الأمور داخل نادي الزمالك تسير بوتيرة متسارعة. فرغم أن البرتغالي جايمي باتشيكو مدرب الفريق الأول لكرة القدم كان يسير بخطى ثابتة مع القلعة البيضاء. فوجئ الجميع بقرار إقالته. وما زاد الأمور غرابة هو الاستعانة بالفرنسي باتريس كارتيرون في منصب المدير الفني بولاية ثانية. خاصة بعد هروبه عن الزمالك سبتمبر الماضي في توقيت حرج.

تفاصيل عودة كارتيرون وعقده الجديد

كارتيرون فسخ عقده مع التعاون السعودي رسميًا ليصل إلى القاهرة مباشرة ويجلس مع مسؤولي النادي الأبيض. ويوقع عقد تدريبه لولاية ثانية لمدة موسم ونصف وبراتب شهري يصل إلى 120 ألف دولار. بشرط عدم وجود مدير كرة أو مشرف عام على الكرة بجهازه وهو ما وافقت عليه الإدارة.

كذلك طلب حرية اختيار جهازه المعاون والذي حدد فيه سامي الشيشيني “الذي اعتذر لتفرغه للتحليل الكروي” وأمير عبدالعزيز. ومعه واحد من اثنين أحمد عبدالرؤوف أو أحمد عبدالمقصود. مع وجود أحمد مخلوف مدربًا للأحمال وموافقته على استمرار عمرو عبدالسلام مدربًا لحراس المرمى. بينما ترغب الإدارة في رحيله هو أيضًا ليكون جهاز فني جديد تمامًا.

كارتيرون قاد الزمالك الموسم الماضي، وحقق مع الفريق بطولتي كأس السوبر المصري وكأس السوبر الإفريقي. كذلك قاد الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا. أما باتشيكو قاد النادي في 26 مباراة بجميع المسابقات. فاز في 16 وتعادل في 6 وخسر 4 لقاءات.

تحديات عديدة تواجه كارتيرون

واحدة من الصعوبات التي ستواجه كارتيرون هي إقناع نجوم القلعة بالتجديد بعد الأزمة التي حدثت بعد نهائي إفريقيا. اللاعبون يرتبطون بعلاقة قوية مع الفرنسي وقد يقنع أبرز النجوم الذين تنتهي عقودهم قريبًا على رأسهم التونسي فرجاني ساسي. كذلك المغربي أشرف بن شرقي وأحمد سيد زيزو.

التحدي الثاني هو بطولة أفريقيا، وذلك بعد أن قدم أداءً رائعًا مع الزمالك الموسم الماضي وقادهم لنصف النهائي. رحل كارتيرون بشكل مفاجئ، لكن لاعبي القلعة قدموا كرة جيدة وسيكون هدفه الأول هو الوصول لنهائي إفريقيا. والتأكيد أن العام الماضي لم يكن صدفة، وستبدأ مهمة كارتيرون أمام الترجي التونسي في الجولة الرابعة. كذلك يتوجب على الزمالك المكسب للخروج من حسابات دور المجموعات.

التحدي الثالث هو بطولة الدوري، حيث سيكون الشغل الشاغل للمدرب الفرنسي بكل تأكيد هو بطولة الدوري الممتاز. والتي غابت عن النادي منذ 7 سنوات. كذلك تحلم جماهير الزمالك بعودة تتويج فريقهم بالبطولة بعدما استحوذ عليها الأهلي في الـ7 سنوات الماضية. وكان آخر تتويج للفارس الأبيض موسم 2014-2015.

التحدي الرابع هو كأس مصر، وهي بطولة أخرى سيسعى كارتيرون للتتويج بها بعد أن غابت العامين الماضيين عن الزمالك. حيث لم يفز الأبيض بكأس مصر منذ آخر تتويج له في 2018. كذلك اكتسح الزمالك غريمه الأهلي في آخر 10 سنوات بالبطولة محققًا اللقب 6 مرات.

عقدة الولاية الثانية بالزمالك

سيكون الرجل الفرنسي أمام عقدة من نوع آخر مع الزمالك، وتتمثل في فشل جميع من سبقه في الولاية الثانية بالفريق. حيث تناوب على تدريب الأبيض مرتين 5 مدربين أجانب نجحوا في ولايتهم الأولى وفشلوا في الثانية.

كان أبرزهم:

رود كرول: المدرب الهولندي الشهير تولى تدريب المنتخب الأوليمبي في عام 1994 وتوج بعدها بعام بذهبية دورة الألعاب الأفريقية. ثم منتخب مصر الأول عام 1996 والزمالك عام 1997، ثم عاد لتدريب النادي الأبيض عام 2007.

كرول نجح في ولايته الأولى مع الزمالك محققًا لقب البطولة الأفروآسيوية الأولى له كمدرب للأندية. وتكوين فريقًا جيدًا من الشباب، ولكنه في ولايته الثانية عانى النادي الأبيض من تذبذب في النتائج. حتى تدخلت الإدارة بقيادة ممدوح عباس وأضافت محمد حلمي مساعدًا له. تحسن أداء الزمالك بعد وجود حلمي الذي حصل على صلاحيات في وجود كرول ليقرر الأخير الاعتذار عن استكمال المهمة لظروف أسرية. قبل نهائي بطولة كأس مصر 2008 التي توج بها الأبيض. في آخر مباريات الهولندي الذي رحل لتدريب أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي.

كابرال وهنري ميشيل

البرازيلي كابرال: يعد هذا المدرب هو الأنجح الذي عاد لتدريب القلعة البيضاء في ولاية ثانية. وهو صاحب آخر بطولة دوري أبطال توج بها الزمالك عام 2002. وقدم فترة من أفضل الفترات في تاريخ النادي بالفوز ببطولة الدورى والسوبر الأفريقي وكأس السوبر المصري أيضًا. مع تطوير أداء الفريق وبزوغ نجم تامر عبدالحميد “دونجا” ووليد صلاح عبداللطيف.

