من كل 4 إناث تعرضت بالفعل للعنف على يد شريك. مع الإشارة إلى أن هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها وتحديث لما وصلت إليه دراسات 2013.

الدراسة أجريت في 161 بلدًا بين عامي 2020 إلى 2018. ولم تتضمن فترة انتشار جائحة كورونا. وبحسب المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم: “لا يمكن وقف العنف ضد المرأة باللقاح. مع توضيح أن العنف ضد المرأة متوطن في كل بلد وثقافة. ويسبب أضرارًا لملايين النساء وأسرهن، وتفاقم بسبب جائحة كورونا”.

وأضاف رئيس المنظمة أنه لا يمكن محاربة العنف إلا بجهود متأصلة ومستمرة تبذلها الحكومات والمجتمعات المحلية والأفراد. لتحسين إتاحة الفرص والخدمات أمام النساء والفتيات، وتعزيز العلاقات الصحية القائمة على الاحترام المتبادل.

تقرير صادم: العنف ضد المرأة من الأقارب والشركاء

التقرير الـ”صادم” أوضح أن أكثر بلاغات العنف حول العالم كانت ضد الشريك. حيث يمس 641 مليون امرأة تقريبًا. كذلك فإن 6% من نساء العالم يُبلّغن عن تعرضهن للاعتداء الجنسي من شخص غير الزوج أو الأسرة.

التقرير أرجح أن السبب في هذه الأرقام هو ارتفاع مستوى الوصم المرتبط بالاعتداء الجنسي عند الإبلاغ عنه. فمن المرجّح أن يكون الرقم الحقيقي أكبر بكثير.

كيف تتزايد معدلات العنف في حالات الطوارئ بحسب التقرير

الدراسة التي أجرتها المنظمة نيابة عن فريق عامل خاص تابع للأمم المتحدة. تناولت معدلات انتشار العنف ضد المرأة، بالاستناد إلى البيانات المسجلة في الفترة الواقعة بين عامي 2018 و2020. بينما لا تجسّد الأثر المستمر لجائحة كورونا. حيث إن المنظمة نبهت إلى أن الجائحة أدت إلى زيادة تعرّض النساء للعنف.

كذلك تقول المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيلي ملامبو إنه من المؤسف أن يتفشى العنف ضد النساء على أيدي الرجال. كما أضافت أن الأسوأ أن يكون لشابات تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا قد يكن أيضًا أمهات صغيرات. فضلًا عن الآثار المتعددة لجائحة كورونا التي ساعدت في حدوث ما وصفته بـ”جائحة مصاحبة” من جميع أنواع العنف المتزايد ضد النساء. كما أضافت أنه “على كل حكومة أن تتخذ خطوات قوية واستباقية لمعالجة هذا الأمر، وأن تُشرك النساء في هذا العمل”.

عوامل خطر العنف ضد المرأة

وفق الدراسة فأن النساء في البلدان المنخفضة الدخل هم الأكثر عُرضة للعنف. فـ37% من النساء اللاتي يعشن في البلدان الأشد فقرًا تعرضن للعنف البدني أو الجنسي من قِبل الأسرة في حياتهن. كما يرتفع معدل الانتشار في بعض هذه البلدان ليصل إلى امرأة من كل اثنتين.

وتصدرت أقاليم أوقيانوسيا وجنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى معدلات انتشار العنف ضد النساء من 15 إلى 49 عامًا. حيث تتراوح هذه المعدلات بين 33% و51%. بينما توجد أدنى المعدلات في أوروبا (16-23%)، وآسيا الوسطى (18%)، وشرق آسيا (20%)، وجنوب شرق آسيا (21%). بينما تتعرض النساء الأصغر سنًا لزيادة مخاطر العنف. كذلك صفوف النساء اللاتي كن مرتبطات بعلاقة، سُجّلت أعلى معدلات عنف (16%) في 12 شهرًا ماضية، بين الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا.

العنف ضد المرأة يجب أن يُمنع

كذلك أوصت المنظمة في تقريرها، بعدة أساليب لمعالجة العنف ضد النساء، من أهمها معالجة عدم المساواة الاقتصادية. وضمان إتاحة التعليم والعمل المأمون، وتغيير المعايير والمؤسسات التي تميّز بين الجنسين. كذلك توفير الخدمات الأساسية وإتاحتها أمام الناجيات من العنف، ودعم المنظمات النسائية. والتصدي للمعايير الاجتماعية المجحفة، وإصلاح القوانين التمييزية، وتعزيز الاستجابة القانونية.

بجانب الحاجة الملحة للحد من الوصم المتعلق بالعنف، وتأهيل المعنيين بإجراء المقابلات مع الناجيات على نحو من التعاطف. فضلًا عن التزام البلدان بالسياسات السليمة التي تؤدي إلى تغيير المفاهيم الجنسانية. كذلك القوانين التي تدعم إتاحة الرعاية التي تركز على الناجيات وإحالتهن إلى الخدمات الأخرى حسب الحاجة.