لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين من جماهير مانشستر يونايتد الإنجليزي أن يحقق فريقه الفوز بسهولة بالغة على جاره اللدود مانشستر سيتي صاحب الهيمنة والتوهج والفوز المتتالي بكل المسابقات في 21 مباراة، حيث واجهه وهو في أفضل حالاته الفنية والمعنوية رفقة مدربه الشهير بيب جوارديولا.
لكن رجال المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير فاجئوا الجميع بما فيهم مشجعينهم بخطف الأسبقية مبكرًا في اللقاء ومن ثم تحريك دفة اللقاء كما أرادوا حتى خرجوا منتصرين بهدفين نظيفين وبأداء جيد وتفوق تكتيكي وفني واضح على غريمهم في ديربي مانشستر الشهير.
إنهاء الهيمنة وإحياء المنافسة
هذا الفوز الكبير للشياطين الحمر أوقف سلسلة انتصارات السيتي الأخيرة عند الرقم 21، ليمنعه من مواصلة طريقه نحو تحطيم الرقم القياسي لأطول سلسلة انتصارات في تاريخ كرة القدم الأوروبية المسجل لبايرن ميونيخ الألماني بـ23 انتصار على التوالي.
ولهذا السبب تحديدًا لم يكن جوارديولا يريد أن يخسر، كما أنه أعاد إحياء صراع الصدارة للبريميرليج ثانية، بعد تقليص الفارق لـ11 نقطة بينهما حيث رفع مان يو رصيده إلى 54 نقطة فيما ظل السيتي في القمة برصيد 65 نقطة.
ولكن كيف حدث ذلك وما هي العصافير التي ضربها يونايتد بحجر واحد في فوزه الكبير مساء الأحد الماضي؟ وكذلك أهم أرقام اللقاء وخسائر السيتي الأخرى، هو ما نعرضه في الآتي.
تفوق تكتيكي لسولسكاير على جوارديولا
العامل الأول الذي نجح به يونايتد وتفوق من خلاله بشكل واضح على غريمه السيتي، كان بفعل المدرب سولسكاير بتكتيكه في اللقاء وتفوقه الكامل على المدرب الإسباني الشهير ما أدى لهدف مبكر ونهاية سعيدة للشياطين الحمر في قلب ملعب الاتحاد، بداية جوارديولا بتشكيل خاطئ وغير مناسب لهذه المباراة تمامًا، من خلال عدم إشراك بيرناردو سيلفا وفيل فودين لحساب رياض محرز وكيفن دي بروين، وأيضًا جابرييل خيسوس في الأمام كان خطأ جسيمًا وفقًا لما قدمته هذه الأسماء في المباريات الأخيرة.
حيث إن دي بروين منذ عودته من الإصابة لم يقدم أداء كبيرًا في مقابل انفجار فيل فودين مؤخرًا وتحوله إلى لاعب ذهبي في كل مرة يشركه فيها جوارديولا وخاصة في المباريات الكبيرة التي كان آخرها أمام ليفربول، كذلك شهدت المباراة ضغطًا عاليًا رائعًا من قبل عناصر مان يونايتد كبلت جهود أغلب أوراق السيتي الرابحة لاسيما بعد تقدمه بهدف مبكر لبرونو فيرنانديز من ركلة جزاء وضعه في أريحية عن الفريق المضيف.
ورغم أن السيتي كان أخطر على المرمى وأكثر حملًا للكرة في شوط المباراة الأول، لكن ترجمة الفرص إلى أهداف لم تكن حاضرة وغابت الفاعلية الهجومية تمامًا أمام دفاع صلب ومتماسك ومنظم لعناصر يونايتد، فسدد السيتي 23 تسديدة في شوطي المباراة دون أن ينجح من خلالها في فك شفرة شباك الشياطين الحمر في أي واحدة منهم، وكان 6 منهم فقط بين القائمين والعارضة، فالعشوائية بالشق الهجومي كانت حاضرة بقوة لتمنع الخطورة على مرمى يونايتد، الأمر الذي يوضح تفوق سولسكاير على جوارديولا وتحضيره الجيد عنه لهذا اللقاء المهم بعيدًا عن الصراع على الصدارة.
حيث اعتمد يونايتد في محاولاته على الكرات المرتدة من جهة، وعلى استغلال المساحات الموجودة خلف عناصر السيتي في حال سنحت الفرصة بذلك، ونجح تمامًا سولسكاير بخطته وتكتيكه ذلك في إحراز هدفين والخروج منتصرًا في الديربي على ملعب غريمه وجاره اللدود.
تفوق كاسح ليونايتد ونكسة للسيتي في أرقام الديربي
شهدت أرقام المباراة تفوق ساحق لمان يونايتد على السيتي، وكان أبرزها كالآتي:
* تلقى مانشستر سيتي هدفين بمباراة واحدة للمرة الأولى منذ 15 أسبوعًا، كما أن فوز مانشستر يونايتد يُنهي سلسلة مكونة من 21 مباراة انتصر فيها مانشستر سيتي بشكل متتالي في كل المسابقات.
* هدف البرتغالي برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد، في السيتي هو الأسرع في شباك مانشستر سيتي على أرضه منذ موسم 2003.
* أصبح المدرب النرويجي سولسكاير أول مدرب في تاريخ مان يونايتد، يهزم مانشستر سيتي في أول 3 مباريات له على ملعب الاتحاد معقل السيتي في مختلف المسابقات.
* لم يخسر مانشستر يونايتد في آخر 102 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما كان متقدمًا في الشوط الأول (فاز 90 ، تعادل 12) ، وكانت آخر هزيمة له في سبتمبر 2014 تحت قيادة لويس فان جال (3-5 ضد ليستر سيتي).
* يتأخر مانشستر سيتي بأكثر من هدف في مباراة على أرضه في الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ سبتمبر 2020 (2-5 ضد ليستر)، ويظل مانشستر يونايتد بدون أي خسارة خارج ملعبه في الدوري هذا الموسم.