يبدو أن هذا الموسم الكروي يمثل عام الانتكاسات للفرق الأوروبية الكبرى المسيطرة على البطولات المحلية في أكبر دوريات القارة العجوز. فبعد أن شهدنا ترنح برشلونة بشكل كبير وخروجه من دوري أبطال أوروبا مبكرًا من ثمن النهائي. وأيضًا اهتزاز مستوى ريال مدريد بشكل كبير. وكذلك تراجع ليفربول محليًا بطريقة غريبة ومذرية، جاء الدور على العملاق يوفنتوس المحتكر الأكبر للدوري الإيطالي والبطولات في بلاد البيتزا بالسنوات الثمانية الأخيرة. إذ ودع البيانكونيري بطولة دوري أبطال أوروبا في دور الـ16 بشكل قاسي ومفاجئ لكل عشاقه ومتابعي الساحرة المستديرة عبر العالم. بعد فشله في تخطي عقبة بورتو البرتغالي بمجموع المباراتين. ذلك رغم فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في لقاء الإياب. فالنتيجة لم تكن كافية لعبور السيدة العجوز. خاصة وأن بورتو حسم لقاء الذهاب بهدفين مقابل هدف، ليعبر إلى ربع نهائي البطولة على حساب اليوفي، الذي عليه حساب عوامل انهياره.

السيدة العجوز يعاني سوء الإدارة

منذ توليه المسؤولية الفنية للفريق بداية هذا الموسم لم يقنع النجم الإيطالي السابق والمدرب الشاب الحالي لليوفي أندريا بيرلو أي أحد بما قدمه من أفكار وتكتيكات وخطط وإدارة عامة للفريق في أغلب مباريات الموسم. إذ عانى اليوفي بشدة في الدوري الذي يحتل المركز الثالث فيه بفارق كبير عن المتصدر إنتر ميلان. بعد أن أضاع نقاط عديدة وظهر بأداء باهت في أغلب مباريات الموسم.

شهدت المباراة الأخيرة أمام بورتو ذروة سوء الإدارة الفنية لبيرلو الذي كان سببًا رئيسيًا في خروج فريقه من البطولة القارية الأعرق للأندية حول العالم. حيث بدأ بتشكيل خاطئ وأتبعه بتغييرات سيئة ومتأخرة ساهمت بشكل رئيسي في خروج فريقه من البطولة. وكان خطأه الأكبر هو إخراج كييزا أفضل لاعبي يوفنتوس وإدخال كولوفسكي. ثم إخراج أرتور وإدخال ماكيني. وهو الأمر الذي أدى إلى فقدان يوفنتوس هيبته ومصدر الخطورة في المباراة.

https://www.youtube.com/watch?v=YXftgfOc3m0

بيرلو مسؤول بشكل كامل عن هذا الفشل المحلي والقاري ومعه بالتساوي الإدارة الرياضية والعامة ليوفنتوس. ذلك لأنها خاطرت بتعيينه مدربًا للفريق رغم خبراته التدريبية المحدودة. بعيدًا عن نجوميته في الملاعب كلاعب وسط من الطراز العالمي. كما لم تدعمه هذه الإدارة بالشكل المناسب باللاعبين في الميركاتو الصيفي والشتوي. ما ساعد في ظهور الفريق بهذه الحال. لاسيما بعد التسرع ربما في إقالة المتمرس ماوريسيو ساري سلفه في المنصب الفني للبيانكونيري الصيف الماضي.

شخصية باهتة للسيدة العجوز

يوفنتوس عملاق الأندية الإيطالية لطالما ظهر بشخصية البطل القوية. وهو ما أعطاه الأفضلية دائمًا حتى في أسوأ فتراته الفنية. وربما كان يستمد ذلك من مدير فني كبير وقوي على الخط كأليجري ومن قبله كونتي وأنشيلوتي. الأمر الذي افتقد له الفريق بشدة في اللحظات الحرجة مع بيرلو الشاب.

ظهر اليوفي متزنًا للغاية على الأوراق من خلال التشكيلة الأساسية التي اختارها بيرلو أمام بورتو العنيد. وهي التشكيلة التي اعتمد فيها على عدد من أصحاب الخبرات أمثال الدون كريستيانو رونالدو ومزيج من العناصر الشابة مثل كييزا. لكن فقد هيبته وشخصيته في أرضية الميدان بغياب الروح القتالية والإصرار على تحقيق ريمونتادا على ملعبهم والعودة في النتيجة. فدخل اللاعبون المباراة بشكل سيء سمح للفريق البرتغالي بقلب الطاولة.

رونالدو بعيد عن مستواه وموراتا تائه

لم يستطع يوفنتوس استغلال طرد مهاجم بورتو خلال المباراة الأخيرة، واكتفى فقط بالسيطرة على الكرة والاستحواذ السلبي. ليظهر عاجزًا عن اختراق حصون الفريق البرتغالي الذي استطاع أن يحمي عرينه وأن يمنح باقي الفريق الفرصة في لدغ السيدة العجوز بهدفين ويطيح بها من البطولة.

رونالدو
رونالدو

كما ظهر “صاروخ ماديرا” كريستيانو رونالدو خلال المباراة بشكل باهت. مساهمًا فقط في صناعة الهدف الأول الذي سجله كييزا قبل أن يستسلم بعدها لرقابة منافسيه. ذلك بعد أن فقد الأمل في زملائه الذين لم يتوقفوا عند تكرار هجمة واحدة بالاستعانة بالكرات الطولية خلف الدفاع. وكانت معظمها في اتجاه ألفارو موراتا المهاجم الثاني، الذي ظهر تائهًا وفشل برعونة بالغة في التسجيل من عدد كبير من الفرص المحققة أمام المرمى. ليؤكد موراتا أن يوفنتوس يعاني في غياب الدون أو تراجع مستواه بشدة. وهو ما أثر بالسلب كثيرًا على هجوم الفريق وعدم إحرازه لأهداف أكثر تمنحه الفوز والتأهل لربع النهائي.

أرقام سلبية غير مسبوقة

مُني نادي يوفنتوس الإيطالي بأرقام سلبية غير مسبوقة بوداعه بطولة دوري أبطال أوروبا من دور الـ 16 أمام منافسه الشرس بورتو. وهي الخسارة الثانية في تاريخ هذه البطولة وبشكل متتال. بعد وداع العام الماضي في الدور ذاته على يد أولمبيك ليون الفرنسي. عندما خسر اليوفي في فرنسا بهدف دون رد، وفاز على ملعبه بنتيجة 2-1.

كما فشل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم البيانكونيري في التسجيل في الأدوار الإقصائية من المسابقة. ذلك لأول مرة منذ 15 موسمًا. وأخفق مع فريقه في العبور إلى دور ربع النهائي من المسابقة لموسمين متتاليين، لأول مرة منذ عام 2006.