بعنوان الخليج في أسبوع، يقدم “مصر 360” خدمة أسبوعية لتسليط الضوء على أهم القضايا التي شهدها الخليج، محلياً وخارجياً، على رأسها: التحركات من جانب روسيا والإمارات وقطر بخصوص عودة سوريا لجامعة الدول العربية ثم الموقف الأمريكي من الأمير محمد بن سلمان سؤال من النائب توم مالينوفسكي خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الأربعاء الماضي، حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد منحت إعفاءً لمحمد بن سلمان، والتصعيد الحوثي في اليمن، ومستقبل العلاقات السعودية التركية.

عودة سوريا إلى الحاضنة العربية.. الموقف الخليجي والدعم الروسي

عقد وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا، الخميس الماضي، اجتماعاً في الدوحة تركز حول الوضع في سوريا، والدعوة إلى حل سياسي للصراع المستمر منذ عشر سنوات.

وخلال مؤتمرين صحفيين في يومين متتاليين بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيريه الإماراتي والسعودي، تم التأكيد على ضرورة عودة دمشق إلى محيطها العربي، ليس فقط هذا، بل اعتبر الوزير الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بموجب “قانون قيصر” تعد التحدي الأكبر أمام التنسيق والعمل المشترك مع سوريا.

وشدد عبدالله بن زايد على أن بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها “أمر لا بد منه”، موضحا أن “الأمر لا يتعلق بمن يريد أو لا يريد، فالمسألة هي مسألة المصلحة العامة.. مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة”.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها منذ العام 2011 نتيجة الانتهاكات التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق المدنيين في هذا التوقيت.

جاء الموقف السعودي مباشرة في أعقاب التحرك الإماراتي. وخلال لقاء وزير الخارجية فيصل بن فرحان، مع لافروف، أكد على أهمية استمرار دعم الجهود الرامية لحل الأزمة السورية بما يكفل أمن الشعب السوري ويحميه من المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية وأضاف بن فرحان “متفقون مع أصدقائنا الروس على أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية واستقرار الوضع في سوريا لأنه لا وجود لحل للأزمة السورية إلا من خلال المسار السياسي”.

ومن بين الملفات الأخرى التي تناولها المسؤول السعودي مع لافروف كانت الأزمة اليمنية حيث قال الأول إن المملكة ستتخذ إجراءات رادعة لحماية منشآتها البترولية في أعقاب هجمات لقوات الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران على قلب صناعة النفط السعودية الأسبوع الجاري.

ولفت الأمير بن فرحان آل سعود في مؤتمر صحفي مع نظيره إلى أن الرياض ستواصل التعاون مع موسكو ضمن إطار عمل أوبك لضمان أن تكون أسعار النفط عادلة للمنتجين والمستهلكين.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن الصراع في اليمن يجب أن ينتهي، مضيفا أن “على الأطراف المتناحرة الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

اقرأ أيضا:

من أجل عودة دمشق ومصالح التجار.. الإمارات تجدد رغبتها في عودة سوريا للجامعة العربية

خطوات إماراتية لمزيد من التطبيع

أعلنت دولة الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليار دولار لدعم الاستثمارات في إسرائيل، في إطار خطواتها المتسارعة للتطبيع مع إسرائيل.

ويأتي ذلك بعد نقاش بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، خلال مكالمة هاتفية حول سبل دعم الاقتصاد الإسرائيلي وتوثيق التعاون بين الجانبين.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، فإن الصندوق سيركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها قطاعات الطاقة والفضاء والصحة والتقنية الزراعية.

تعثر زيارة نتنياهو للإمارات بسبب الأردن

في السياق نفسه، تعرضت زيارة نتنياهو  خلال الأسبوع الماضي للإمارات للتأجيل المباغت بعد توتر مع الأردن التي رفضت منح طائرته الإذن بعبور أجوائها.

وكان الأردن أعلن قبل ذلك إلغاء زيارة ولي العهد الأمير، الحسين بن عبد الله، للأقصى في آخر لحظة بسبب خلافات مع إسرائيل حول الترتيبات الأمنية.

وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي أجراه مساء الخميس: “لم يكن بالإمكان القيام بزيارتي إلى الإمارات بسبب سوء تفاهم وصعوبات في تنسيق رحلاتنا الجوية وذلك بسبب الحدث الذي وقع أمس في جبل الهيكل”.

وأضاف: “تسوية الاختلاف مع الأردن استغرقت عدة ساعات ونحن نستطيع التحليق, أنا أستطيع التحليق في سماء الأردن وحتى بعد تحقيق هذا التنسيق، لم يكن بالإمكان القيام بهذه الزيارة”.

وأوضح: “لذلك تحدثت مع الشيخ محمد بن زايد, واتفقنا على زيارة أخرى في القريب العاجل”.

رد أيمن الصفدي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، على التقارير التي أفادت بأن مصير المسجد الأقصى، الذي يعتبر الأردن وصياً عليه، قد يكون مطروحاً للاستيلاء عليه في حال تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه “افتراضات غير منطقية”.

وبالتزامن مع هذا التوتر السياسي بين الدول، تسببت تغريدة للشيخة جواهر القاسمي، زوجة حاكم إمارة الشارقة سلطان القاسمي، بنقاشات محتدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الامارات، على خلفية انتقادها التعاون الإماراتي الإسرائيلي في مجال التعليم.

وغردت القاسمي: “مناهجهم توصي بقتل العربي واغتصاب أرض العربي”.

وجاءت تغريدة زوجة حاكم الشرقة تعليقا على لقاء افتراضي عبر الفيديو، بين وزارتي التربية والتعليم الإسرائيلية والإماراتية، لبحث التعاون في مجالات عدة منها: تبادل وفود طلابية ورعاية الطلبة المتفوقين والموهوبين والدراسات الأكاديمية المشتركة.

حصار لجين الهذول لم ينته بعد

قالت أسرة الناشطة السعودية المدافعة عن حقوق المرأة، لجين الهذلول، إن المحكمة الجزائية المتخصصة في المملكة رفضت الاستئناف الذي تقدمت به.

وأُطلق سراح الهذلول الشهر الماضي بعد أن قضت نحو ثلاث سنوات في السجن، لكنها تخضع لحظر سفر مدته خمس سنوات ولقيود أخرى.

وقالت شقيقتها، الأربعاء الماضي، إن المحكمة أيدت الحكم الصادر بحقها، والذي يتهمها بانتهاك قانون مكافحة الإرهاب.

وبحسب منظمات حقوق الإنسان الأممية، فقد تم الكشف عن تعرض الهذول من قبل محققين في السعودية إلى التعذيب، كما عذبوا ثلاث نساء أخريات على الأقل، خلال تلك الفترة بالصدمات الكهربائية والجلد، والتحرش بهن جنسياً، بينما تنفي الحكومة السعودية تعرض الهذلول لسوء معاملة.

وفي ديسمبر الماضي، قضت محكمة بسجن الهذلول مدة خمس سنوات وثمانية أشهر مع وقف تنفيذ عامين وعشرة أشهر، بعد إدانتها بتهمة محاولة إلحاق الضرر بالأمن القومي داخل المملكة العربية السعودية والسعي لخدمة أجندة خارجية.

الرياض وواشنطن.. أزمة عابرة في مسار التحالف الاستراتيجي

تفادى وزير الخارجية أنتوني بلينكن الإفصاح عما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أصدرت إعفاءً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدخول الولايات المتحدة، وصرح بأن “ولي العهد ليس لديه خطط للسفر إلى الولايات المتحدة”.

ورداً على سؤال من النائب توم مالينوفسكي خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الأربعاء الماضي، حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد منحت إعفاءً لمحمد بن سلمان، قال بلينكن: “أولاً، سنتبع القانون. ثانياً، كما تعلم لأسباب تتعلق بالخصوصية، هذا شيء لا يمكننا مناقشته بأي تفاصيل هنا، ويسعدني المتابعة. ثالثاً، أعتقد أنه من العدل أن نقول إن ولي العهد ليس لديه خطط للقدوم إلى الولايات المتحدة”.

 وبموجب قانون الولايات المتحدة، فإن مسؤولي الحكومات الأجنبية الذين يعتقد أنهم متورطون في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان يصبحون غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة، ويجب إصدار إعفاء من أجل المصلحة الوطنية حتى يتمكنوا من الدخول.