ورحل كابرال لتدريب السد القطري بعرض مالي مغري قبل أن يعود موسم 2004-2005. ويقدم الفريق الأبيض واحد من أسوأ مواسمه في الدوري باحتلال المركز السادس. ليقرر تعيين البرتغالي نيلو فينجادا دون إنهاء عقد البرازيلي ما دفعه لاقتحام مؤتمر تقديم المدرب الجديد للمطالبة بمستحقاته.

هنري ميشيل: المدرب الراحل قاد القلعة البيضاء من ديسمبر 2006 وحقق معه الفريق نتائج جيدة. كذلك حقق الفوز في مباريات الدور الثاني عدا مباراتين. واستطاع الفوز على الأهلي بهدفين ولكنه خسر كأس مصر 2007 بعدما خسر من الأهلي في الوقت الإضافي 4-3.

وفي معسكر الإعداد للموسم الجديد في فرنسا قاد هنري ميشيل الاستعدادات ولكنه تخلف عن السفر للقاهرة وفسخ عقده من جانب واحد. كما استغل عدم وجود شرط جزائي ليذهب لتدريب المنتخب المغربي ثم صنداونز قبل أن يعيده ممدوح عباس في عام 2009. لكنه لم يستمر سوى 3 أشهر لعب خلالهم 7 مباريات خسر منهم 4 وتعادل مباراة.

حسام حسن وميدو:

تحمل العميد في ولايته الأولى مع الزمالك إرث هنري ميشيل واستطاع العودة من المركز الـ14 إلى المنافسة على الدوري. لكنه خسر البطولتين موسم 2008-2009 قبل أن يخسر الدوري قبل عودة البرتغالي مانويل جوزيه لتدريب الأهلي.

وعاد حسام حسن في صيف 2014 بعد رحيل أحمد حسام ميدو الذي تولى الزمالك في ولايته الأولى لمدة قصيرة. لكنه حقق خلالها لقب كأس مصر قبل أن يصعد جيل جديد من الشباب للنادي. لكن حسام حسن جاءت ولايته الثانية سيئة. حيث خسر كأس السوبر المصري أمام الأهلي بعد استكمال بطولة دوري الأبطال. ليرحل عن الفريق الأبيض بعد تحقيق فوز واحد في أول 6 مباريات ببطولة الدوري. وجاء ميدو بعد ذلك ولم يستمر سوى 7 مباريات في ولاية ثانية ورحل بعد أزمات عديدة مع إدارة مرتضى منصور آنذاك.

جايمي باتشيكو:

في ولايته الأولى قضى المدرب في الزمالك 73 يومًا فقط، خاض خلالها 12 مباراة حقق 9 انتصارات وتعادلين سلبيين. كذلك جمّع 29 نقطة من أصل 36 بنسبة نجاح زادت على 80.5%. وهو ما دفع مواطنه جوسفالدو فيريرا المدرب الذي خلفه، للإشادة بعمله للتتويج بدوري 2014-2015 الأخير للزمالك.

ورحل باتشيكو وفسخ تعاقده من جانب واحد بعد خلافات مع مرتضى منصور ليتجه البرتغالي لتدريب نادي الشباب السعودي. الناذي سدد 1.4 مليون جنيه للزمالك قيمة كل ما تقاضاه المدرب. كذلك مع ولاية باتشيكو الثانية خسر المدرب بطولة دوري أبطال أفريقيا وودع بطولة كأس مصر وحقق الفريق نتائج ضعيفة في الدور الأول من دور المجموعات. بالتعادل في مباراتين والخسارة مباراة، ليرحل مرة أخرى قبل أن يعطي كارتيرون دوره في الولاية الثانية.

صعاب مختلفة عن ولايته الأولى

أول اختلاف سيجده كارتيرون سيكون في الهيكل الإداري بعد رحيل مجلس إدارة مرتضى، وتعيين لجنة ثلاثية للإدارة. وربما يكون هذا الرحيل مريحًا لكارتيرون، الذي ألمح بعد توليه قيادة التعاون إلى أن الخلافات مع مرتضى منصور كانت أحد أسباب رحيله.

لكن هل يجد كارتيرون نفس الفريق الذي دربه؟ بالطبع لا، فسيكون مصطفى محمد أهم من رحل عن الفريق.

الزمالك استغنى أيضًا عن كابونجو كاسونجو بشكل نهائي، وأعار عمر السعيد ومصطفى فتحي وكريم بامبو. بالإضافة إلى المغربي محمد أوناجم. لم تكن تلك الأسماء أساسية في حسابات كارتيرون، لكنها منحت المدرب الفرنسي خيارات أكثر في قائمته عندما يقرر اللجوء إلى البدلاء.

وكان أوناجم أكثرهم مشاركة مع كارتيرون والأكثر مشاركة بشكل عام من قائمة الزمالك. كذلك ظهر في 27 مباراة وسجل 5 أهداف كان أهمها في مرمى الترجي في دوري أبطال إفريقيا. بينما شارك كاسونجو في 13 مباراة وسجل هدفين، وعمر السعيد في 9 مباريات وسجل هدفًا. بينما شارك مصطفى فتحي في 14 مباراة ولكنه لم يترك بصمة كبيرة.

في المقابل، ضمت القلعة البيضاء سيف الدين الجزيري من المقاولون ومروان حمدي من مصر للمقاصة لدعم الهجوم. كذلك استعاد حميد أحداد وأحمد فتوح ومحمد أشرف “روقا”. بالإضافة إلى أيمن حفني وكل هؤلاء جدد على المدرب الفرنسي.