في نوفمبر الماضي انحاز قاضٍ فيدرالي إلى مجموعة من الصحفيين الدوليين “HFPA” المنظمين لحفل “جولدن جلوب” الأمريكية. في رفض دعوى قضائية ضد الاحتكار، واتهام المنظمة بتبني “ثقافة الفساد” والإعفاء من الضرائب.

الدعوى رفعها صحفي نرويجي حُرم من عضوية المجموعة. ما أدى إلى لفت الانتباه بشكل واسع في هوليوود، خاصة أن جمعية هوليوود للصحافيين الأجانب. هي واحدة من مجموعة تحكيم أهم جوائز صناعة السينما.

ثقافة الفساد

كذلك تصاعدت الانتقادات ضد “HFPA”، بعد أن نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” تقريرًا يفضح “ثقافة الفساد” في المنظمة. مع إدعاءات أن الأعضاء غالبًا ما يتبادلون الأصوات للحصول على امتيازات والوصول إلى المشاهير.

كذلك أشارت الصحيفة إلى بعض أوجه الفساد المالي في “HFPA”. حيث خصصت ميزانية قدرها 2.15 مليون دولار في سنتها المالية الحالية لدفع رواتب الأعضاء لأسباب مختلفة. كذلك لفتت إلى أن أكثر من 20 عضوًا حصلوا على 3465 دولارًا أمريكيًا لمشاهدة الأفلام الأجنبية في يناير. بينما يتقاضى أعضاء لجنة السفر 2310 دولارات شهريًا.

فيما يكتسب أعضاء لجنة الأرشيف 2200 دولار. فضلًا عن قبول المجموعة مكافآت بآلاف الدولارات من استديوهات الإنتاج السينمائي والمشاهير مقابل منحهم جوائز الحفل الكبرى. كذلك يستمر حفل “جولدن جلوب” مشروعًا مربحًا لـ”HFPA”، حيث حقق 27.4 مليون دولار في العام الماضي فقط.

جولدن جلوب

خبير للتنوع والمساواة

كل هذا دفع “HFPA” أو رابطة هوليوود للصحافيين الأجانب، لإصدار بيان الأحد الماضي أعلنت فيه تحول جذري. خاصة في أعقاب الانتقادات اللاذعة التي طالت المجموعة قبل وأثناء نسخة 2021 من جولدن جلوب.

كذلك تعهدت الرابطة بحسب “جارديان” بتعيين خبير في التنوع التنظيمي والمساواة والشمول لإضافة السود وغيرهم إلى المنظمة. كذلك تحسين مستوى الشفافية في عمليات التصويت.

مطالبات بمزيد من الشفافية

البيان قوبل بالرفض من قبل مجموعة “تايمز أب” المناهضة للتمييز في مكان العمل. كما اتهمت “HFPA” بالتقاعس لعقود مضت، مع التشكيك في مصداقية المنظمة. كذلك قالت المجموعة في بيان لها: “نيابة عن العديد من الفنانين الذين يتطلعون إلينا بشأن العنصرية وكراهية النساء. والمعاملات المالية الفاسدة المزعومة لجولدن جلوب. نحن بحاجة للاطلاع على تفاصيل محددة وجداول زمنية للتغيير. الكلمات وحدها لا تكفي”.

من ناحية أخرى مارست “تايمز آب” الضغوط على شبكة NBC المصدر الرئيسي لتمويل مجموعة الجولدن جلوب. لضمان حدوث تغيرات جذرية، كما دعت بتوصيات أخرى إلى توسيع عضوية الرابطة التي يبلغ عددها ما يقرب من 90 عضوًا. لتشمل 300 صحافي من أي مكان في العالم.

يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه “تايمز آب” إلى أن المنظمة ليس لديها حاليًا أعضاء من السود ولم يكن لديها منذ أكثر من 20 عامًا. وهي حقيقة اعتبرها الكثيرون السبب وراء التغاضي عن عدد من المشاريع التي يقودها السود.

رفض الجائزة

في عام 2016 رفض ريكي جيرفيس الجولدن جلوب. كما وصفها بأنها “لا قيمة لها” فهي نوع من المعدن الذي أراد بعض الصحفيين القدامى تقديمه لك شخصيًا حتى يتمكنوا من مقابلتك والتقاط صورة سيلفي معك”. وفي إحدى اللقاءات عام 2014 دعا الممثل جاري أولدمان إلى مقاطعة “اللعبة السخيفة” التي تمثلها جولدن جلوب.

محاولات لحفظ ماء الوجه

لم يشفع لـ”HFPA” تحركاتها في السنوات الأخيرة لإعادة تأهيل صورتها العامة. بتبرع بملايين الدولارات لقضايا مختلفة تدعم الفنون والصحافة. كذلك تقديم أكثر من 5 ملايين دولار في شكل منح في عام 2020.

وفي سياق آخر، أقيم حفل توزيع جوائز “جولدن جلوب” لهذا العام في نسخته الـ78 مطلع شهر مارس الحالي. بينما كانت معظم فقراته عن بُعد، نظرًا للظروف التي فرضتها جائحة كورونا. كما فاز فيلما “نومادلاند” و”بورات” بجائزتين عن فئتي أفضل فيلم درامي وأفضل فيلم كوميدي على الترتيب.

كذلك نال جائزة أفضل إخراج المخرجة المولودة في الصين كلوي تشاو. كما اختير ساشا بارون كوهين أفضل ممثل كوميدي عن الجزء الثاني من “بورات”. بينما حقق مسلسل “The Crown” جائزة أفضل دراما تلفزيونية.

جدير بالذكر أنه خلال السنوات الأخيرة وصل حجم مشاهدي الحفل من الجمهور التلفزيوني إلى 20 مليون مشاهد. متجاوزًا بسهولة جوائز Emmys.