وقال الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان آل سعود، سفير السعودية إلى الأمم المتحدة في فيينا، إن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة “تاريخية قائمة على المصالح المتوافقة في المنطقة والعالم“، مضيفاً أنه “بالنسبة لوجود وزير خارجية روسيا في السعودية، فنحن أيضًا على علاقة جيدة بروسيا ومع العديد من دول العالم”.

الأزمة في اليمن.. رفضي حوثي لمقترح وقف إطلاق النار

رفضت جماعة أنصار الله الحوثي مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار في اليمن، قائلة “ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار”، حسب ما أوردته قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.

ونقلت “المسيرة” عن الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس الوفد الوطني المفاوض باليمن، محمد عبدالسلام الحوثي، قوله: “ما أسماه المبعوث الأمريكي (تيموثي ليندركينغ) بالمقترح لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام”.

وأضاف: “أن يأتي مبعوث أمريكي يقدم خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي فهذا غير مقبول”، وأنهم “لو كانوا جادين لوقف العدوان والحصار لأعلنوا وقف الحرب والحصار بشكل جاد، عندها سنرحب بهذه الخطوة”.

ورأى عبد السلام الحوثي أن المبادرة الأمريكية لـ”وقف الحرب” عبارة عن “التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي” وفق “شروط سعودية”، وقال عبدالسلام إن ما قدمه ليندركينغ “مؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو عليه الآن”.

وذكر أن المبادرة احتوت شروطَا، من بينها “تحديد وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخيص عبر تحالف العدوان وأن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء”، إضافة إلى توحيد الإيرادات في اليمن وصرف المرتبات.

وتابع: “يريدون أن نستجيب بالحوار لما لم يحققوه بالحرب والحصار، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع… ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار”، لأنه “لا يوجد أي تغيير حقيقي نحو إنهاء الحرب ورفع الحصار، وهذه الأمور بيد الطرف الآخر”.

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية اليمنية بشأن الوضع الإنساني في اليمن، قائلة إن “التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي الإرهابية على مأرب واستخدامها للصواريخ الباليستية لقصف الأحياء السكنية في المحافظة والمدن السعودية، وافتعال أزمات الوقود وتضخيم السوق السوداء.. يسعى للقضاء كليًا على المسار السياسي… يقوض أي آمال أو مستقبل للسلام في اليمن”، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

وكانت مراسلة CNN للشؤون الدولية، نعمة الباقر، قد التقت محمد علي الحوثي، المسؤول الحوثي البارز في اليمن، الذي قال إن الولايات المتحدة لم تقم بأي جهود لجلب السلام في بلاده، مُعتبرًا أن التحالف بقيادة السعودية مسؤول عن الأزمة الإنسانية في اليمن.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيم ليندركينغ قد حمل خطة وصفها بـ”المتماسكة” لوقف إطلاق النار في اليمن. لكن ليندركينغ لفت إلى أن الخطة مطروحة أمام قيادة حركة الحوثيين “لعدد من الأيام” لكن الحركة تعطي الأولوية فيما يبدو للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب. من الجانب الآخر، أعلن المتحدث باسم الحوثيين أن المقترح الأمريكي الخاص بوقف إطلاق النار في اليمن “لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية”.

الرياض وأنقرة.. انفراجة محتملة

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستبحث مع السلطات السعودية قرارها بشأن إجراء مناورات عسكرية مع اليونان، فيما أكد تواصل التعاون الاقتصادي مع مصر.

وتصاعدت حدة التوترات بين تركيا واليونان، على خلفية أنشطة أنقرة في منطقة شرق البحر المتوسط وعمليات التنقيب عن الطاقة، وسط تراشق كلامي مستمر.

تصريحات أردوغان جاءت عقب أدائه صلاة الجمعة في إسطنبول، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

ونقلت الأناضول عن أردوغان قوله إن التعاون الاقتصادي بين بلاده ومصر كان متواصلا خلال الفترة الماضية.

وأضاف الرئيس التركي: “تعاوننا الاقتصادي والدبلوماسي والاستخباراتي مع مصر متواصل، ولا يوجد أي مشكلة في هذا”.